صحافة

الرسالة : صفقة تبادل جديدة ستكون ولكن بشروط حماس

30 مايو 2018
30 مايو 2018

في زاوية مقالات كتب مصطفى الصواف مقالا بعنوان: صفقة تبادل جديدة ستكون ولكن بشروط حماس، جاء فيه:

كثر الحديث عن مفاوضات حول صفقة تبادل جديدة بين حماس والاحتلال عبر وسطاء، وكثرت التسريبات الاعلامية وغالبيتها إن لم يكن كلها عبر وسائل اعلام صهيونية معتمدة على مصادر خبرية مجهلة وفي كل مرة يخرج مصدر في حركة حماس بشكل رسمي يعلن أن الحديث عن صفقة أو مفاوضات عن صفقة غير صحيح ومع التصريحين تتعاطى وسائل الاعلام مرة تؤكد ومرة أخرى تنفي وهكذا تدور وسائل الاعلام في الحديث عن الصفقة، تسريبات إعلامية من الاحتلال ونفي رسمي من حماس.

من خلال متابعتنا السابقة لصفقة وفاء الأحرار تعلمنا درسا كبيرا أن الشروط التي تضعها حماس لا تنازل عنها، وأن الطرف الصهيوني عادة ما يتنازل أمام إصرار حماس والاستجابة لشروطها، اليوم وفي ظل وجود جنود للاحتلال أسرى لدى حماس وضعت حماس شرطا للبدء بمفاوضات والمفاوضات غير تقديم الشروط والتي قد تقبل أو ترفض، وهذا الذي يتحدثون عنه مفاوضات، شرط حماس لبدء مفاوضات حول صفقة تبادل جديدة هو الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار والذي أعادت قوات الاحتلال اعتقالهم من جديد، السؤال هل تراجعت حماس عن شرطها؟، وبشكل آخر نطرح السؤال هل استجابت سلطات الاحتلال لشرط حماس حتى يكون هناك تفاوض؟.

ذاكرة وسائل الاعلام الصهيونية قصيرة وسريعة النسيان، وهي تعمل على التشويش وخداع الرأي العام الصهيوني أن هناك تفاوضا وبعد فترة تخرج للقول إن حماس أفشلت التفاوض حتى تبرر عدم استجابة المسؤولين الصهاينة لشروط حماس، وتظهر للرأي العام الصهيوني أنهم حريصون على إتمام صفقة مع حماس ولا يقبلون ببقاء جنودهم أسرى لدى حماس، تكرر هذه المزاعم بعد فترة وعندما يكون هناك تفكير بالحراك داخل المجتمع الصهيوني للتظاهر ضد المسئولين والمطالبة بضرورة الاهتمام والعمل على تخليص جنودهم من الأسر، تعود هذه الوسائل للحديث عن مفاوضات تجري بين حماس وبين الاحتلال حول صفقة تبادل جديدة متناسين، لضعف الذاكرة لدى المجتمع الصهيوني، شرط حماس للبدء بالتفاوض حول صفقة تبادل جديدة.

قد يقول البعض إن رئيس حماس في غزة يحيى السنوار قال في حديث لوسائل الاعلام عن أن (إسرائيل) أفشلت مفاوضات لصفقة جديدة، وتفسير لقول السنوار إن الإفشال الإسرائيلي ناتج عن عدم استجابة الاحتلال لمطالب حماس للبدء بجولة من التفاوض وهذا الرفض هو الذي يحول دون إجراء مفاوضات بين الطرفين.

وربما يتساءل البعض هل الملف مغلق؟، ونقول، هذا فهمي لما يدور في هذا الملف، الجانب الصهيوني كثيرا ما يقدم للوفود القادمة إلى قطاع غزة قضية الجنود الأسرى ويقدم مقترحات في محاولة لجس نبض حركة حماس وإظهار اهتماما من قبله بالقضية أمام الرأي العام الصهيوني وهو يعلم علم اليقين أن ما يتحدث عنه أو يقدمه لن يجد أذانا صاغية لدى حماس ما لم يطلق سراح من أعيد اعتقالهم ممن تم تحريرهم في صفقة وفاء الأحرار، وهذا ما يعطى لوسائل الإعلام الصهيونية للحديث عنه وإثارته بين الحين والآخر.

وهنا قد يثير البعض سؤالا هل حماس لا تريد مفاوضات حول صفقة جديدة وهي ترفض ما يعرض عليها من الجانب الصهيوني؟، وسؤال آخر هل حماس تخشى الدخول في مفاوضات لصفقة جديدة كونها تعلم أن ما لديها من جنود ليسوا أحياء والتفاوض على جثث يختلف عن التفاوض على أحياء ولا تريد من المفاوضات أن تظهرها أمام الرأي العام الفلسطيني بالمخادعة؟.

ونقول في هذا السياق إن حماس عندما تتحدث عما لديها من جنود أسرى هي تعلم من هم هؤلاء الجنود، وتعلم هل هم أحياء أم أموات، وعندما تطالب بتحقيق شروطها تعلم ما بين أيديها وما يمكن أن يمنحه لها من إنجاز صفقة مشرفة، ثم أن حماس صحيح لا تتحدث عما لديها لا قليلا ولا كثيرا لأن المعلومات لها ثمن والحديث حول هذه المعلومات له أثمان على الاحتلال دفعها، ثم أن حماس ما عهدنا عليها المخادعة أو التضليل للرأي العام الفلسطيني، والفلسطينيون لديهم قناعة بما تقوله حماس لأنهم ما عهدوا عليها الكذب أو المراوغة. أقولها إذا سمعتم يوما أن سلطات الاحتلال أطلقت سراح من اعتقلوا من صفقة وفاء الأحرار فهذا دليل واضح على وجود صفقة ووجود تفاوض وصل لمرحلة متقدمة ودون ذلك هي محاولات يائسة من قبل الصهاينة ووسائل إعلامهم لبيع الوهم فلا تكونوا ممن يشترى الوهم.