1359512
1359512
عمان اليوم

ضلكوت تستعيد عافيتها تدريجيا والعمل جارٍ لإعادة كافة الخدمات

09 يونيو 2018
09 يونيو 2018

مكونو خلف أضرارا كبيرة في المساكن والبنى الأساســــية بالولاية -

الطرق المؤدية لولاية صلالة سالكة لمختلف أنواع المركبات -

تواصل العمل لحصر الأضرار في التجمعات السكانية المختلفة بولاية ضلكوت -

عدد من المواطنين ما زالوا في أماكن الإيواء بسبب تأثر مساكنهم -

المواطنون: لدينا أمل كبير في الحكومة بأن يتم التعويض عن الأضرار -

زارها- بخيت بن كيرداس الشحري -

ضلكوت الولاية التي انقطعت عنها خدمات المياه والكهرباء والاتصالات خلال فترة الأنواء المناخية التي مرت بها محافظة ظفار بدأت تستعيد عافيتها تدريجيا والعمل جارٍ على قدم وساق من أجل إعادة الخدمات إلى ما كانت عليه سابقا برغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بمساكن المواطنين وحظائر ثروتهم الحيوانية والبنى الأساسية في الولاية إلا أن عمليات الإغاثة والعمل على إعادة الخدمات وفتح الطرق خفف من حدة الأضرار. وقد أبدت الحكومة بمختلف قطاعاتها العسكرية والمدنية والشرطية جهدا كبيرا وبمساعدة الجهات المعنية من مؤسسات القطاع الخاص في إيصال مواد الإغاثة وفتح الطرق البديلة والعمل على رصفها، حيث أصبحت الطرق المؤدية الى ولاية صلالة سالكة لمختلف أنواع المركبات.

وبرغم كل تلك الجهود المبذولة ما يزال عدد من المواطنين من أبناء ولاية ضلكوت في أماكن الإيواء ومنهم من نزح إلى ولاية صلالة بسبب تأثر مساكنهم وعدم صلاحيتها للسكن وعدم توافر الكهرباء والمياه في بعض التجمعات السكانية، وقد قام معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار ومعالي الشيخ محمد بن سعيَد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية يرافقهم عدد من مسؤولي الوحدات الحكومية بزيارة تفقدية لولايتي رخيوت وضلكوت للوقوف بشكل مباشر على الأضرار التي لحقت بالولايات الغربية ومتابعة سير العمل في إعادة الخدمات إلى ما كانت عليه، كما بدأت فرق لجان حصر الأضرار بزيارة الأهالي في ولايتي رخيوت وضلكوت وما زال العمل جاريا في حصر الأضرار، كما قامت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية بإيصال الإغاثات العينية للحالات العاجلة في الولايتين.

عدسة جريدة (عمان) تجولت في ولاية ضلكوت للوقوف على الأوضاع فيها بعد الأنواء المناخية وكان لقاؤنا مع سعادة الشيخ مسلم بن نصيب الجابري الشنفري والي ولاية ضلكوت الذي وصف الأوضاع إبان تلك الأيام بأنها «كانت أياما صعبة والحمد لله على كل حال»، وقال ان الحالة المدارية التي مرت بها محافظة ظفار وبشكل خاص ولاية ضلكوت علمتنا الكثير من الدروس والتجارب والتي يتوجب علينا ان نتوقف عندها ونستفيد منها لنكون اكثر استعدادا لو تعرضنا لمثل هذه الأنواء المناخية مرة أخرى لا قدر الله وكيفية أن تكون الاستعدادات والتجهيزات في بعض المرافق المهمة تحسبا لأي حالة شبيهة أو طارئة وسوف يتم العمل على ذلك مع جهات الاختصاص في هذا الشأن، وكذلك أهمية ان يكون ميناء ضلكوت وغيره من الموانئ باستطاعتها استقبال السفن ذات الأحجام الكبيرة ونرجو من وزارة الزراعة والثروة السمكية طرح مناقصة توسعة ميناء ضلكوت بأسرع وقت ممكن حيث -حسب علمنا- ان الدراسة الاستشارية للمشروع قد اكتملت ولم يبق سوى طرح المناقصة وتنفيذ المشروع.

وأعرب سعادته عن تقديره وامتنانه «للجهود التي قام بها معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار ومتابعته واتصاله الدائمين معنا للاطمئنان على الأوضاع في الولاية، وللدور الفاعل لكل القطاعات المختلفة العسكرية والأمنية والمدنية ولجنة الدفاع المدني العاملة في المحافظة من أجل العمل سريعا على إيصال المؤن الغذائية والمولدات الكهربائية وغيرها من لوازم الإغاثة التي تحتاجها الولاية، وكذلك الدور الكبير الذي قامت به البحرية السلطانية العمانية وسفينة فلك السلامة في جلب هذه المؤن الغذائية للولاية فترة انقطاع الطرق البرية المؤدية للولاية وأيضا سلاح الجو السلطاني العماني في نقله تلك المؤن من السفن الكبيرة من عرض البحر إلى الولاية بسبب عدم استطاعة رسو تلك السفن في ميناء ضلكوت لعدم قدرة مرسى الميناء على استقبال مثل هذه السفن الكبيرة.

وثمن سعادته الدور الكبير الذي قامت به خفر السواحل بشرطة عمان السلطانية والتي نقلت المؤن عن طريق مراكبها من السفن الكبيرة الى ميناء ضلكوت وجهود سلاح الجو السلطاني العماني بالتنسيق مع الدفاع المدني بشرطة عمان السلطانية في إخلاء المرضى إلى صلالة لتلقي العلاج والجهود التي بذلت لفتح الطرق المؤدية إلى ولايتي رخيوت وضلكوت لإيصال المؤن الغذائية والمولدات الكهربائية بأسرع وقت ممكن مما كان له الأثر الإيجابي في تشغيل محطة تحلية المياه والكهرباء في مركز المدينة في فترة زمنية قصيرة نتيجة فتح تلك الطرق من قبل الخدمات الهندسية بالجيش السلطاني العماني وسلاح إشارة الجيش السلطاني العماني الذي ساعد في إعادة خدمة الاتصالات بالإضافة إلى شركات القطاع الخاص. وأعرب سعادته عن امتنانه للمواطنين من أبناء ولاية مرباط الذين خاطروا بحياتهم من أجل إيصال المؤن الغذائية في قواربهم الصغيرة والتي تبرع بها أهل الخير وإيصال تلك المؤن باستخدام ستة قوارب إلى ميناء ضلكوت رغم غزارة الأمطار، وكذلك دور المديرية العامة للمياه بمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار والمديرية العامة للطرق والنقل البري، وما قامت به بلدية ظفار ممثلة ببلدية ضلكوت من جهود كبيرة في رصف الطرق وإزالة الأتربة والعوالق من الطرقات والأحياء السكنية وتنظيف الولاية والتجمعات السكنية، وجهود شركات القطاع الخاص التي كان لها دور إيجابي في إعادة الخدمات والإغاثة مثل شركة الرصيد والصاروج وجلفار وشركة عوني التي يملكها أحد أبناء ولاية ضلكوت والتي ساهمت في توفير المعدات وصهاريج نقل المياه في الولاية.

وقال سعادة الشيخ مسلم الشنفري انه بحسب ما أفاد به مدير عام المديرية العامة للطرق والنقل البري فإن شركة الرصيد سوف تقوم بالعمل على إصلاح جميع الطرق التي تدمرت في الولاية بأسرع ما يمكن حيث إن هناك أضرارا كبيرة لحقت بالطرق مما يمثل خطورة على سالكيها من المواطنين وكذلك السياح الذي يتوجهون للولاية في المواسم السياحية وخاصة موسم الخريف والذي بدأت تباشيره الآن في ولاية ضلكوت.

وأضاف سعادته ان كل الجهات المعنية وبالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص تعمل جاهدة لإعادة الأمور إلى طبيعتها الاعتيادية حيث ان خدمة الكهرباء عادت إلى مركز الولاية وكذلك مركز ديم وخلال الأيام القادمة سوف تعود الكهرباء إلى كافة النيابات والتجمعات السكانية بولاية ضلكوت والعمل على ذلك قائم الآن من قبل شركة كهرباء المناطق الريفية وظفار للطاقة بتعاون مثمر وبناء مع عدد من شركات الكهرباء بالسلطنة.

وأضاف سعادته ان الماء يتم توفيره حاليا من خلال صهاريج نقل المياه حيث قامت المديرية العامة للمياه بمحافظة ظفار باستئجار عدد ثمانية صهاريج لنقل المياه للمواطنين في مختلف التجمعات السكانية بالولاية إضافة إلى الصهاريج المتوفر من قبل في الولاية وذلك من خلال نقل الماء من عين وادي سيق ومن محطة تحلية المياه بالولاية وتعمل المديرية العامة للمياه حاليا على إصلاح الأعطال في تمديدات المياه التي تأثرت جراء الأنواء المناخية وبإذن الله سوف تعود المياه للمواطنين مثلما كانت عليه سابقا.

وأشاد سعادته «بالإيثار العظيم والنجدة التي أبداها المواطنون الذين قاموا بإسعاف ونجدة وإنقاذ مجموعة من المواطنين جرفهم السيل في وادي عرف رغم غزارة الأمطار حينها وجريان الوادي حيث تم انقاذ خمسة أشخاص وإخراج جثتين توفاهما الله في ذلك الوادي نسأل الله لهما الرحمة وأن يتقبلهما شهداء عندهم بإذن الله ونعزي أنفسنا وذويهم بهذا المصاب، وكذلك ما قامت به شرطة عمان السلطانية من إنقاذ لخمسة وافدين في وادي سيق»، كما أشاد بتجاوب المواطنين في عملية الإخلاء وانتقالهم لأماكن الإيواء المخصصة لذلك.

المواطنون متفائلون بعودة الخدمات

وخلال تجوالنا في التجمعات السكانية بولاية ضلكوت التقينا عددا من المواطنين الذين ما تزال اسرهم في أماكن الإيواء بمدرسة حفوف للتعليم الأساسي حيث أوت إليها ما يقارب 30 أسرة ما تزال مساكنهم غير صالحة للسكن بسبب الأضرار التي لحقت بها، حيث قال الشيخ محمد سعيد تمان حاردان : الحمد لله على كل حال ونسأل الله ان يديم علينا الأمن والأمان وأن يثبت الإيمان في قلوبنا بالقضاء والقدر وان يحفظ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله- وان يديم عليه الصحة والعافية وان يجعله ذخرا لهذا الوطن الغالي، ونشكر كل الجهات الحكومية بمختلف قطاعاتها ومؤسسات القطاع الخاص وسعادة الشيخ والي ضلكوت على كل ما قدموه وأبدوه من جهد لتخفيف حدة الضرر عن أبناء الولاية نتيجة الأنواء المناخية التي لم يسبق ان مرت به المحافظة بشكل عام وولاية ضلكوت بشكل خاص، حيث خلفت أضرارا كبيرة بالبنية الأساسية للولاية وبمساكن المواطنين وحظائر مواشيهم وكذلك انقطاع الطرق والخدمات الأساسية ونتمنى ان تتم إجراءات التعويض سريعا ليستطيع المواطنون المتأثرون من صيانة منازلهم والخروج من أماكن الإيواء والعودة منازلهم، ونحن متفائلون جدا بالجهود التي تبذلها الحكومة».

ومن جانبه قال الشيخ محفوظ بن محمد زعبنوت «ان الفضل والمنة لله -سبحانه وتعالى- الذي لطف بنا برغم قوة الأنواء المناخية التي لم نشهد مثلها من قبل فقدر الله ولطف ونسأل الله ان يرحم من توفى خلالها».

وأضاف «انه برغم التأثير الكبير على المساكن والمنشئآت والطرق إلا ان لدينا الأمل الكبير في الجهود المبذولة التي تبذل من اجل تخفيف الأضرار وعودة الأمور إلى طبيعتها وقد وفرت الحكومة وبمساعدة الفرق الأهلية والتطوعية ومؤسسات القطاع الخاص المؤن والإغاثة للمواطنين في أماكن الإيواء ومن بقي في منازلهم والتي برغم الأضرار التي لحقت بها استطاعت ان تصمد وهي البيوت المبنية بالخرسانات بعكس البيوت المبنية بالمواد غير الثابتة التي اقتلعتها الأنواء المناخية». وأعرب عن صادق الشكر والعرفان لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- لاهتمامه السامي وتوجيهاته السديدة، والامتنان لكل الجهات والأفراد الذين شاركوا في إغاثة أبناء ولاية ضلكوت وفرق العمل والجهات المساندة ولسعادة والي ولاية ضلكوت. وأعرب زعبنوت عن أمله في ان يتم النظر في المنازل المبنية بالمواد غير الثابتة وإدراج أصحابها ضمن المستحقين للمساكن التي تقوم ببنائها وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الإسكان وان تتعاون في هذا الصدد الشركات الكبيرة ضمن بند المسؤولية الاجتماعية بالمساهمة من أجل بناء مساكن حديثة للمواطنين المعسرين».

وقال سعيد سهيل حاردان ان أكثر ما تضرر من المساكن هي المنازل المبنية بالمواد غير الثابتة حيث إنها لم تعد تصلح للسكن وكذلك البيوت المبنية بالإسمنت التي تأثر الكثير من أثاثها والأجهزة الكهربائية بها وكذلك حظائر الحيوانات. وقال انه ولله الحمد والمنة فإن التجاوب كان سريعا من قبل الجهات الحكومية والخاصة حيث بدأت فرق حصر الأضرار بالعمل، مشيرا الى ان مواد الإغاثة أصبحت متوفرة في أماكن الإيواء وكذلك مع افتتاح الطرق المؤدية لولاية صلالة أصبح الوضع أفضل كثيرا من ذي قبل وأصبح بعض المواطنين يقومون بتوفير احتياجاتهم بأنفسهم.

ملاحظات على الطريق إلى ضلكوت

وفي طريقنا إلى ولاية ضلكوت من ولاية صلالة واجهنا أول انقطاع للطريق البري الذي يربط الولايات الغربية لمحافظة ظفار بولاية صلالة حيث اقتلع السيل جسر المغسيل ليختلط ماء البحر بالسيل القادم من الوادي ليكوّن لسانا بحريا، وكان ذلك الانهيار أول عقبة عملت الجهات المعنية على تذليلها وعلى رأسها وزارة الدفاع ممثلة بالقوات المسلحة والخدمات الهندسية، حيث تم شق طريق بديل ترابي وعمل جسر ترابي عن طريق الردم لتعبر من خلاله المركبات وكان هذا أول متنفس للعبور إلى الولايات الغربية ويستمر الطريق بدون تأثر حتى يصل إلى وادي عفول حيث اقتلع السيل أحد أهم الجسور في الطريق إلى عقبة قيشان ليترك جزءا من الطريق معلقا ويظهر حجم الدمار الذي لحق بذلك المعبر الحيوي ومن أجل عبور ذلك الوادي السحيق تم فتح طريق بديل عبر وادي عفول والعمل بأسرع ما يمكن لتجهيزه حتى اصبح الطريق من وإلى ضلكوت سالكا لمختلف المركبات، ويعد هذا إنجازا حيويا يحسب للجهات المعنية. وفي طريقنا واجهتنا زخات المطر وأفواج الضباب، حيث تباشير قدوم خريف ظفار الذي يبدأ قدومه بتحية قمم وسفوح جبل القمر.

وبرغم الاخضرار الذي أصبح ماثلا للعيان ويبهج الناظر إلا أن حجم الأضرار في الغطاء النباتي كبيرة جدا، حيث اقتلعت الكثير من الأشجار الكبيرة والصغيرة وأعمدة الإنارة وموصلات الكهرباء على جنبات الطريق وهناك ضرر بيئي كبير نتيجة تطاير المواد المختلفة والتي انتشرت في مساحات كبيرة بالمنطقة، وكذلك البيوت التي تهاوت أسقفها وتناثرت أجزاؤها ولكن ما زال هناك ما يدعونا للفرح والسرور وهو العمل المتواصل على جنبات الطريق من ولاية رخيوت إلى ولاية ضلكوت لتهيئة الطرق التي تدمرت وإعادة فتحها أمام المركبات وكذلك العمال الذين يقومون بمحاولة إعادة أعمدة الكهرباء و تمديدات المياه. والجميل أيضا فيما رأيناه في طريقنا هو روح التفاؤل والإيمان العميق الذي يبدو على ملامح أبناء ولايتي رخيوت وضلكوت، برغم ما تعرضوا له إلا انهم مؤمنون بقضاء الله وقدره ويستقبلون ضيوفهم بترحاب كبير وابتسامة مشرقة وأملهم كبير جدا بأن الأمور سوف تعود أفضل مما كانت عليه بفضل الله تعالى.