1348387
1348387
العرب والعالم

أمريكا تحذر الحكومة السورية من «إجراءات حازمة» بشأن خرق وقف إطلاق النار

26 مايو 2018
26 مايو 2018

احتجاجات في الحسكة ضد «ممارسات وانتهاكات» الوحدات الكردية -

دمشق -عمان- بسام جميدة - وكالات -

حذرت الخارجية الأمريكية من إجراءات «حازمة ومناسبة» في حال تم خرق وقف إطلاق النار في «منطقة خفض التوتر» في الجنوب السوري مع قرب استعداد الجيش الحكومي السوري لإطلاق عملية عسكرية في تلك المنطقة.

وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «الولايات المتحدة تعبر عن قلقها إزاء تقارير عن العملية القادمة للجيش الحكومي السوري في جنوب غرب سوريا داخل منطقة التهدئة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة والأردن وروسيا العام الماضي.. واشنطن ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة في حال تم خرق وقف النار فيها.. نحذر الأسد من أي أعمال يمكن أن توسع نطاق الصراع أو تهدد الهدنة». وكانت وسائل إعلام تناقلت مؤخرا أنباء عن قرب معركة كبرى يحشد لها الجيش الحكومي السوري في الجنوب بدرعا والقنيطرة ضد الوجود المسلح بعد أن أكمل فرض سيطرته على كامل محيط دمشق والغوطتين.

وكانت القوات الحكومية قد ألقت أمس منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المسلحين إلى إلقاء السلاح.

وأشار نشطاء في وقت سابق إلى أن معركة درعا وقربها من الأراضي المحتلة جعل الحكومة السورية تستقدم قوة من منصات صورايخ مضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي تحسباً لأي هجوم إسرائيلي مباغت قد يعيق تقدم القوات السورية للسيطرة على الجنوب.

وأعلنت قاعدة حميميم العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الروسية في 23 مايو الجاري، أن انتهاء اتفاقية خفض التصعيد في مدينة درعا ستكون حتمية، في ظل استمرار تواجد متطرفين ينتمون لتنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة»، مؤكدةً أن على تنظيم جبهة «النصرة» في درعا الخروج من المنطقة أو التحضر للمواجهة العسكرية المحتومة.

إلى ذلك ، توصلت الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق بشأن خارطة طريق حول التعاون المشترك لـ«ضمان الأمن والاستقرار» في منبج السورية.

وجاء في بيان صدر عن السفارة الأمريكية في العاصمة التركية مساء الجمعة أن «فريق العمل الأمريكي التركي المشترك حول سوريا اجتمع في أنقرة لمواصلة بحث موضوع سوريا وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك».

وأسفر الاجتماع عن «وضع ملامح أساسية لخريطة الطريق حول التعاون المشترك اللاحق من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج». وأضاف البيان أن وزيري الخارجية، الأمريكي مايك بومبيو، والتركي، مولود جاويش أوغلو، سيلتقيان في الـ4 من يونيو المقبل (في واشنطن) للنظر في توصيات فريق العمل.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الاتفاق الأمريكي التركي النهائي حول منبج بعد لقاء بومبيو وجاويش أوغلو.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، قد قال إن بلاده والولايات المتحدة ستنشآن «منطقة آمنة» حول مدينة منبج الخاضعة حاليا لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المتحالفة مع واشنطن.

وتطالب أنقرة الجانب الأمريكي بإخراج المقاتلين الأكراد من منبج و«تسليمها لأصحابها الحقيقيين».

في غضون ذلك، شهدت أحياء في مدينة الحسكة شمال (شرق) احتجاجات من قبل السكان ضد ما وصفوه بـ«ممارسات وانتهاكات» الوحدات الكردية وسط مناشدة الأهالي الحكومة السورية التدخل والحماية.

وذكرت مصادر أهلية لـ(عمان) من مدينة الحسكة أن أهالي حي غويران جنوب غرب مدينة الحسكة الذي يسكنه أبناء عشائر عربية قاموا بإشعال النار في إطارات السيارات وقطع الطريق الواصل بين حيي النشوى الغربية والشرقية ومنطقة دوار الشريعة على مدخل الحي لمنع عناصر الوحدات الكردية من دخول الحي، تزامنا مع التظاهرات التي يشهدها الحي ضد ممارسات وحدات الحماية في اعتقال الشباب العرب وتجنيدهم.

وذكر نشطاء أن الاحتجاجات انتقلت إلى عدد من الأحياء التي تسكنها أغلبية عربية ومنها حي غويران المجاور لحي النشوى، ووجهت دعوات مساء الجمعة في مساجد المدينة للتظاهر عقب صلاة التراويح ليلة السبت ضد حملة الاعتقالات التي تنفذها القوات الكردية ضد أبناء العشائر العربية متمثلة في التجنيد الإجباري.

وسبق أن خرجت تظاهرات في قرية سميحان غربي في  تل براك وطردوا الوحدات الكردية منها بعد أن حطموا سيارتين للأكراد الذين توجهوا لشيوخ القبائل من أجل التهدئة، وحسب المصادر الأهلية، تبدو شرارة الصحوة  قد بدأت من العرب الذين يخدمون بما يسمى قوات الحماية الكردية وقسد أما تطوعا أو تجنيدا إجباريا، بعد حملات التجنيد الإجبارية والمضايقات على السكان.

وأكدت المصادر أن الاعتقالات طالت حتى طلاب المرحلة الثانوية وزائري المدينة من مدن ومحافظات أخرى، مشيرة إلى مخالفات حتى في القرارات التي وضعتها الوحدات الكردية وأولها شرط السن بالنسبة للتكليف.

من ناحية ثانية، أعلنت لجنة إعادة إعمار الرقة أنها عثرت منذ بداية العام الجاري على 900 جثة ضمن مقابر جماعية داخل المدينة، تعود لأشخاص قتلهم مسلحو تنظيم «داعش». وقالت اللجنة في بيان، إنه «منذ يناير الماضي وحتى الآن، أسفرت عمليات البحث عن العثور على 900 جثة». وأوضح عضو لجنة إعادة إعمار الرقة، عبدالرؤوف أحمد أن «غالبية الجثث تعود لأطفال ونساء يصعب التعرف على هوياتهم».

وحسب المعلومات الأولية، فإن الجثث تعود لأناس حاولوا الفرار من الرقة، إلا أنهم قتلوا على يد مسلحي تنظيم «داعش».

وتتبع لجنة إعادة إعمار الرقة مجلس الرقة المدني الذي أسسته «قوات سوريا الديمقراطية» في عام 2017، بهدف تولي إدارة شؤون المدينة بعد طرد تنظيم «داعش» منها. ويضم أكثر من 100 عضو من سكان الرقة.

فيما أفادت مصادر إعلامية عن سقوط ضحايا في انفجار سيارة مفخخة في شارع 30 في مدينة إدلب وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفل وإصابة 30 آخرين في التفجير المذكور. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن وقوع التفجير.

وتخضع ادلب، القريبة من الحدود التركية الى سيطرة فصائل معارضة، بما في ذلك المسلحين ذوي الصلة بتنظيم القاعدة الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من الأراضي، فيما حققت القوات الحكومية السورية تقدما في جنوب المحافظة.

في الوقت ، أعلنت منظمة الخوذ البيضاء عن مقتل 5 من عناصرها بهجوم نفذه مسلحون مجهولون امس السبت على أحد مراكزها في محافظة حلب.

وأوردت المنظمة على حسابها في موقع «تويتر» أن: «مجموعة مسلحة مجهولة داهمت مركز الدفاع المدني في بلدة تل حديا في ريف حلب الجنوبي، وأطلقت النار مباشرة على متطوعينا، قتلت 5 منهم وأصيب اثنان آخران بجروح».

من جهته، قال مدير مركز الحاضر أحمد الحميش إن المجموعة: «هاجمت مركز الحاضر قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل وقتلت 5 من العناصر المناوبين بعدما عصبت عيونهم، فيما أصيب اثنان آخران بجروح وتمكن عنصران آخران من الهرب».

ولم يتم التعرف على ملامح المسلحين، وفق الحميش «إذ كانوا ملثمين، وفروا بعدما سرقوا بعض العتاد وآلية للمركز ومولدات كهربائية».