العرب والعالم

الرئيس الكوبي يحشد في كراكاس الصفوف في مواجهة «الامبريالية»

31 مايو 2018
31 مايو 2018

كراكاس - (أ ف ب): دافع الرئيس الكوبي الجديد ميغيل دياز كانيل أمس بقوة عن فنزويلا التي يزورها في أول رحلة له إلى الخارج للقاء حليفه نيكولاس مادورو الذي تستهدفه عقوبات دولية بعد إعادة انتخابه المثيرة للجدل.

ولقي ميغيل دياز كانيل الذي تولى رئاسة كوبا في 19 ابريل خلفا للأخوين فيدل وراوول كاسترو اللذين حكما الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي طوال ستين عاما تقريبا، استقبالا حافلا في الجمعية التأسيسية، المؤلفة حصرا من أنصار مادورو.

ودعا إلى «تضامن شعوب أمريكا» مع فنزويلا في مواجهة «الحرب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية... التي تشنها الامبريالية».

وفي إشارة إلى الوضع في بلاده التي تخضع لحظر امريكي منذ 1962، أضاف هذا المدني (58 عاما) «نعرف تماما هذا النفاق الذي يقضي باتهام... الحكومات الشعبية بالمساوئ الناجمة عن السياسات والعقوبات والتحركات الإمبريالية المتمثلة بالخضوع والمضايقة والعزلة والحظر».

وكان مادورو قام بزيارة الرئيس الكوبي في هافانا غداة تنصيبه. وتقيم كوبا وفنزويلا علاقات وثيقة منذ وصول هوغو تشافيز (1999-2013) الى الحكم، والذي كان يعتبر فيدل كاسترو «والده الروحي».

وبفضل اتفاق بين الرجلين في العام 2000، تزود كراكاس الجزيرة الشيوعية بالنفط فيما ترسل كوبا أطباء ومدربين رياضيين ومستشارين عسكريين إلى فنزويلا. وهؤلاء المستشارون شكلوا مصدر جدل مرات عدة في كراكاس.

وذكر رئيس التعاون الكوبي خوليو غارسيا خلال احتفال الى جانب دياز كانيل في مخيم فويرتا تيونا العسكري بان حوالى 218 ألف كوبي ارسلوا منذ ذلك الحين في «مهمات اجتماعية» إلى فنزويلا. ويبلغ عدد الكوبيين الذين يعملون في الوقت الراهن في إطار مهمات بفنزويلا 22 ألفا.

ودانت الأسرة الدولية بأكملها تقريبا إعادة انتخاب الاشتراكي نيكولاس مادورو حتى 2025 لرئاسة هذا البلد النفطي، الذي كان الأغنى في أمريكا اللاتينية وبات غارقا في أزمة اقتصادية تاريخية.

وفرضت الولايات المتحدة أيضا عقوبات مالية جديدة على فنزويلا، في أعقاب ما وصفه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بأنه «مهزلة». وقرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على القادة الفنزويليين.

وقال الرئيس الكوبي لدى نزوله من الطائرة «انا مسرور جدا لأن ازور فنزويلا. تحيا الثورة البوليفارية ويحيا الرئيس مادورو»، وأضاف «كل تهاني للنجاح الجماهيري» للانتخابات الرئاسية.

وتكافح فنزويلا تضخما كبيرا (يتوقع صندوق النقد الدولي ان يبلغ هذه السنة 13 ألفا و800%) ونقصا حادا على صعيدي المواد الغذائية والأدوية.

وعلى رغم هذه الصورة المؤسفة والتراجع الكبير للشعبية الناجم عنها، أعيد انتخاب نيكولاس مادورو في 20 مايو ب68% من الأصوات في مقابل 21،2% لأبرز منافسيه هنري فالكون.

وتعرضت الانتخابات التي قاطعتها المعارضة لأنها رأت فيها «احتيالا»، لانتقادات فورية خصوصا من مجموعة ليما، التحالف المؤلف من 14 بلدا من القارة الأمريكية عمدت إلى سحب سفرائه من كراكاس.

وفي الجمعية التأسيسية، اضاف الزعيم الكوبي الذي سيستقبله لاحقا نيكولاس مادورو، أن «الصوت المنبثق من الأكثرية ازعج على الأرجح الولايات المتحدة وهذا اليمين العاجز في هذه المرحلة عن الاعتراف بالشرعية».

وقبل خطابه، وضع الرئيس الكوبي باقة من الزهور في مقبرة العظماء على ضريح بطل الاستقلال سيمون بوليفار (1783-1830).

ومن المقرر أيضا أن يقوم بزيارة إلى ضريح هوجو تشافيز الذي كان رئيسا من 1999 حتى وفاته في 2013.

وخلال تنصيبه في منتصف أبريل في كوبا، تعهد ميغيل دياز كانيل ب «متابعة الثورة الكوبية في لحظة تاريخية أساسية»، و«تحقيق الاشتراكية الكاملة» أيضا، فيما سيبقى راوول كاسترو أمينا عاما للحزب الاشتراكي الكوبي القوي، حتى 2021.