«مكونو» حل ضيفاً وخرج بلا هوادة

أودى بحياة 4 أشخاص وخلّف أضرارا بالممتلكات -

كتب – خالد العدوي -

حلّت الحالة المدارية “مكونو” على محافظة ظفار على مدار يومين ضيفا ثقيلاً على سكان المحافظة، تاركة خلفها آثارا سيسجلها التاريخ على المحافظة، فقد تركت بصمة مخيفة على كل مواطن ومقيم، من خلال الخسائر التي حصدها الإعصار المداري لدى وصوله إلى إعصار مداري من الدرجة الثانية في أوج حالاته عند وصوله أرض اليابسة.

فقد أودى الإعصار بحياة 4 حالات أحدهم طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً، توفيت متأثرة بجراحها نتيجة اصطدامها بجدار منزل جراء قوة الرياح المصاحبة للإعصار، فيما سُجلت حالة الوفاة الثانية لمواطن بعدما انجرفت مركبته في أحد الأودية وهو بداخلها بمنطقة عوقد، كما أعلنت فرق البحث والانقاذ عن وفاة حالتين مساء أمس. فيما تجري فرق البحث والإنقاذ عن 3 مفقودين من الجنسية الآسيوية في محافظة ظفار، ولم يعرف عنهم شيء حتى كتابة هذه السطور.

وعلى مستوى الأضرار فقد ترك الإعصار المداري بعض الأضرار بطريق ميناء صلالة وجار العمل على إصلاحها بالإضافة إلى بعض الأضرار بطريق مرباط سدح وجسر دربات القديم وطريق ريسوت المغسيل.

كما تم التعامل مع مجموعة من البلاغات لـ ٢٦٠ شخصاً تم إجلاؤهم إلى مراكز الإيواء بمنطقة ريسوت، كما قامت فرق البحث والإنقاذ بالتعامل مع احتجاز مركبات بالأودية أو التجمعات المائية واحتجاز أشخاص بالمنازل، حيث تمكنت من إنقاذ قائديها ومرافقيهم، وإجلاء المحتجزين بالمنازل إلى مراكز الإيواء المخصصة إضافة إلى التعامل مع الحالات المرضية، وقد ساهمت فرق الهيئة أيضاً في عمليات شفط المياه من بعض المنشآت الحكومية والخاصة، نتيجة ارتفاع منسوب المياه بها بسبب الأمطار الغزيرة والمستمرة، وغيرها من البلاغات المختلفة.

وقد سجلت محطات قياس الأمطار ارتفاع منسوب المياه وجرف الأودية على مختلف الولايات، ومن خلالها فاض سد صحلنوت وتم إغلاق سد الحماية لتقليل الضغط على تصريف المياه، حيث بلغت سعة سد صحلنوت 6 ملايين متر مكعب وامتلأ وفاضت منه المياه بشكل بسيط وتمّ تفريغه وتصريف بعض المياه.

وبالنسبة لسد الحماية بمدينة صلالة الذي تبلغ سعته أكثر من 77 مليون متر مكعب امتلأ بأكثر من 22 مليون متر مكعب، وتمّ إغلاق بوابات تصريف مياه سد الحماية بهدف تخفيف الضغط على شبكات تصريف مياه الأمطار أسفل السد، والوضع طبيعي ومطمئن بالنسبة للسدود، مشيرا إلى تكاتف الجهود والتأكد من فعالية وجاهزية السدود للتعامل مع الأضرار الناجمة عن الحالة المدارية.

وفي الجانب المتصل بمسالك الطرق الرئيسية للمحافظة فقد أكدت دائرة الطرق والإنارة أن 90% من الطرق بالمحافظة سالكة باستثناء بعض الأماكن التي تجمعت فيها المياه، وبالتالي أصبحت مياها راكدة وسيتم التعاون فورا مع دائرة الصرف الصحي والجهات الأخرى، معربا عن أمله في أن يتم فتح الطرق المغلقة أو التي تضررت لتكون مهيأة للمارة وسالكة.

وعلى المستوى الطبي فقد توافدت أعداد كبيرة من المواطنين للعلاج في المؤسسات الصحية وهم الذين لم يستطيعوا التحرك سابقا نظرا للظروف الصعبة إلا بعض الحالات الحرجة التي تم إرسالها لبعض المؤسسات الصحية ومنها مستشفى القوات المسلحة الذي استقبل الكثير من الحالات ومنها 34 حالة ولادة.

ولم يتم إغلاق بعض المؤسسات خلال الحالة الجوية وإنما تم توفير أطقم طبية في مراكز الإيواء وفق خطة مدروسة تقدم فيها خدمات صحية مؤهلة لتتعامل مع أية حالة طارئة، كما أن المراكز الصحية المتاحة تعمل بكل سلاسة في تقديم خدماتها للمواطنين، كما كانت هناك مساندة وتعاون بين المؤسسات الصحية المتقاربة عند الحاجة وتبادل لكوادر الطبية في المراكز المحتاجة للأخرى حيث تواجدت الكوادر الصحية طوال فترة الـ24 ساعة في مؤسساتها و لم تغادر.

وقد أدت غزارة هطول الأمطار وشدة هبوب الرياح وارتفاع الأمواج أثناء مرور الإعصار على ولايات محافظة ظفار إلى حدوث بعض الأضرار الطفيفة في مختلف الولايات، ولم تسجل عدسة “عمان” أي أضرار جسيمة في المباني أو الممتلكات، ففي معظم مناطق ولاية صلالة كانت مخلفات الأمطار والأمواج هي الحاضرة، بينما في منطقة الحافة والدهاريز كان تجمع البرك المائية وتساقط أشجار النارجيل وتكسر أغصان الموز من أبرز المشاهد على طول الطريق، كما أن تطاير الأجسام غير الثابتة كانت مترامية في مختلف المواقع. كما تم تسجيل غرق العديد من المركبات نتيجة مجازفة سائقيها أو تركها بالقرب من مجاري الأودية.

وفي ولاية شليم وجزر الحلانيات تم إجلاء ما يقارب من 60 مواطنا ومواطنة نزحوا إلى أماكن الإيواء المخصصة في مركز الولاية، وما يقارب الـ 40 وفدا ووافدة، نصفهم في مركز الإيواء المخصص بمنطقة زخر، ولا صحة لعودة مواطنين إلى “الحلانيات”.

كما جرى وادي شليم وسقوط حجارة كبيرة في عقبة الشويمية، وسجلت أضرار خفيفة في مركز الولاية ونيابتي شربثات والشويمية، وما زال التيار الكهربائي منقطعا على بعض مناطق الولاية منذ أمس.