تشكيل 30 فريق طوارئ في مرباط لاستعادة كافة الخدمات الأساسية

تسجيل انقطاعات في خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والطرق -

مرباط : أحمد بن عامر المعشني -

قامت «عمان» بزيارة لولاية مرباط بمحافظة ظفار للوقوف على الأضرار التي خلفتها الحالة المدارية مكونو بالولاية والتي تعرضت لها جميع ولايات محافظة ظفار. فقد أجرت «عمان» عدة لقاءات مع المسؤولين بالولاية عن حجم الأضرار التي نتجت عن هذه الأمطار والرياح الشديدة.

وقال سعادة الشيخ سالم بن سهيل زيدي تبوك والي مرباط نحمد الله تعالي ونشكره على حسن لطفه حيث لم تسجل في ولاية مرباط أي حالات وفاة ولا أي أضرار جسيمة بالمواطنين وذلك يعود للتوعية المتميزة التي قامت بها الجهات الحكومية.

وقال سعادته «أن فرق الطوارئ بالولاية قد باشرت عملها قبل مرور الإعصار من خلال إجلاء عدد من المواطنين والوافدين الواقعة منازلهم في الأماكن المنخفضة والساكنين في الأماكن بمواد غير ثابته قبل وصول قوة الحالة المدارية إلى مواقع الإيواء مع توفير المستلزمات المطلوبة خلال مدة الإيواء». مؤكدا سعادته أن هناك العديد من الأضرار الكبيرة بالممتلكات والمرافق العامة الضرورية ومن أهمها عدم وجود كهرباء من يوم فجر السبت الماضي وكذلك لا توجد مياه على مركز الولاية ونيابة طوي اعتير والمناطق التابعة لها وكذلك انقطاع شبكة الهواتف وبالفعل بعدم وجود مثل هذه الخدمات الضرورية أصبحت الولاية شبه مشلولة تماما بالرغم من المحاولات الجادة من قبل شركة ظفار للطاقة لإعادة خدمة الكهرباء للولاية وهذا شيء مقدر ومثمن للشركة ولكن هطول الأمطار الغزيرة وجريان الأودية يعيق جهودهم.

وقال سعادة الوالي «أن هناك بعض منازل المواطنين المبنية بمواد غير ثابته في نيابة طوي اعتير تطايرت أسقف منازلهم بالإضافة إلى انقطاع طريق جسر وادي ركح وجسر وادي كزيت بسبب جريان هذه الأودية بغزارة وهذه الجسور هي بالفعل الرابطة لشبكة الطرق الداخلية لجميع المناطق والتجمعات السكانية بنيابة طوي اعتير بولاية مرباط بالإضافة إلى تهدم بعض المنازل القديمة بمركز الولاية».

عدسة «عمان» رصدت على جسر وادي كزيت الحيوي بنيابة طوى أعتير الذي يربط العديد من التجمعات السكانية بمركز النيابة الذي جرفته السيول الغزيرة بالكامل وانقطعت فيه الحركة المرورية مبادرة تطوعية وملحمة وطنية من قبل مجموعة من المواطنين من سكان تلك المناطق المتضررة من قطع الطريق حيث قام هؤلاء المواطنون بشق طريق بديل بمحاذاة الوادي للسيارات ذات الدفع الرباعي مستخدمين المعدات التقليدية الحفار اليدوي (الهيب) والمطارق لتفكيك الصخور والمناجل وهي تسمى محليا بالجزرة، واستخدمت هذه المناجل لقطع الأشجار التي تعترض مسار الطريق البديل، وتمكن المواطنون من إيجاد طريق بديل لعبور السيارات ذات الدفع الرباعي.

«$» وهي ترصد الأضرار التي سببها مكونو على ولاية مرباط التقت المهندس علي بن عيسى شماس الرئيس التنفيذي لشركة ظفار للطاقة وهو في موقع العمل على طريق طاقة مرباط ومعه ثلاثة فرق من المهندسين والفنيين وهم يقومون بالبحث عن الكيبل الأرضي المغذي لولايتي مرباط وسدح، حيث قال شماس أن هذا الكيبل الأرضي هو جهد عال بقوة 33 ك – وات وهو من محطة أشور ونظرا لقوة السيول الجارفة فقد تعرض الكيبل للعطل، وحاليا تقوم ثلاثة فرق فنية للبحث عن مكان العطل وهذه الفرق جاهزة لتصليح العطل في حالة تحديد موقع العطل ولكن بسبب امتداد الخط لمسافة 30 كيلومترا من الصعب تحديد وقت زمني لإعادة الكهرباء للخدمة بالإضافة إلى استمرارية هطول الأمطار الغزيرة وجريان الأودية بغزارة، مما يعيق جهود الفنيين في تحديد موقع العطل بشكل سريع. وأكد المهندس علي شماس أن شركة ظفار للطاقة قامت بتوفير مولد كهربائي لمستشفى طوى اعتير بولاية مرباط وكذلك توفير مولد آخر لمستشفى مدينة الحق بولاية طاقة.

وقال شماس بالنسبة لمدينة صلالة فقد تم إعادة أغلب الخطوط التي قد فصلت أما فيما يتعلق بالمناطق الريفية في ولايات محافظة ظفار الساحلية فقد أكد المهندس علي شماس أن جميع الخطوط في تلك المناطق متأثرة تأثيرا بالغاً وذلك بسبب قوة الرياح وشدة الأمطار التي تعرضت لها تلك المناطق ولكن شركة ظفار للطاقة قد شكلت 15 فرقة فنية وجميع هذه الفرق مجهزة بالمعدات لإعادة الخدمة لتلك المناطق بقدر المستطاع وفي أقرب وقت ممكن، كما تم تشكيل 30 فريق طوارئ وهو حاليا يعمل في مراكز ولايات محافظة ظفار الساحلية.

وقال شماس أن هناك تنسيقا مع مجموعة شركات نماء لتوفير معدات وفرق إضافية لتعزيز الفرق الأخرى.

سعادة الدكتور محمد بن علي باقي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مرباط قال: لقد احتضنت ولاية مرباط صدر الإعصار مكونو فور وصوله لليابسة مع جارتها ولاية سدح فكان نصيب ولاية مرباط من آثار الحالة أشد في الريح والمطر حسبما أوضحته المؤشرات، فمنذ اشتداد حدة الإعصار مع مساء الجمعة الماضي تعرضت الولاية لموجة شديدة من الرياح الماطرة تزايدت تدريجيا حتى لحظة دخول مركز الإعصار ليلة السبت حيث كان الجميع في صمت وتأهب وانقطع البث التلفزيوني بسبب تطاير الأطباق والمستقبلات من على المنازل وانطفأت الكهرباء في بعض الأحياء بشكل مبدئي ورجعت بعد ساعات وبدأت شبكة الاتصال بالانهيار، لكن مع دخول مركز الإعصار وازدياد الريح والمطر زادت الأوضاع سوءا بعد منتصف الليل وانقطعت الكهرباء تماما وما لبث أن جاء فجر السبت حتى انقطعت المياه والكهرباء وشبكة الاتصال «عمان موبايل» تماما عن كامل الولاية بما فيها نيابة طوي أعتير. علما أن الكهرباء كانت مقطوعة عن النيابة بشكل كامل قبل يوم تقريبا من انقطاعها بمركز الولاية.

وتابع حديثه قائلا: خلال فترة اشتداد الإعصار كانت فرق البحث والإجلاء والإنقاذ تجوب الأحياء وتتلقى الاتصالات وتتجاوب مع طلبات الإجلاء والنقل بسرعة وبحرفية عالية وبهمة وطنية لا مثيل لها حيث تم التعامل مع بعض المواقف والحالات التي حاصرتها المياه والسيول وإجلائها لمواقع أكثر أمانا. والحمد لله لم ترد حالات وفاة أو حوادث خطرة طوال فترة الذروة حتى الآن، وأما عن الأضرار وآثار الإعصار في العموم حتى الآن فإنه وكما هو معلوم فإن الأضرار والآثار الناتجة عن كارثة أو أزمة ما لا يمكن الإلمام بها كاملة أو الوقوف على كافة تفاصيلها ريثما تهدأ الأمور وتبدأ فرق الرصد والتقييم استيفاء الأضرار وممارسة عملها لأنه من الصعب معرفة واستيفاء الأضرار كلها إثناء أو بُعيد الحدث.

وقال «في العموم نوجز في الآتي أهم الأضرار والآثار التي وقفنا عليها شخصيا بالولاية ووصلتنا بعضها عن طريق الفرق واللجان المشكلة للاستجابة وإدارة الأزمة منها: تأثر الطريق المزدوج طاقة مرباط الجديد حيث تعرض في بعض أجزائه لهبوط في الإسفلت وتشقق وتكسر في بعض الجوانب في مواقع معينة وتراكم كميات كبيرة من المياه في مواقع أخرى بما يعيق مرور المركبات خصوصا فئات الصالون، وهنا نداء للمديرية العامة للطرق بمحافظة ظفار لتقييم أضرار الطريق واتخاذ اللازم مع الشركة المنفذة للمشروع لتصليح مواطن الخلل وإعادة النظر لبعض الجوانب الفنية والهندسية للطريق، فضلا عن تساقط الصخور والحصى والطمي على بعض المواقع على طول الطريق المزدوج مما أعاق ويعيق مرور المركبات ويجري التعامل مع هذه الإشكالية ميدانيا بشكل آني، بالإضافة إلى انقطاع تام للكهرباء والمياه وشبكة الاتصال «عمان موبايل» من المدينة والنيابة، وهنا مناشدة منا ومن كافة المواطنين للجهات الحكومية وللشركات المعنية بضرورة الإسراع بتصليح الخلل وإعادة هذه الخدمات الحيوية الأساسية لسكان الولاية في اقرب فرصة ممكنة».

وأكد سعادة الدكتور محمد باقي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مرباط أن هناك انهيارات طينية وصخرية في عقبة حشير وهي مغلقة وجار تقييم حجم الأضرار على هذه الطريق الهامة التي تربط الريف بالمدينة من جهة الشرق، والعقبة قد تم إغلاقها سلفا ضمت خطة التأهب والتحوط كما هو معتاد في الأنواء المناخية، ودعا الجهات المختصة إلى ضرورة مراجعة أوضاع هذه العقبة التي لم توجَد لها حلول جذرية حتى الآن برغم انها مشروع متكامل أنفقت عليه أموال طائلة وفي كل مرة يتم إغلاقها تحوطا، بالإضافة إلى انهيارات صخرية بعقبة غدية».

وأخير قال سعادة عضو مجلس الشور كما لا يفوتني هنا إن أرفع لرجالنا الأبطال من وحدات الشرطة والجيش بمختلف تشكيلاتها ومهامها تحية إجلال واعتزاز وفخر على جاهزيتهم وحرفيتهم العالية وتعاطيهم مع مجريات وأحداث الإعصار بمنهجية وتنظيم واحترافية كانت محل تقدير وإشادة على كافة المستويات. والشكر والامتنان للجنة الرئيسية لإدارة الأزمات والكوارث بالمحافظة وكافة القطاعات واللجان بالولايات ولجهاز الإعلام وكافة القائمين على التواصل الإعلامي والمجتمعي على ما تميزوا به من روح عالية وحرفية واضحة واعتدال وشمولية في الطرح والتغطية والتجاوب مع المتغيرات والإشاعات وغيرها بمهنية عالية أبهرت العالم.

أحمد بن محمد باعلوي مشرف الخدمات الإدارية بولاية مرباط قال «ان جميع الخدمات الصحية بولاية مرباط تعمل بكل كفاءة حيث لم يتأثر مستشفى مرباط بانقطاع الكهرباء لوجود مولد خاص للمستشفي وأن المستشفى يقدم خدماته بكل سهولة ويسر للمواطنين أما مستشفى نيابة طوي اعتير بولاية مرباط فقد قامت شركة ظفار للطاقة بتوفير مولد كهربائي للمستشفى».