العرب والعالم

كييف تواجه انتقادات بعد اختلاق مقتل صحفي روسي

31 مايو 2018
31 مايو 2018

كييف - (أ ف ب): تواجه السلطات الأوكرانية أسئلة وشكوكا بعد اختلاقها مقتل الصحفي الروسي اركادي بابتشنكو الذي ينتقد الكرملين وظهوره أمس الأول خلال مؤتمر صحفي في كييف.

قوبل ظهور اركادي بابتشنكو غداة الإعلان عن مقتله بثلاث رصاصات في الظهر عند عودته إلى منزله في كييف، بمشاعر الفرح لدى زملائه المتجمعين مساء في وسط العاصمة.

لكنه أثار غضب موسكو التي رأت في ما جرى تحريضاً ضد روسيا التي وجهت اليها كييف تهمة القتل التي لم تحصل، أو كذلك انتقادات صحفيين وجمعيات حماية الصحفيين التي دانت هذه العملية. وفي أول رد فعل من مسؤول أوروبي رفيع المستوى، قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس المنتظر ان يزور كييف أمس، ان هذه المسرحية «تطرح الكثير من الأسئلة»، داعيا إلى توضيح ملابسات «حدث غير مفهوم لعدد كبير من الناس في إطار دولة القانون».

اما منظمة «مراسلون بلا حدود»، فقد دانت اختلاق القضية ورأت فيها عملا «مثيراً للشفقة» و«مرحلة جديدة في الحرب الاعلامية» بين كييف وموسكو، وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار «هل كان يجب اللجوء إلى حيلة كهذه؟ لا شىء يبرر اختلاق مقتل صحفي». وكتبت المؤرخة آن ابلباوم في صحيفة «واشنطن بوست» ان هذه القضية «ستزيد اضعاف المستوى المتدني من الثقة التي يشعر بها الأوكرانيون تجاه حكومتهم ووسائل الإعلام»، مضيفة ان «السلطات الأوكرانية تجاوزت المحظور».

وأضافت أن الدول الأخرى «تنجح في القبض على المجرمين من دون اختلاق موت أشخاص معروفين ومن دون اعلان حداد وطني ودولي». ورأت نشرة «ذي اتلانتيك» في الأمر «ذراً لمزيد من الرماد في العيون في شرق أوروبا وفي روسيا حيث التضليل الإعلامي شائع».

وتساءل الخبير مايكل بوسيوركو عبر محطة «سي ان ان» ، اذا كانت أوكرانيا ترغب في أن تعامل كعضو مسؤول في المجتمع الأوروبي وترجو المانحين الدوليين لمساعدتها ضد الأخبار الكاذبة، فلماذا تسهم في اختلاقها؟»

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان «هذه القصة، وهذا أقل ما يمكن أن يقال عنها، غريبة. لست واثقاً هنا ان الغاية تبرر الوسيلة». وبررت كييف اختلاق عملية القتل بالسعي إلى إحباط محاولة حقيقية لاغتيال بابتشنكو اتهمت الاستخبارات السرية بالإعداد لها ضده وضد نحو ثلاثين شخصاً آخر.

وقال بابتشنكو امس الأول انه تعاون على مدى أسابيع لتنفيذ هذه العملية مع الاستخبارات لاحباط محاولة حقيقية لقتله. وامس رد على الانتقادات بقوله على صفحته على فيسبوك «أتمنى لجميع المدافعين عن الاخلاق ان يجدوا أنفسهم في وضع مماثل: فليلتزموا حينها بمبادئ الأخلاقيات ويموتوا مرفوعي الرأس بدون ان يخدعوا وسائل الاعلام». وقال المستشار في وزارة الداخلية النائب انتون غيراشتشنكو ان هذه المسرحية كانت ضرورية «لكشف وتتبع كل السلسلة، من القاتل المأجور إلى المنظمين ومن يقفون وراءهم»، باقناعهم ان «الأمر نفذ فعلا». وأكد رئيس جهاز الامن الأوكراني فاسيل غريتساك توقيف أوكراني وصفه بانه «مدبر» العملية واتهم «أجهزة الأمن الروسية» بتجنيده، دون الكشف عن هويته.

وقال غريتساك انه كان على هذا الرجل تدبير قتل حوالى ثلاثين شخصا آخرين معظمهم من الروس المقيمين في أوكرانيا.

وغادر بابتشنكو روسيا في فبراير 2017 بعدما تحدث عن «مضايقات»، وأقام في الجمهورية التشيكية أولا ثم في إسرائيل واستقر بعد ذلك في كييف حيث يقدم برنامجا تلفزيونيا.

وجاءت قضية اختلاق مقتله بعد أقل من سنتين على اغتيال الصحافي الروسي البيلاروسي بافيل شيريميت الذي انفجرت سيارته في وسط كييف. وفي مارس 2017، قتل نائب روسي سابق لاجئ في أوكرانيا، في وسط كييف. وكان بابتشنكو يؤكد انه مهدد لكشفه دور روسيا في النزاع في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني حيث سقط عشرة آلاف قتيل منذ أربع سنوات.