1358690
1358690
العرب والعالم

إسرائيل تتوقع مشاركة أعداد كبيرة بـ«مليونية القدس» اليوم

07 يونيو 2018
07 يونيو 2018

مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يُحاصر المصلى القبلي -

رام الله - عمان - نظير فالح:-

توقع جيش الاحتلال الإسرائيلي مشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين اليوم في «مليونية القدس» الجمعة الـ11 ضمن مسيرة العودة وكسر الحصار.

وتتزامن «المليونية» في غزة مع الجمعة الأخيرة من شهر رمضان التي ترافقها فعاليات يوم القدس العالمي في العديد من البلدان.

وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أمس أن مظاهرات الجمعة تعد الاختبار الأول لقائد المنطقة الجنوبية الجديد «هرتسي هليفي» القادم من شعبة الاستخبارات العسكرية الذي استلم مهام منصبه الأربعاء الماضي خلفا للقائد السابق «إيال زامير».

يذكر أن قائد أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت قرر الأسبوع الماضي تأجيل مراسم إنهاء عمل «زامير» لثلاثة أيام أخرى، وذلك على خلفية التدهور الأخير للأوضاع الأمنية على جبهة غزة.

وجاء هذا التدهور إثر استشهاد 4 مقاومين وإصابة آخر بقصف إسرائيلي يومي الأحد والاثنين الماضيين عبر استهداف نقاط للمقاومة قبل السياج الأمني مع القطاع، فيما ردت المقاومة بإطلاق عشرات القذائف تجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة.

يذكر أن الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أعلنت الثلاثاء انطلاق فعاليات جمعة «مليونية القدس» التي من المقرر أن يكون فيها مشاركة جماهيرية واسعة في مخيمات العودة الخمس بقطاع غزة، حيث ستبدأ الفعاليات الساعة 2 ظهرا وتنتهي الساعة 6 مساء.

ويخرج الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 30 مارس الماضي للمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار، وتخللها مليونية العودة في 14 مايو التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى برصاص الاحتلال.

في سياق متصل اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس المسجد الأقصى المبارك، وحاصرت المصلى القبلي، وذلك تزامنا مع سماح شرطة الاحتلال لعشرات المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

وفتحت شرطة الاحتلال الساعة السابعة والنصف صباحا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى وعند أبوابه بشكل مكثف؛ لتأمين الحماية الكاملة للمستوطنين أثناء الاقتحامات.

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية فراس الدبس: إن قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت المسجد الأقصى، وانتشرت في محيط المصلى القبلي الذي يتواجد بداخله عدد من المعتكفين.

وأوضح أن حالة من التوتر الشديد سادت ساحات الأقصى بسبب استمرار انتهاكات واقتحامات المستوطنين وشرطة الاحتلال للمسجد، خاصة في العشر الأواخر من رمضان.

وأفاد بأن أكثر من 44 مستوطنا متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح من باب المغاربة، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.

وعادة ما يتخلل تلك الاقتحامات تقديم شروحات عن أسطورة وخرافة «الهيكل» المزعوم، ومحاولات لأداء طقوس تلمودية في منطقة باب الرحمة.

وواصلت شرطة الاحتلال تشديد إجراءاتها على أبواب الأقصى، واحتجزت الهويات الشخصية للمصلين الوافدين للمسجد، فيما اعتقلت شابا من داخل المسجد.

ورغم قيود الاحتلال إلا أن مصليات وأروقة الأقصى تشهد تواجدا مكثفا للمصلين من أهل القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية الذين يؤمونه لأداء الصلوات، وإحياء العشر الأواخر من رمضان، حيث تعالت أصواتهم بالتكبير، رفضا للاقتحامات المستمرة.

وأدى عشرات الآلاف من المصلين صلاة «التراويح والقيام» وصلاة الفجر برحاب المسجد الأقصى وسط أجواء إيمانية وروحانية متميزة.

ويتعرض المسجد الأقصى يوميا (عدا الجمعة والسبت) لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة على فترتين صباحية ومسائية، فيما تزداد وتيرة تلك الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية.

ومنذ بدء الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في عام 2003م درجت العادة على وقف شرطة الاحتلال الاقتحامات في العشر الأواخر من شهر رمضان، ولكن منذ عامين تحدت الشرطة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وسمحت بالاقتحامات في هذه الأيام المباركة، ما تسبب بحالة من التوتر في المسجد.

وكانت مؤسسات مقدسية إسلامية حذرت في بيان صحفي وصل «عُمان» نسخة منه من استهداف سلطات الاحتلال للمسجد الأقصى طيلة العام، وخاصة في شهر رمضان الكريم، مؤكدة أن جميع الإجراءات القمعية التي ينفذها الاحتلال وأذرعه، لم ولن تغير من قداسته.

وقال مجلس الأوقاف، الهيئة الإسلامية، دائرة الإفتاء، ودائرة الأوقاف الإسلامية: «رغم أن الأوقاف حذرت الشرطة من مغبة تغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى، والمتبع منذ عام 1967م، ورغم اعتراض المصلين والمعتكفين واعتقال بعضهم من قبل الشرطة، إلا أن الشرطة والحكومة وأذرعها عملت بشكل واضح بقوة السلاح والاحتلال لتمرير مخطط خطير، وخطير جدا في المسجد»، وناشدت المؤسسات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي وكل الأحرار في العالم أن يتحركوا لإنقاذ المسجد الأقصى والمقدسات قبل فوات الأوان، وقبل وقوع الكارثة بسبب تصرفات حكومة اليمين المتطرفة.

ودعت إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والاعتكاف والرباط فيه، والوقوف على مسؤولياتهم تجاه الأقصى، وألا يرضخوا لسياسة الاحتلال الغاشمة، مؤكدة أن «المسلمين سيبقون في هذه الديار هم رأس الحربة في الدفاع عنه».