الوفاق : كيف يحاول ماكرون مع روسيا إنقاذ الاتفاق النووي؟

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «الوفاق» تحليلاً نقتطف منه ما يلي:

يأمل الرئيس الفرنسي «ايمانوئيل ماكرون» أن يظهر قدرته على اجتراح المعجزات في حل الأزمات المستعصية ومن بينها إنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع إيران من الانهيار وهو ما ظهر بشكل جلي في زيارته ومحادثاته مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في آخر لقاء احتضنته مدينة «سانت بطرسبرج».

وقالت الصحيفة إن مساعي ماكرون تتركز على أهمية التوصل إلى تفاهمات جديدة مع الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي «روسيا والصين وألمانيا وفرنسا» بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق لاعتقاده بضرورة عدم التفريط بشراكة أوروبا مع أمريكا من ناحية، وإيجاد السبل الكفيلة بحفظ المصالح الفرنسية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام في علاقاتها مع إيران من ناحية أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون أبدى خلال محادثاته مع نظيره الروسي رغبة واضحة بضرورة إجهاض أي محاولة قد تسهم في انهيار الاتفاق النووي مع إيران لاعتقاده بأن هذا الأمر سيؤثر بشكل مباشر على مصداقية الاتحاد الأوروبي مع حلفائه من جانب ، ومع الدول التي تعتزم فرنسا تعزيز علاقاتها أو فتح صفحة جديدة معها وفي مقدمتها روسيا من جانب آخر.

وألمحت الصحيفة كذلك إلى أن ماكرون سعى لإيصال رسائل إيجابية إلى الشركات الأوروبية خصوصاً الفرنسية بأنه يتحرك لضمان عدم تضرر هذه الشركات من الحظر الجديد الذي فرضته واشنطن على طهران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من الاتفاق النووي، معتبرة هذا التحرك بأنه يصب في مصلحة الجانبين الأوروبي والإيراني خاصة وأن طهران كانت قد أعربت عن استعدادها للتفاوض مع الأوروبيين للتوصل إلى حلول تنقذ الاتفاق النووي من الانهيار، آخذة بنظر الاعتبار الحرج الذي تواجهه الدول الأوروبية كونها ترتبط بعلاقات استراتيجية مع أمريكا في شتى المجالات، الأمر الذي من شأنه أن يمكن فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية من إيجاد مخرج لهذا الحرج والذي يتمثل بتنفيذ بنود الاتفاق النووي دون الحاجة للدخول في أزمة مع واشنطن.