العرب والعالم

تقرير: عائلات ضحايا الطائرة الماليزية المختفية تتمسك بالأمل رغم إنهاء عمليات البحث

29 مايو 2018
29 مايو 2018

كانبيرا - كوالا لامبور - (د ب ا): بات اختفاء الطائرة الماليزية الرحلة رقم (إم.إتش.

370) في عام 2014، أحد أكثر حوادث الطيران غموضا في العالم.

وأنفقت الحكومات مئات الملايين من الدولارات على عملية البحث، بينما قضى الخبراء عشرات الآلاف من الساعات في تمشيط قاع المحيط الهندي بحثا عن أي أثر لأجزاء من الطائرة.

وقام العلماء بدراسة وفحص بيانات الأقمار الاصطناعية وتحليل احتمالات الانحراف ومعلومات عن فقدان الاتصال، بينما دون المؤلفون عشرات الكتب عن هذا اللغز المثير، بعضها يحتوي على معلومات أكثر دقة من الأخرى، في محاولة للتكهن حول سبب الحادث.

غير أنه لم يتم على الإطلاق العثور في أي مكان على الطائرة الماليزية وهي من طراز «بوينج 777»، والتي كانت تحمل على متنها 239 من الركاب وطاقمها.

ولم يتوصل المحققون والباحثون إلى خيوط تذكر لمواصلة البحث عن الطائرة باستثناء آثار متناثرة تركتها الطائرة على هيئة بيانات على القمر الاصطناعي والرادار، إلى جانب حوالي 26 قطعة من الحطام، ولم يكن من بينها أجزاء من الطائرة المختفية بشكل مؤكد إلا القليل.

وقالت جاكويتا جونزاليز وهي زوجة كبير المضيفين بالطائرة المفقودة «لقد ذهب إلى العمل ولكنه لم يعد منه، وأريد أن أعرف السبب، إنه لم يكن مريضا، ولم يكن في إجازة مرضية».

وأضافت أمس الأول وهي تشير إلى رحلة طيران قامت بها رائدة أمريكية في الطيران تدعى أميليا إيرهارت، اختفت بطائرتها بدون أن تترك أثرا أثناء قيامها بمحاولة للدوران حول الكرة الأرضية عام 1937 وسط المحيط الهادي، «إنني لا أريد أن تتكرر قصة إيرهارت مرة أخرى، فقد وقع حادث طائرتها منذ سنوات كثيرة ولم تكن توجد أجهزة رادار وقتها». وغادرت الطائرة الماليزية في رحلتها الليلية العاصمة الماليزية كوالا لامبور في الثامن من مارس 2014، ولكنها لم تصل إلى مقصدها في بكين.

وغطى البحث السطحي في جنوبي المحيط الهندي والذي أجري خلال الفترة من 17 مارس حتى 28 أبريل 2014، أكثر من 6ر4 مليون كيلومتر مربع، وشاركت فيه 19 سفينة و345 طلعة جوية عسكرية بمشاركة ست دول.

وجاء بعد ذلك بحث تحت المياه استغرق عامين بقيادة أستراليا، ومشط الباحثون 710 آلاف كيلومتر مربع مع دراسة تضاريس قاع البحر، وأعقب ذلك بحث باستخدام الصدى الصوتي عالي الدقة تحت الماء لمنطقة مساحتها أكثر من 120 ألف كيلومتر مربع، تغطي ما نسبته 95% من الطريق المفترض أن تقطعه الطائرة في المنطقة.

وتعد عملية البحث هذه هي الأطول والأكثر اتساعا ومدى وتكلفة في تاريخ الطيران، غير أنه تقرر إيقافها في يناير2017.

وجاء في التقرير النهائي حول عملية البحث والذي وقع في 440 صفحة والصادر في أكتوبر الماضي «أنه لا يمكن تصور كما أنه لا يمكن قبول من الناحية المجتمعية في عصر الطيران الحديث الذي يسافر فيه عشرة ملايين راكب على متن الطائرات التجارية كل يوم أن يتم فقد طائرة تجارية كبيرة وألا يعلم العالم بشكل مؤكد شيئا عن مصير الطائرة أو الذين كانوا على متنها». وفي وقت سابق من العام الحالي حصلت شركة «أوشن إينفينيتي» التابعة للقطاع الخاص ومقرها الولايات المتحدة على موافقة من الحكومة الماليزية للبحث عن الطائرة، على أساس أن تحصل الشركة على ما يصل إلى 70 مليون دولار في حالة عثورها على الطائرة.

وشملت منطقة البحث التي عملت فيها الشركة مساحة 25 ألف كيلومتر مربع لم يسبق إجراء البحث فيها، حددتها أكبر وكالة علمية في أستراليا بأنها «منطقة لها الأولوية».

وأعلنت شركة «أوشن إنفينيتي» أمس عن انتهاء عملية البحث الخاصة عن طائرة الخطوط الجوية الماليزية «إم.اتش 37» المفقودة منذ أكثر من أربع سنوات، وذلك دون العثور على أثر للطائرة. وذكرت الشركة في بيان أنه «خلال عمليتها، بحثت أوشن إنفينيتي وجمعت بيانات على درجة عالية من الجودة من أكثر من 112 كيلومترا مربعا من قاع المحيط الهندي بنجاح، متحدية الظروف والتضاريس الصعبة».

وقال الرئيس التنفيذي للشركة،أوليفر بلانكيت، إن نتيجة البحث كانت «مخيبة للآمال إلى حد كبير». وكانت كوالا لامبور قد حددت مهلة نهائية لإعلان نتيجة بحث لشركة الخاصة وهي 29 مايو الحالي، وذلك بعد أن تم تأجيل إعلانها مرتين من قبل.

وكانت جريس ناثان وهي محامية ماليزية كانت أمها من بين ركاب الطائرة المفقودة قد انتقدت في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) قرار الحكومة الماليزية بعدم مد المهلة، وقالت إن «الوزير المختص لا يريد أن يمد المهلة مرة أخرى، وهذا القرار أمر ضار وغير منطقي». وتساءلت «لماذا تريدون إغلاق الباب أمام الأشخاص الذين يريدون إجراء البحث ؟». بينما قالت جونزاليز إنها «تشعر بالذهول» إزاء عدم وجود أي خيط لفترة طويلة يقود إلى حقيقة ما حدث، وانتقدت قرار الحكومة بعدم مواصلة البحث عن الطائرة. وأضافت جونزاليز لــ (د.ب.ا) إن «الشيء الرئيسي يتمثل في معرفة ما حدث، ونحن بالطبع نحب أن نشيع الضحايا في سلام إذا استطعنا ذلك».

وتابعت «العالم كله يريد أن يعرف، والأمر لا يهم الماليزيين فحسب».وتعد ماليزيا أيضا حاليا تقريرا حول نتائج التحقيق بشأن اختفاء الطائرة، غير أنه لم يتضح بعد موعد إعلانه.

وأثار غموض الحادث خلال الأعوام الماضية روايات تتحدث عن نظرية المؤامرة.

وتتنوع هذه الروايات ما بين قرصنة بيانات الطائرة إلكترونيا من بعد، إلى إسقاط الطائرة من جانب جهة عسكرية، إلى جانب روايات أخرى مثل اختطافها من جانب سكان كواكب أخرى أو من جانب مجموعة إرهابية قادتها إلى مدينة قندهار بأفغانستان. بينما أشار بعض الخبراء الذين لديهم مصداقية أكبر إلى أن قائد الطائرة قرر الانتحار وقام «بإسقاط الطائرة وهي تحت السيطرة» في البحر، ولكن رفض خبراء آخرون هذا الاحتمال.