صحافة

ارتفاع نسبة الفقر في المدن البريطانية

11 يونيو 2018
11 يونيو 2018

البعض يتصور أن دول الغرب المتحضر ومن بينها بريطانيا خالية من الفقر والفقراء، ولكن الواقع يثبت عكس ذلك، فهذا ما ذكرته ماي بولمان مراسلة الشؤون الاجتماعية في صحيفة «الاندبندانت» في تقرير كتبته بعنوان «4 ملايين بريطاني مجبرون على استخدام بنوك الطعام»، قالت فيه إن الأرقام كشفت لأول مرة أن هناك ما يقرب من 4 ملايين من البالغين في المملكة المتحدة اضطروا لاستخدام بنوك الطعام بسبب مستويات الحرمان «المروعة».

وكشف استطلاع حصري أجرته مؤسسة دي سي واي 4 «DCY4» لصالح الصحيفة على عينة من 1050 شخصا من فئة الكبار الناضجين أن واحداً من بين 14 بريطانيًا (3.7 مليون شخص)، أي نسبة 7% من السكان، استخدموا بنوك الطعام للحصول على وجبة غذاء، كما كشف الاستطلاع عن أن مليون شخص قللوا من حجم وجبات الطعام لأطفالهم بسبب الضغوط المالية.

وتقول الصحيفة: إن نتائج الاستطلاع هذه جاءت بعد الكشف في أبريل الماضي عن ارتفاع عدد الوجبات العاجلة التي تم توفيرها في بنوك الطعام في أبريل الماضي بنسبة 13%، فيما تم تقديم 1.3 مليون وجبة عاجلة لأشخاص يعانون من مشكلات على مدار 12 شهرا حتى شهر مارس.

وكشفت دراسة أخرى أجرتها مؤسسة «جوزيف راونتري» عن أنه كان هناك أكثر من  1.5 مليون شخص بمن فيهم 365 ألف طفلا يعيشون في حالة من البؤس في العام الماضي وحده، وهو رقم أعلى من عدد سكان مدينتي ليفربول وبيرمنجهام مجتمعين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء يحذرون من أن سياسة الضمان الاجتماعي في ظل حكومة حزب المحافظين قادت إلى «حالة عوز عن قصد»، مشيرا إلى أن العوز يعرف بأنه عندما لا يستطيع الشخص الحصول على حاجتين أساسيتين، مثل الطعام والسكن. وفي نفس السياق نشرت صحيفة «التايمز» تقريرا كتبه جريج هاريست بعنوان «الفقر المدقع ينتشر وسط إنجلترا الثرية»، أشار فيه إلى أن العوز والفقر بدأ ينتشر في المدن الإنجليزية الثرية وبعض مناطق في العاصمة لندن رغم ارتفاع مستويات العمل والمعيشة.

وقالت الصحيفة: إن جامعة هيروت- وات في أدنبره باسكوتلندا قامت بإعداد تقرير، وجدت فيه أن مدينتي أكسفورد ونورويتش ومنطقة إيلينج في غرب لندن كانت من بين مناطق السلطة المحلية التي بها أعلى معدلات الفقر في بريطانيا، ووجدت أيضا أنه بين 10 آلاف شخص يعانون من حالة العوز، يفتقدون الطعام وهو شيء أساسي في الحياة، كما أن نسبة 62% من هذا العدد قالوا: إنهم افتقدوا الطعام الشهر الماضي.

وذكر التقرير أن نسبة 47% افتقدت مواد التنظيف الرئيسية، و46% الملابس المناسبة، و42% كان عليهم العيش دون تدفئة ، بالإضافة إلى أن واحدا من كل خمسة أشخاص قالوا: إنهم عاشوا دون إضاءة في بيوتهم، فيما قالت نسبة 16% منهم: إنهم ناموا في العراء.

ونقلت صحيفة «الاندبندانت» عن مسؤولة شؤون التقاعد في حزب العمال مارجريت جرينوود، قولها: إن «هذه الأرقام صادمة، فبعد 8 سنوات من سياسات التقشف التي فرضها المحافظون بدأنا نرى العوز يظهر في شوارعنا»، وأضافت أن «تأخير دفع المساعدة والعقوبات هما من أهم الأسباب التي دفعت الناس لحالة العوز».

كما نقلت الصحيفة أيضا عن مدير مؤسسة البحث والسياسة «تراسل تراست» جاري ليمون قوله: «تثير هذه الأرقام القلق خاصة عندما نعلم أن الذين يستخدمون بنوك الطعام ليسوا كلهم ممن يعانون من الجوع أو يقللون وجبات الطعام»، وأشار إلى أن مؤسسته وفرت العام الماضي 1.3 مليون وجبة طعام في أنحاء بريطانيا، وأضاف أنه يجب العودة لجذور المشكلة، ومحاولة الناس الكفاح للعيش.

وذكرت الصحيفتان «الاندبندانت» و«التايمز» أن الأسباب الرئيسية وراء هذا الفقر المدقع هو ممارسات استرداد الديون، بالنيابة عن السلطات العامة وشركات المرافق العامة، والمتأخرات أو فرض جزاءات على مدفوعات الاستحقاقات والضغوط المالية المرتبطة بسوء الحالة الصحية وتكاليف الإسكان المرتفعة والوقود والضروريات الأخرى.