المنوعات

صدور الديوان العربي لجلال الدين الرومي

18 يونيو 2018
18 يونيو 2018

الجزائر، «العمانية»: صدر عن ديوان المطبوعات الجامعية بالجزائر، (‏‏الديوان العربي لجلال الدين الرومي)، بترجمة د.عائشة محرزي، وتقديم وتعليق د.محمد شطوطي.

وأشارت المُترجمة في المقدمة إلى أنّ الأبيات الشعرية المنشورة في هذا الكتاب منقولة عن كتاب ضخم وضعه الرومي تحت عنوان «المثنوي» الذي صدر في معظمه باللُّغة الفارسية.

موضحة أنّ الأبيات الشعرية المنقولة لم تكن مكتوبة كلّها في بدايتها باللُّغة العربية، بل كانت تتخلّلها كلماتٌ وجملٌ فارسية، بعيدة عن لغة المتنبي، ممّا جعلها غير مفهومة بالنسبة للقارئ العربي.

وأضافت محرزي أنّها ترجمت الأبيات استنادًا إلى الترجمة التي قام بها د.عبد الغفور روان فرهادي من الفارسية إلى اللّغة الفرنسية، مؤكدة أنّها حاولت الاحتفاظ بجوهر النص الأصلي والوفاء لمعانيه وإيحاءات أوزانه، ليظلّ عاكسًا لجمال الشعر عند الرومي.

وجاء في تقديم شطوطي للكتاب: «من جملة ما ورد في شعر جلال الدين الرومي الصوفي، الذي هو فيضٌ من الصور الجمالية التي تُعبّر عن نفس مشدودة بالمحبة إلى غيرها: الخمر والسكر؛ وهما إشارة إلى حب غامر لنفس متعطشة إلى التجلّي، والتخلّي والتحلّي في ذات الوقت، وهي مواصفات المتصوّف الذي طلّق الحياة والتفت إلى من علّمه معنى الحياة، وكذلك ذكره للأنبياء عيسى وموسى، عليهما السلام، بالإضافة إلى مريم عليها السلام، كلُّ ذلك، من أجل أن يُقدّم الدليل للقارئ على أنّ الحياة ليست بالتي تُؤخذ كما هي، ففيها من العذابات والآلام ما جعل شاعرنا في قول يحمل الصدق ولا يختلف فيه اثنان عندما قال: الحياة زائلة مؤقتة، وأجمل ما فيها هو أن نعيشها كالغرباء، وكالمسافرين إلى عالم ينتظرنا هناك باللّقاء الذي يتمُّ فيه الحساب والتقييم أمام رب رحيم». وتابع شطوطي قائلًا: «هناك الكثير من الإشارات والتنبيهات، منها على سبيل المثال، بلدة تبريز، التي هي بلدة شيخه شمس الدين الذي هو قبْلته في العلم والمعرفة، وبخاصة في التصوُّف.

وذكره للقهوة، التي هي من الأشياء التي تجمع الأحباب على مائدة واحدة، وأيضًا النخلة والحمامة والصيام والهوى، كلُّها في مكانها المناسب، وهي مجتمعةٌ دلالاتٌ استعملها الشاعر جلال الدين الرومي الصوفي المريد لشيخه شمس الدين التبريزي». وأكد شطوطي أن الديوان يكشف عن «نفس توّاقة إلى الصفاء والنقاوة والعشق الروحاني والأمل الدائم الذي لا يعرف متاهات الحياة، وإنّما المحبة التي تبقى في الحياة ذكريات». ووضح أننا عندما نقرأ الديوان ونتأمله «نخرج منه بموعظة قوية دائمة في النفس بفيض من الصور التي تستند إلى الآيات القرآنية، والعواطف الجيّاشة نحو عظماء الأمة ورجالات الفكر».