صحافة

القدس : غزة على فوهة بركان

30 مايو 2018
30 مايو 2018

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: غزة على فوهة بركان، جاء فيه:

لا حاجة لوصف الوضع المأساوي الذي يعيشه الأهل في قطاع غزة على مختلف المستويات وفي كل القطاعات، لأن ذلك أصبح معروفاً للعالم كله وتحدث عنه الكثيرون.

قبل أسابيع بدأت في غزة مسيرات العودة السلمية، وكان رد الاحتلال، وكما هي العادة، دموياً بامتياز حيث استشهد العشرات وأصيب الآلاف، وفي كل التطورات لم نسمع عن إسرائيلي واحد، جندياً كان أم مدنياً، قد أصيب، رغم ادعاءاتهم بخطورة هذه المسيرات. وقبل أيام قليلة، وبدون مسيرة أو تظاهرة، أطلقت إسرائيل عدة قذائف ضد مجموعة من الفلسطينيين واستشهد عدد منهم، ورداً على ذلك أطلقت قوى فلسطينية من غزة عدة قذائف صاروخية ضد الجنوب الإسرائيلي، وتوتر الوضع كثيراً وقصفت إسرائيل مواقع عديدة في القطاع ويهدد قادتها برد فعل أقوى وأعنف.

وأرسلت القوى الفلسطينية قارباً صغيراً على ظهره 17 فلسطينياً بينهم جرحى وطلاب وبدون أية أسلحة، في تظاهرة سلمية انطلقت في عرض البحر نحو موانئ قبرص واعترضتها السفن الإسرائيلية واعتقلت كل من عليها واقتادت القارب إلى ميناء أسدود، بدون أي مبرر إلا الغطرسة ومساعي خنق غزة والقضاء على أبنائها، كما قامت إسرائيل بقطع بعض ما تبقى من كهرباء في عقاب جماعي وغير إنساني.

هكذا يدخل القطاع في دوامة أقوى وأعمق، ويبدو وكأنه يقف في هذه المرحلة على فوهة بركان يهدد بالانفجار الكامل مهما تكن العواقب والتداعيات، لأن غزة يخنقها الحصار وتقتلها الضائقة الاقتصادية ولا تجد مخارج جدية من هذا المأزق المدمر والقاتل.

إن حل أزمة غزة لا يكون بإسالة المزيد من الدماء، وإنما في رفع الحصار وتحسين الأوضاع المعيشية. وهذه، ونقولها للمرة الألف، هي مسؤولية السلطة الوطنية ومصر بالدرجة الأولى. إن على مصر أن تفتح معبر رفح بصورة دائمة وتسمح بدخول كل المساعدات والاحتياجات الأساسية، ومن حقها، إن كانت تخشى عبور من يعملون ضدها، أن تراقب المعبر وكل الداخلين والخارجين.

والمسؤولية الأكبر هي على السلطة الفلسطينية، والمطلوب منها رفع العقوبات فوراً ودفع الرواتب بدون تأخير، لأن الشعب والناس البسطاء ليس عليهم دفع فاتورة الخلافات السياسية، كما أن الظروف المأساوية الحالية تستدعي، ولو مؤقتاً، دعم الناس وتحسين ظروف معيشتهم.

غزة، كما قلنا، على فوهة بركان، سواء من التصعيد الإسرائيلي العسكري والحصار، أو من العقوبات والضائقة المعيشية، ويجب العمل على وقف ذلك فوراً.