استعدادات متكاملة للتعامل مع الحالة المدارية

على مدى الأيام الأخيرة ، ومنذ بدء تكون المنخفض الجوي المداري العميق في بحر العرب ، حرصت الجهات المعنية ، سواء الهيئة العامة للطيران المدني ، والمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة ، واللجنة الوطنية للدفاع المدني ، أو غيرها من الجهات الرئيسية والمساندة ، على متابعة كل ما يتعلق بالمنخفض الجوي المداري العميق وتطوره واتجاهات حركته وسرعة السحب المصاحبة له ، وذلك على مدار الساعة ، والبدء في تنبيه المواطنين والمقيمين إلى هذه الحالة المدارية وتطوراتها ، خاصة في المحافظات التي قد يقترب من سواحلها ، للاستعداد لما يمكن أن يصاحب ذلك من أمطار غزيرة ، وارتفاع في أمواج البحر ، ورياح وغيرها ، حرصا على سلامة المواطنين والمقيمين ، خلال مرور هذه الحالة المدارية بأجواء السلطنة .

وفي الوقت الذي أظهرت فيه متابعات المنخفض الجوي وخرائط الطقس ، تطور المنخفض المداري العميق في بحر العرب إلى عاصفة مدارية تحمل اسم «مكونو» ، وأن سرعة الرياح حول مركزها تتراوح بين 34 و40 عقدة ، ويبعد مركزها نحو تسعمائة كيلومتر عن مدينة صلالة ، فإن كتلة السحب المصاحبة تبعد نحو أربعمائة كيلومتر وذلك قبل أكثر من 24 ساعة ، وهو ما يعني اقتراب كتلة السحب من سواحل محافظتي ظفار والوسطى اعتبارا من صباح اليوم الخميس ، مع احتمال هطول أمطار متفرقة اعتبارا من صباح اليوم ، وزيادتها إلى أمطار رعدية غزيرة ، مصحوبة برياح نشطة إلى شديدة السرعة يومي الجمعة والسبت ، كما يكون البحر هائج الموج على سواحل محافظتي ظفار والوسطى .

جدير بالذكر أن اللجنة الوطنية للدفاع المدني تتابع ، بالتنسيق مع المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بالهيئة العامة للطيران المدني ، ومع الجهات والمراكز الأخرى المتعاونة ، خرائط الطقس والبيانات المتجددة حول العاصفة المدارية «مكونو» والمسارات المتوقعة لها ، ومختلف الاحتمالات الخاصة بها أولا بأول ، واتخاذ الإجراءات الضرورية للتعامل مع كل الاحتمالات ، بما في ذلك التنبيه عبر مختلف وسائل الإعلام ، ومناشدة المواطنين والمقيمين اتخاذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الوديان أثناء جريانها ، وتجنب نزول البحر، ومتابعة النشرات الجوية والالتزام بما قد تتضمنه من إجراءات للحفاظ على سلامة المواطنين في المناطق التي تمر بها العاصفة المدارية .

وبالنظر إلى أن السلطنة تمتلك في الواقع خبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه الحالات المناخية ، أعاصير وعواصف ومنخفضات جوية وغيرها ، فإن المنظومة الوطنية ، والتي تضم مختلف الجهات المعنية بالتعامل مع هذه الحالات مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات التي قد تصاحب العاصفة المدارية «مكونو» ، كما أن المواطنين والمقيمين، الذين أظهروا دوما استعدادا وتعاونا كبيرا ، سواء فيما بينهم ، أو مع الجهات المعنية للحد من أية تأثيرات لهذه الحالات الجوية ، مستعدون دوما وبأقصى درجات التعاون والاستجابة لما تطرحه الجهات المعنية ، والالتزام كذلك بإجراءات السلامة ، حتى تمر هذه العاصفة بسلام إن شاء الله .