العرب والعالم

وزير الخارجية البريطاني يحذر من خطر «انهيار» بريكست

08 يونيو 2018
08 يونيو 2018

لندن - (أ ف ب) - حذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس من «انهيار بريكست» وعبر عن إعجابه بأسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التفاوض والذي كان سيعتمد القوة لو كان في موقع رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

وتحدث جونسون في تصريحات لموقع إخباري إلكتروني عن العلاقات مع روسيا والصين وأشار إلى وجود «أسلوب في جنون» مقاربات ترامب السياسية.

ورفض الناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية التعليق على تصريحات جونسون التي سربت إلى وسائل الإعلام وكشفها موقع «بازفيد» الإخباري أولا.

ولم يسع جونسون المعروف بتصريحاته التي تفتقد إلى الدبلوماسية على الرغم من منصبه، إلى انتقاء كلماته في تصريحاته التي أدلى بها خلال عشاء إقامته مجموعة ضغط محافظة، وكان يفترض ألا تكشف لكن وسائل إعلام عديدة حصلت على تسجيلات لها.

وقال جونسون في التصريحات التي نقلها موقع «بازفيد نيوز» في انتقاد ضمني لطريقة عمل ماي انه «إذا لم تكن لديكم الشجاعة للرغبة في سياسة مستقلة، فلن تحصلوا على الأرباح الاقتصادية لبريكست.

لن تحصلوا أبدا على الأرباح السياسية لبريكست».

وأشار الوزير المشكك في الوحدة الأوروبية إلى أن ماي «ستدخل في مرحلة سنصبح فيها اشرس مع بروكسل»، في إشارة إلى المفوضية الأوروبية التي وصفها بـ«العدوة»، قائلا «سنحارب العدو وهذا صحيح تماما. علينا أن نفعل ذلك».

لكنه أضاف «لكن عليكم القبول بواقع أن الأمر قد ينهار الآن. أريد ألا يصاب أي شخص بالهلع خلال هذا الانهيار. لا هلع. من أجل الناس، لا هلع وكل شيء سيكون على ما يرام في نهاية المطاف».

وتابع جونسون ان بريكست «لا رجعة فيه» لكنه «يمكن أن لا يكون بالشكل الذي نريده نحن».

وأضاف أن الطبقة الحاكمة - وخصوصا الخزانة التي يديرها وزير المالي فيليب هاموند - تسعى إلى أن يجري «بريكست بأقل قدر ممكن من التغيير».

وأضاف أن هناك احتمالا كبيرا أن نرى المملكة المتحدة تقبل باتفاق يتجاوز «خطوطا حمرا» عديدة لمؤيدي بريكست بلا تنازلات وجونسون أحدهم، بما أن البلاد «عالقة الآن في فلك الاتحاد الأوروبي، في الاتحاد الجمركية وبشكل أوسع في السوق المشتركة».

ويفترض أن تغادر بريطانيا الاتحاد في نهاية مارس 2019 مع البقاء في الاتحاد الجمركي حتى نهاية 2020، الوقت اللازم لإعداد شراكة جديدة.

ويمكن تمديد هذه المهلة الى نهاية 2021 إذا لم يتم التوصل الى حل يضمن إبقاء الحدود مفتوحة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.

ويخشى مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد بلا تنازلات، ان يستمر هذا الوضع الى ما لا نهاية.

ويفترض ان يتحدث كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه بعد ظهر أمس عن تقدم المفاوضات، وخصوصا بشأن القضية الشائكة التي تمثلها الحدود الأيرلندية.

لكن جونسون قلل من أهمية هذه القضية. وقال «إنها صغيرة جدا وتضم عددا قليلا جدا من الشركات التي تستخدم فعليا هذه الحدود بشكل منتظم، إلى درجة انه لا يمكن فهم اتخاذ مسألة صغيرة إلى هذا الحد تتخذ أبعادا كهذه». وأضاف «نسمح لهذه الحماقة بان يملي علينا كل برنامج عملنا». ورأى جونسون أن ترامب كان سيواجه المفوضية الأوروبية بقوة.

وأضاف «أزداد إعجابا بدونالد ترامب. أزداد قناعة بان هناك أسلوبا منظما في جنونه».

واعترفت الناطقة باسم ماي بوجود «جدل حاد» داخل الحكومة.

وقال ان «رئيسة الوزراء تعتقد ان مكتبها وحكومتها يعملان بجد لتنفيذ ارادة الشعب» إلا انه رفض تصريحات جونسون بشأن الحدود الأيرلندية.

وقالت ان تجنب المراقبة على الحدود بين أيرلندا الشمالية ودبلن «أولوية لدى رئيسة الوزراء من اليوم الأول». وأضافت ان «رئيسة الوزراء ملتزمة الاتحاد (المملكة المتحدة) وظهور حدود عملية سيعرض ذلك للخطر». وقال الوزير البريطاني «تصوروا لو ان دونالد ترامب يصنع بريكست». وأضاف «سيقوم بذلك بأكبر قدر من القوة .. ستكون هناك كل أنواع القطيعة وكل أنواع اللحظات الفوضوية.الجميع سيعتقدون انه أصيب بالجنون. لكن في نهاية المطاف سنصل إلى أمر ما. إنها فكرة لطيفة جدا».

على الصعيد الدولي، أكد جونسون ان تيريزا ماي ستعرض على قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كندا، خطة تقضي بإنشاء «وحدة للتدخل السريع» في مواجهة «الاعتداءات الروسية» وخصوصا الهجمات الإلكترونية.

وأوضح أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طلب من المملكة المتحدة استخدام «خبرتها النووية لتفكيك الصواريخ النووية لكيم جونغ اون» الزعيم الكوري الشمالي.

وحول الصين، قال جونسون «نحتاج إلى مواجهة الصين دبلوماسيا، إلى معاملتها كصديقة وشريكة لنا، لكن أن نعترف أيضا بانها منافستنا التجارية وستحاول الاحتيال علينا».

وصرح مصدر قريب من جونسون ان «تسجيل» التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية في هذا العشاء الخاص، «وتوزيعها على وسائل الإعلام» أمر «محزن جدا ومخيب للآمال».

وجونسون معروف بهفواته التي تصل الى حد إرباك تيريزا ماي، لكن تصريحاته الأخيرة هذه أثارت ذهول المراقبين.

وقال الصحفي جاك بلانشار من موقع «بوليتيكو» الإلكتروني «لم يحدث يوما في الماضي ان سمعت وزيرا للخارجية البريطانية يدلي بتصريحات كهذه حول حلفاء وأعداء وحول حكومته».