روضة الصائم

عِشْ الضياء

25 مايو 2018
25 مايو 2018

اختيارات: منار العدوية -

(المتكَبرُ)

ذكر في القرآن مرة واحدة

‏}هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ المتكَبرُ سُبْحَان اللّه عمّا يشْرِكون { الحشر23

المعنــى:

الذي تكبر بربوبيته فلا شيء من صفات الخلق مثله، وهو المتكبر سبحانه على كل سوء. وهو الذي له الكبرياء والسلطان والعظمة في السماوات والأرض.

من واقع الحـــياة:

ما أجمل خشوعنا وخضوعنا لرب كبير متكبر، فلا نكون من المتكبرين الذين يرفضون الانقياد لأوامره وعبادته لأن نهايتهم إلى الهلاك، فالكبر كان من أسباب طرد إبليس من رحمة الله.

لا نترفع ولا نتكبر عن طلب العلم والسؤال عنه والجلوس بين يدي العلماء، ولكن لنتكبر ونترفع عن الشهوات والمعاصي.

السيرة النبوية الشريفة:

إعادة بناء الكعبة:

بعد تمام الهدم أخذت قريش تعد العدة لبنائها، فجمعت كل قبيلة حجارة البناء التي تبني بها جهتها، وأعدوا لذلك نفقة طيبة، فقد اجتمعت كلمتهم على ألا يدخلوا في بنائها مالا من كسب حرام عملا بنصيحة أبي وهب عمرو بن عابد، فقد قال لهم: يا معشر قريش، لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبا. وأبو وهب هو خال أبي النبي الكريم.

وقد عزمت قريش على جعل سقف للكعبة من الخشب، فجاءتهم الأخبار أن سفينة قد تحطمت على ساحل جدة فذهبوا إليها في جماعة منهم الوليد بن المغيرة، فاشتروا تلك الأخشاب، وتعاقدوا مع نجار اسمه (باقوم).

أخذت القبائل القرشية تبني، كلٌّ في جهتها حتى وصلوا إلى موضع الحجر اختلفوا اختلافا كبيرا فيمن يرفع الحجر الأسود ويضعه في مكانه، فكل قبيلة تريد رفع الحجر الأسود، ووضعه في مكانه، ووصل الخلاف بهم إلى حدِّ الاستعداد للقتال، حتى أن بني عبدالدار قربت جَفنَة « إناء» مملوءة دما، ثم تعاقدوا هم وبنوا عدي بن كعب على الموت في سبيل رفع الحجر إلى موضعه، وخصوصا أنهم كانوا يعملون في شِقَّ الحجر، فكيف ينازَعون في رفع الحجر الأسود وهو في نصيبهم في البناء؟

أحضروا جفنة الدم وغمسوا فيها أيديهم، إشارة منهم على عدم تنازلهم عن رفع الحجر الأسود إلى موضعه حتى الموت، وبقيت قبائل قريش في هذا الخلاف أربع ليال أو خمس ليال، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتشاورا، واجتمعت كلمتهم على رأي أبي أمية بن المغيرة، الذي كان في ذلك الوقت أكبر قريش سنّا، وكان رأيه أن يُجْعَلَ حَكَمًا بينهم أولُ داخل عليهم من باب المسجد، فقال لهم أبو أمية: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه، ففعلوا.

وكان أول داخل عليهم رسول الله

فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، فلما وصل إليهم أخبروه بأمرهم، فقال رسول الله:«هلم إلي ثوبًا»، فأُتي له بثوب، فأخذ الحجر فوضعه على الثوب بيده، ثم قال: لِتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعًا، فرفعوه جميعا، فلما وصلوا به إلى موضعه، أخذه رسول الله بيده الشريفة فوضعه في مكانه، فانطفأت نار الحرب التي كادت تكون بين القبائل القرشية.

بَنَتْ قريش الكعبة وبقي شيء منها لم يُبْنَ- وهو المعروف بالحطيم-، وسبب إدخاله في الكعبة أن النفقة التي جمعوها من الكسب الحلال قد قَصُرت عليهم، وجعلوا له جدارًا قصيرا ليكون علامة على أن ذلك الجزء من الكعبة المشرفة.