1345738
1345738
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: أمراض الحلق.. صفتها وعلاجها

26 مايو 2018
26 مايو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى انه هو الشافي والمعافي وانه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم..

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض الحلق) ومنها (الخوانيق والذبحة) وعلامتها ورم حار يعرض لعضل الحنجرة وان كان عضلها الخارج كان اقل رداءة وأسلم. وان كان في العضل الداخل قبل الخوانيق الكلبي وهذا النوع من الخوانيق الكلبي وهذا النوع من الخوانيق لا يكاد ينجح فيه العلاج. إذا كان زوال فقار الرقبة وكثيرا ما يحدث بالصبيان لضعف رطوبة الفقارات أو من سقطة أو ضربة فإن كان من ذلك السبب وخرج من فيه زبد فما في حياته مطمع.

وعلامات الخوانيق كعلامات الذبحة إلا أنها أشد ولا يمكنه البلع. وإذا اجتهد في الازدراد صعد ما يزدرده إلى ثقب الحنك وخرج من الأنف كانسداد فم المريء.

وأسلم الخوانيق ما ظهر فيه الورم عند فتح الفم او ظهور ورمه إلى الخارج وأرداها ما لم يظهر ورمه عند فتح الفم. وعلامته إن كان من الدم او الصفراء فتح الفم وعسر البلع والتنفس وحمرة العين والوجه وتتبعه حمرة.

وأما (الذبحة) فهو ورم حار في عضل الحلق والمريء فإن عرض في العضل الداخل منع الازدراد وكان ذلك رديئا وان كان في العضل الخارج كان اقل رداءة ويتبعها عسر النفس وانتصابه وحمّى ونقصان الصوت ووجع وحمرة العنق والوجه وتمدد وعسر البلع وغؤور العينين. والعلاج بأن يستفرغ بفصد القيفال وبالحنقة ويغتذي بالحساء المعمول من قطاعة الحواري وسكر طبرزد ودهن لوز أو ماء الشعير المطبوخ فيه عدس.

أو بعد خروج الدم دفعات عدة قليلا قليلا يغرغر بماء لسان الحَمَل أو ماء ورد وماء الرمان او ماء البقلة او بماء ورد قد نقع فيه سمّاق وعدس مسحوقا ناعما مقشرا. أو يؤخذ خرء كلب قد أكل الطعام ثلاثة أيام جزء، عفص وصعتر بالسوية يدق وينفخ في حلقه بعد نخله ويطلى به من داخل بريشة أو يؤخذ التين أو شحم الغنم وخمير. فإذا نضج ولم ينتفخ فينفخ في الخلق الأشياء القابضة دفعات متتابعة كالعفص والجلنار وقشور الرمان. فإذا انفجر الورم فيغرغر بدهن بنفسج وماء حار ثم ببيضة مضروبة بماء ودهن ورد ودهن لوز ونشا وكثيراء ويتحسى الحساء المتخذ بماء النخالة.

ومما عالجنا به الفصد من القيفال من اليد ووضع المحاجم على جوانب النقرة وحجامة الساقين وبين الثديين بشرط او بغير شرط وكل ذلك إذا كانت القوة قوية. او يغرغر بالخل المطبوخ فيه قشر الزمان المدقوق ناعما صباحا ورواحا والحقن نافعة أيضا.

وزعم جالينوس أن مرارة الثور إذا تحنك بها نفعت من العارض من النوازل وسقوط اللهاة. وكذلك مرارة الضأن أيضا مجرب.

ومما اخترعناه في زماننا؛ استعمال الكيّ إذا لم تنجب فيه الأدوية على موضع الورم عند الوجع في الحلق وتحت الأذنين ودور الرقبة إلى قدام من الحقن وفصد القيفال من اليد ووضع المحاجم فإن اشتد الأمر وضاق الحلق جدا فليؤخذ حرمل.

وبذر الفجل وخيل ومر وبورق أرمني ونوشادر اجزاء سواء فرادى او مجموعة تسحق مثل الكحل وتنفخ في الحلق.

وإن اشتد البلغم فانصب المحجمة على الرقبة فإنه ينفتح ما دامت المحجمة عليه، واسقه ماء الشعير. والعرفان اللذان تحت اللسان فافصدهما بعد فصد القنفال فإن ظهر الورم في الفم فاشرطه بعد الفصد.

ويكون أيضا من صفراء، وعلامته أن لا يكون معه ورم من شدة الاختناق مع ماء الدموي ويكون العطش والتلهب والوجع شديد، وعلاجه بعد الفصد يتغرغر بما ذكرنا ويسقى ماء الشعير وبزر قطونا وماء البطيخ الهندي ومداومة الغرغرة.

وإن كان أيضا من بلغم وعلامته كثرة سيلان اللعاب وقلة الوجع مع ضيق البلع؛ وعلاجه التغرغر بماء العسل وقد يجعل في الرطل أوقية خردل بالسكنجبين وربما حدثت الخوانيق بعقب ضربه على العنق. وعلاجه الفصد وسائر ما في باب الخوانيق الدموي.

وأما بحح الصوت سببه زيادة خلط بلغمي في قصبة الرئة، وعلاجه أكل الزنجبيل المربى بالعسل وأكل الفانيذ واجتناب الحوامض والألبان فإنه مجرب.

او ماء الكرفس ونوشادر، يترك فيه حتى ينحل النوشادر ويتغرغر به. أو ماء الفجل يتغرغر به كل يوم ينطلق صوته او فلفل وحلتيت وخردل أجزاء سواء يعجن بالعسل ويؤخذ منه مثل البندقة على الريق. وكذلك اذا شوي البصل والثوم وأكلا صفى الصوت ونفع.

وفي المخطوط علاجات لأمراض عديدة تصيب الحلق كافتكاك اللحي عند التثاؤب وكذلك الغريق والمخنوق بالحبل قبل فوت الروح.