907543
907543
روضة الصائم

لقاء متجدد :أهم العبادات (6)

31 مايو 2018
31 مايو 2018

أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة -

التخلف عن الصلاة في الصفوف الأولى -

مما شاع عند الناس في الصلاة تباطؤهم عن الصف الأول وإنشاؤهم صفوفا جديدة قبل أن تكتمل الصفوف المقدمة، وقد علمت من بعض ما تقدم ما في الصفوف الأولى من الفضل، وقد وردت بهذا روايات عديدة منها حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند الربيع -رحمه الله- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لو يعلم الناس ما في الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يتساهموا عليه لتساهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا»، وهو عند غير الربيع بلفظ: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا»، ومن طريقه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو تعلمون -أو يعلمون- ما في الصف المقدم لكانت قرعة»، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال قوم يتخلفون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار»، وفي لفظ «لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار»، ولا يخفى ما في هذا من الوعيد على التخلف عن الصف الأول، وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول سووا صفوفكم وحاذوا مناكبكم ولينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم مثل الحذف»، وعن العرباض بن سارية، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه: «كان يصلي على الصف الأول ثلاثا وعلى الثاني واحدة»، وعنه بلفظ: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلى على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة»، وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم: «تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله»، وعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر»، وعن جابر بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة» قال: ثم خرج علينا فرآنا حلقا فقال: «مالي أراكم عزين» قال: ثم خرج علينا فقال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟» فقلنا يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: «يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف»، وفي مدونة أبي غانم رحمه الله: «والسنة أن تتم الصفوف الأولى ولا يتركوا فيها خللا، فإن للصلاة حقوقا منها إقامة الصفوف، وتمامها التسوية بالمناكب».