العرب والعالم

غريفيث يدعو أطراف الصراع إلى الدخول في مفاوضات جديدة

05 يونيو 2018
05 يونيو 2018

التحالف يعلن تقدم قواته «في كل الجبهات داخل اليمن» -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - وكالات -

دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث أمس أطراف الصراع في اليمن إلى خلق بيئة مواتية من أجل تحقيق السلام والدخول في مفاوضات جديدة.

وأبدى غريفيث، في مؤتمر صحفي عقده قبل مغادرته أمس العاصمة صنعاء، قلقله تجاه العملية العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية الشرعية باتجاه محافظة الحديدة، غربي اليمن. وقال غريفيث إن تلك العملية العسكرية تنطوي على تداعيات إنسانية، وسيكون لها أيضاً تأثير على مسار العملية السياسية وعلى المسار الرامي نحو إحلال السلام. وأوضح أنه لا بد من المضي قدما تجاه تحقيق السلام ودفع العملية السياسية إلى الأمام.

وأشار إلى أن اجتماعاته مع كبار قادة جماعة (أنصار الله) ، وقادة حزب المؤتمر الشعبي العام بما يخص الرؤية باتجاه إجراءات السلام التي سيطرحها أمام مجلس الأمن في 18 يونيو الجاري، كانت مثمرة.

وتابع «يشجعني أيضا رؤية ردود الفعل مع سلطة الشرعية والفاعلين الدوليين خلال الفترة الماضية».

كما دعا غريفيث إلى مناقشة البعد الإنساني في اليمن، مع حث مختلف الأطراف من أجل العمل لفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية.

وفي نيويورك، قال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن زيارة غريفيث إلى صنعاء تهدف إلى البحث في الوضع في محيط ميناء الحديدة، إضافة إلى سبل استئناف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. والتقى غريفيث في صنعاء أمس الأول مهدي المشاط، رئيس «المجلس السياسي»، السلطة العليا لدى جماعة (أنصار الله).

ونقلت وكالة أنباء «سبأ» التابعة لـ (أنصار الله) عن المشاط قوله «مثلما أن أيدينا على الزناد في خندق الدفاع عن وطننا وسيادته وأمنه ووحدته واستقلاله، فإننا أيضا نمدّ أيدينا للسلام متى توفرت الجدية لدى الأطراف الأخرى».

ودعا المشاط الأمم المتحدة إلى القيام بدورها في «التخفيف من الكارثة الإنسانية لرفع الحصار عن مطار صنعاء والموانئ اليمنية وإيقاف الحرب».

وبحسب مصادر سياسية يمنية، فإن (أنصار الله) «طرحوا حزمة شروط على المبعوث الأممي» مقابل الانسحاب من مدينة الحديدة، بينها دفع رواتب الموظفين وتقديم اعتذار عن مقتل صالح الصماد، أعلى مسؤول سياسي لدى (أنصار الله)، في غارة في أبريل في محافظة الحديدة.

وقال مسؤول حكومي يمني كبير في الرياض «أظهر الحوثيون موقفا متصلبا ووضعوا شروطا تحول دون نجاح مساعي الحل السياسي». وبحسب المسؤول، فإن «مساعي المبعوث الأممي لإقناع (أنصار الله) بتجنيب الحديدة معركة عسكرية والانسحاب منها دون قتال وتسليم الميناء لوضعه تحت إشراف الأمم المتحدة فشلت حتى الآن، نتيجة الشروط».

ويعتبر ميناء مدينة الحديدة المدخل الرئيسي للمساعدات المتجهة إلى المناطق الواقعة تحت سلطة (أنصار الله) . لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها (أنصار الله) على سفن في البحر الأحمر.

ميدانيا: أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن قوات التحالف تتقدم في كل الجبهات داخل اليمن.

وأشار المالكي إلى أنه «لم يعد يفصل المقاومة اليمنية عن مدينة الحديدة أكثر من 9 كيلومترات».

وأضاف بأن قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت فجر أمس «الثلاثاء» إطلاق صاروخ باليستي من قبل جماعة «أنصار الله» من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة.

وأوضح العقيد المالكي في بيان صحفي أن الصاروخ «كان باتجاه مدينة ينبع وأطلق بطريقة متعمّدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكّنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراضه وتدميره ، دون أن ينتج عن ذلك أية إصابات».

واعتبر أن تكرار إطلاق الصواريخ الباليستية وللمرة الثانية أثناء وجود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بصنعاء، «يثبت عدم اكتراث الميليشيات بالجهود الأممية». في غضون ذلك استهدفت غارة للطيران السعودي اللواء 72 في منطقة آل عمّار بمديرية الصفراء في محافظة صعدة «شمال اليمن»، وثلاث غارات مديرية المصلوب في محافظة الجوف المجاورة.

وأفاد موقع «المسيرة نت» التابع لجماعة «أنصار الله» بأن الطيران السعودي كثّف أمس من قصفه واستهدافه الصاروخي والمدفعي لمناطق في محافظة صعدة.

وقال إن الطيران شنّ 11 غارة على منطقة العطفين بمديرية كتاف، وشنّ غارة على منطقة أضيق بذات المديرية. واستهدف بغارتين الطريق العام بمنطقة مرّان في مديرية حيدان، بينما شهدت مناطق متفرّقة من مديريتي منبّه وباقم الحدوديتين قصفاً صاروخياً ومدفعياً سعودياً.

وفي محافظة صنعاء «المتاخمة للعاصمة» استهدفت ثلاث غارات عنيفة مديريات نهم وبني حشيش وبني الحارث.

وطالت غارتان منطقة الجبّانة بمديرية الحالي في محافظة الحديدة «غرب اليمن».

ولقي ما لا يقل عن 13 مسلّحاً من جماعة «أنصار الله» مصرعهم وجرح آخرون أمس بنيران أفراد الجيش في جبهة الملاجم بمحافظة البيضاء «وسط اليمن»، إلى جانب خسائر أخرى في قصف مدفعي وغارات مركّزة لطيران التحالف العربي.