1347819
1347819
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: (أمراض العين).. صفتها وعلاجها

29 مايو 2018
29 مايو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته -بفضل الله تعالى- فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها، وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى أنه هو الشافي والمعافي وأنه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم.

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطاءه.

حلقة اليوم عن (أمراض العين)، ذكر منها تسعة وعشرين مرضا ومن بينها (الجرب) وهو خشونة عارضة لباطن الجفن الأعلى وهو على ضروب وهو خشونة وصلابة ومعه وجع وحكة وثقل الأجفان.

و(الفصد) علاجه؛ يكحل بالشّياف الأحمر اللين وبعده الأغبر ويحك بالسكر فإن لم ينجب فيحك بالشياف الأحمر الحاد أو بالروشناي والسكر أو يحك بالورد ثم يقطر في العين ماء والكمون الممضوغ مع الخل أو بعد الخل يضمد بصفرة بيض ودهن ورد.

ثم عند سكون العين بالشياف الأحمر ثم الذرور الأصفر ثم الباسليقون.

ويمتنع مما يولد الأخلاط الرديئة ويعتب بالأغذية المحمودة اللطيفة كالفراريج والطيهوج والمزورات.

ومنها (البرد والكدكد) وسببه فضلة بلغمية وعلامته ورم صلب في الجفن شبيه بالبرد.

العلاج؛ يستفرغا بالفصد وحب الصبر والإيارج ثم يضمد بخل وأشق وشمع مصفى ودهن بنفسج أو تحك البردة بورق التين وتذر بالذرور الأصفر.

وصفة ذلك أن يقلب الجفن ويشق بالمبضغ شقا بالعرض ثم يخرج بملعقة الميل وتجعل عليه الذرور الأصفر وليكن ذلك بعد تنقية البدن وينبغي أن يترك الدم يخرج ساعة بعد استخراج البردة.

وأما (الكدكد) فهو كالبردة وعلاجها واحد وقد يجوز أن يؤخذ برأس المقراض.

وأما (اللحم الغليظ) فسببه لحمة غليظة تجمد في الجفن وتتحجر، وعلامته ورم صغير شبيه بالغدد صلب.

وعلاجه؛ يستفرغ بحب الإيارج والقوقاي ثم يطلى بمخ ساق العجل ومخ عظامه وشمع ودهن بنفسج أو يطلى بمرهم الداخيلون.

فإن لم ينجب الدواء فيقلب الجفن ويفتح الموضع بالمبضع المدور ويحذر خرق الجفن ثم يعصر بالظفر أو بحلقة الخاتم فإنه يخرج من الموضع كالقطعة من الرئة أو مدّة.

فإذا نظف الموضع يجعل عليه الذرور الأصفر.

وأما (الجسا) فتعسر معه حركة العين عند الانتباه من النوم ويحس بجفافها ويحصل في الماق رمد يابس قليل.

ومداواته تكون بالاستحمام والشياف الأحمر ويدهن الرأس بدهن البنفسج.

وأما (الغلظ) فإنه يرى لون الجفن أحمر غليظا يظن أنه جرح فإذا قلب رأى ثقبا.

ومداواته بتلطيف الغذاء وإصلاح التدبير ويطلى الجفن بالمامثيا والزعفران وتكحل العين بالشّياف الأحمر.

وأما (الالتصاق) فسببه عن قرحة في العين أو عن علاج الظفرة والسّبل.

وعلامته التصاق الجفن بسواد العين وبياضها أو الجفن الآخر.

والعلاج بأن يطلى الموضع بشياف ماميثا وصبر وحضض أو يجعل بين الجفنين قطنة بلبن بنت، وينبغي أن يدخل الميل في موضع السّعفة من الجفن ويرفع وتمده بصنارة ثم تسلخ الالتصاق بالمهت أو بالقمادين وتوقى انجذاب القرنية وتقطر في العين ماء الكمون والملح الممضوغين ويجعل بين الشق قطن مبلول بدهن ورد وصفرة بيض وتشد على العين صفرة بيض مضروبة مع دهن ورد.

فإذا أمن عود الالتصاق فتكحل العين بالأضياف الداملة.

ومن أمراض العين (الشترة) و (التوثة) و (الشعر الزائد والمنتثر والمنقلب) و (الوردينج) و (الصلاق) و(استرخاء الجفن) و (الشرناق).