1360021
1360021
العرب والعالم

الجيش السوري يجبر داعش للتراجع إلى أطراف مدينة البوكمال

09 يونيو 2018
09 يونيو 2018

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات-

تراجع تنظيم داعش الى أطراف مدينة البوكمال في شرق سوريا، غداة تمكنه من السيطرة على أجزاء منها عبر شنه سلسلة هجمات انتحارية وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» أمس.

وتمكن التنظيم أمس الأول من دخول المدينة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي والسيطرة على أجزاء منها، في هجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أشهر ويتزامن مع تكثيف المتطرفين المتوارين في البادية السورية وتيرة عملياتهم ضد القوات الحكومي السورية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أمس«تراجع مقاتلو التنظيم من داخل المدينة إلى الأجزاء الغربية والشمالية الغربية منها».

وجاء هذا التراجع «إثر اشتباكات عنيفة خاضتها القوات الحكومية السورية خلال تصديها للهجوم وبعد استقدامها تعزيزات عسكرية إلى المدينة خلال الساعات الأخيرة».

وارتفعت حصيلة القتلى من الطرفين منذ بدء الهجوم إلى 30 عنصراً على الأقل من القوات الحكومية السورية وحلفائها غداة حصيلة أولية بمقتل 25 منهم. ويتوزع القتلى بين 16 من القوات السورية ضمنهم ضابط برتبة لواء، و14 آخرين من مسلحين موالين غير سوريين بينهم من حزب الله اللبناني ومقاتلون إيرانيون، وفق المرصد. في المقابل، قتل 21 مسلحا من التنظيم منذ الجمعة، بينهم عشرة انتحاريين نفذوا أولى الهجمات على المدينة، بحسب المرصد.

وضاعف تنظيم (داعش) هجماته ضد القوات الحكومية السورية على امتداد البادية السورية منذ طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرتهم في البادية. وكان مصدر عسكري سوري  قد نفى لموقع «الميادين» تعرض مدينة البوكمال لأي هجوم من جانب داعش.

المصدر العسكري والإعلام الحربي أكدا أن المدينة تحت سيطرة الجيش الحكومي السوري وحلفائه، وذلك بعدما كانت وسائل إعلام قد تناقلت أنباء عن سيطرة داعش على مناطق في البوكمال.

وفي السياق، استهدف الحشد الشعبي في العراق أمس تجمعات لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية.

وأعلن الحشد أنه بعد تلقيه معلومات استخبارية دقيقة، استهدفت مدفعيته تجمعات لداعش في قرية العطشانة، وهي إحدى القرى السورية المجاورة لتل صفوك، ما أسفر عن وقوع إصابات مؤكدة في صفوف التنظيم.

وكان الحشد الشعبي قد وجّه أمس الأول ضربات دقيقة لتجمعات داعش داخل الأراضي السورية، وتحديداً في أطراف مدينة الدشيشة فيما أحبط محاولة اقتراب لعناصر التنظيم من الحدود العراقية.

في حين أفادت «سانا» بأن الجهات المختصة عثرت على مستودع كبير للعبوات الناسفة ومربض هاون وأكثر من مائة قذيفة هاون من مخلفات داعش في قرية الهبية بمنطقة جبل ابورجمين شمال غرب السخنة بريف حمص الشرقي.

في غضون ذلك، وحسب مواقع كردية فقد سيطرت «قسد»، على قريتي أبو حامضة والحميدية غرب بلدة الدشيشة في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، بعد طرد مسلحي داعش منهما. سياسيا، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس، التعاون مع إيران حول تسوية الأزمة في سوريا بـ«الناجح».

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله، خلال لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني، على هامش قمة منظمة شنجهاي للتعاون، «نحن نتعاون بنجاح في تسوية الأزمة السورية، وهنا لدينا ما نتحدث عنه، لأن هناك نتائج ملموسة». وأكد الرئيس الروسي «وجود نتائج ملموسة للتعاون بين روسيا وإيران في تسوية الأزمة السورية».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن بؤر مواجهة تنظيم (داعش) في سوريا، تتواجد في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأمريكية فقط، وذلك ردا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف قوله، أن توسّع «داعش» في سوريا أصبح ممكنا بفضل التقاعس من قبل واشنطن والتحالف الدولي، والذي بفضله سيطر المسلحون على المناطق النفطية الرئيسية في الشرق السوري، والتي درّت عليهم موارد مالية دائمة من البيع غير المشروع للنفط. وأضاف كوناشينكوف «ننصح وزير الدفاع الأمريكي بدراسة خريطة الوضع في هذه البلاد، في جميع بؤر مواجهة «داعش» في سوريا تتواجد فقط في المناطق، الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة».

وأشار كوناشينكوف إلى أن «الجزء الأكبر من الأسلحة الأمريكية، المرسلة إلى المعارضة في سوريا، وقعت في أيدي مسلحي تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش».

وجاء ذلك رداَ على ما قاله وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بأن دعم روسيا وإيران للرئيس بشار الأسد «قاد الشعب السوري إلى كارثة».

ولفت المسؤول الروسي إلى أن الحياة السلمية تتعافى حاليا في المحافظات، الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. حيث تعمل المؤسسات والأسواق والمدارس ورياض الأطفال، ويجري العمل على إزالة الألغام»، كما تصل المساعدات الإنسانية والمنتجات الغذائية إلى هناك، إلى حيث لم تدفع الولايات المتحدة من ميزانيتها حتى ثمن علبة». وانتقدت موسكو، على لسان عدد من مسؤوليها، ما وصفته بـ«النهج العدواني» لواشنطن ضد سوريا، الهادف إلى تقسيم البلاد، داعية مرارا إلى ضرورة سحب قواتها من البلاد، على اعتبار أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة والتحالف في سوريا «ليس محاربة تنظيم «داعش» ، بل لتعزيز وجودها العسكري والاقتصادي».

من ناحية ثانية،أجرى وفد من «هيئة التفاوض» المعارضة اجتماعاَ مع الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في مدينة أسطنبول التركية.

وذكرت الهيئة،عبر صفحتها على (تويتر)، ان «وفدها، برئاسة نصر الحريري، التقى المبعوث الدولي ستافان دي مستورا في إسطنبول يوم الخميس الفائت»..

وذكرت مصادر إعلامية أن الاجتماع جرى لبحث تشكيل لجنة دستورية تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة وخبراء.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة يحيى العريضي في تصريحات صحفية، إن «اللجنة الدستورية التي ستشكلها الأمم المتحدة من أجل الحل السياسي في البلاد، تتكون من الحكومة والمعارضة وعدد من الخبراء السوريين المحايدين، بنسبة الثلث لكل طرف، حيث تمت مناقشة الخطوة الأولى في تشكيل اللجنة خلال اجتماع دي مستورا مع الهيئة العليا للتفاوض».

وسلمّت وزارة الخارجية والمغتربين، مؤخرا، لائحة بأسماء أعضاء لجنة مناقشة الدستور الحالي الذين تدعمهم الحكومة السورية لسفيري روسيا وإيران لدى دمشق.

وأكد مكتب المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، منذ أيام أن الأمم المتحدة تسلمت قائمة مرشحين للجنة الدستورية من قبل الحكومة السورية، مضيفا أن الأمم المتحدة تجري بحثها بالعناية.

من ناحية أخرى، كشف الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD «صالح مسلم» عن احتمالية تغيّر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وإقامة تحالفات مع الجيش السوري وروسيا، وذلك بعد توقيع واشنطن اتفاقاً مع أنقرة يجبر ميلشيات الحماية الكردية «YPG» على الخروج من مدينة منبج.

وذكر مسلم في تصريح له لوكالة الأنباء الألمانية معلقاً على الاتفاق الأخير حول منبج، أن علاقة حزب PYD مع واشطن ليست أبدية ومن الوارد أن تتغير، مضيفاً: «كنا نأمل أن تكون الأمور مختلفة، ولكن حدث ما حدث، وبالنهاية نحن لا نتحكم بالقرار الأمريكي».

وأوضح مسلم أن الأمريكيين يقررون حسب مصالحهم، وبالمثل نحن أيضاً لنا تحالفاتنا التي تحددها مصالحنا أيضاً، ولسنا عبيداً أو خدماً لأحد ولنا سياساتنا، وإذا توافقت مصالحنا مع الأمريكيين فسنسير معهم، وإذا توافقت مع الروس فسنسير معهم، وإذا توافقت مع الجيش العربي السوري فسنسير معه». واعتبر مسلم أنه سبق أن جرت مؤامرة في مدينة «عفرين» انتهت بتسليمها للجيش التركي وفصائل الجيش الحر، معتبراً أن قبول واشنطن بتسليم مناطق تمت السيطرة عليها بعد معارك طويلة مع تنظيم «داعش» هو ظلم «على حد قوله».

وفي ما يخص احتمالية تقديم الحزب تنازلات مقابل الدخول في مفاوضات مع الجيش الحكومي السوري، أكد وجود مرونة وانفتاح لدى قيادته في المفاوضات بما في ذلك التنازل عن اسم «الكيان الفيدرالي» المزعوم في الشمال السوري.