برنامج «تقدر» يفتح افاقا واسعة أمام الباحثين عن عمل ويعزز المهارات لدخول السوق

رحمة الكلبانية/  وفر برنامج “تقدر” الذي تنظمه مؤسسة رؤية شباب والذي يندرج تحت مظلة برامج الاستثمار الاجتماعي لشركة بي. بي. عُمان 16 فرصة تدريبية ووظيفية في تخصصات مختلفة شملت التسويق والمالية وتقنية المعلومات وخدمة العملاء والهندسة الميكانيكية والهندسة الكيميائية وأيضا هندسة النفط والغاز للمشتركين في البرنامج وما يقارب ستة فرص توظيف في عدة تخصصات كانت أغلبها في مجال التسويق والموارد البشرية وتقنية المعلومات.

ومرالمشتركون في برنامج “تقدر” بمراحل وتحديات عديدة بأسلوب يجمع بين المناقشة والمنافسة من خلال ورشات تدريبية فاعلة، علاوة على تحديات ميدانية ساهمت في تعزيز قيمة العمل الجماعي ومهارة حل المشكلات والثقة بالنفس لدى المشاركين.

وشهد البرنامج تسجيل 475 مشاركا تم اختيار 150 شخصا منهم للمرحلة الأولى، حيث خضعوا لورش تدريبية مختلفة تحت متابعة وتقييم لجنة مختصة، ثم تأهل عقب ذلك 11 مشاركاً الى مرحلة التدريب العملي الذي امتد إلى ثلاثة أشهر في إحدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع وجود مشرفين من شركات كبرى لإرشادهم، كما عمل المشاركون على مشاريع وحلول لأبرز ما تحتاجه المؤسسة التي يتدربون فيها سواء في المجال التسويقي أو المالي أو الإداري أو غير ذلك.

وتهدف مؤسسة رؤية الشباب من خلال هذا برنامج إلى دعم وتأهيل الكفاءات العمانية، وتعزيز فرصهم الوظيفية عبر صقل مهاراتهم بطرق عملية وعلمية مبتكرة، علاوة على إثراء المفاهيم السائدة حول مواضيع التخصص الوظيفي والتدرج المهني واختلاف بيئات العمل.

وقالت وفاء السعيدية متدربة في شركة إكسيم للاستشارات الإدارية وإحدى المشاركات في البرنامج: “ كان لمرحلة العمل على المشاريع الأثر الأكبر في صقل مهارات المتدربين، حيث ساهمت في إكساب المتدربين مهارات عملية من خلال تنفيذ خطط فاعلة في المشاريع التي انجزوها”.

وذكرت نوف اللمكية إحدى المشاركات في “تقدر” : “أصبح الحصول على وظيفة مرموقة هاجس يؤرق الكثيرين، كما ان الغالبية العظمى يبحث عن وظيفة في المؤسسات الكبيرة ولا يركز على أهمية العمل في المؤسسات الصغيرة”. وأضافت اللمكية”: إن تغيير الفكر ليس بالأمر اليسير وعلى الرغم من ذلك كان لا بد من أن تكون هناك مبادرة شبابية كالتي قادتها مؤسسة رؤية الشباب لتطوير أساليب ومفاهيم البحث عن وظيفة”.

واختتمت المؤسسة البرنامج بحفل اقامته مؤخرًا بفندق سندس روتانا تحت رعاية جوخة بنت عبد الله الشكيلية المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة بوزراة التعليم العالي، بحضورممثلين من بي. بي. عُمان وعدد من الرؤساء التنفيذين والمدراء من مختلف المؤسسات.

وقالت المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة بوزراة التعليم العالي ل”عمان” بأن البرنامج مميز و يمثل حلقة وصل متميزة ومتفردة بين قطاع العمل والباحثين عنه وبأنه تفرد عن غيره كونه عرض قضية الباحثين عن عمل والتي تعد حديث الساعة بطريقة إيجابية ومختلفة. وأرجعت الشكيلية سبب نجاح المبادرات التي تقوم بها مؤسسة رؤية شباب إلى أنها تنطلق من الشباب وتستهدف الشباب أنفسهم، وأوصت الشركات بأن تدعم مثل هذه المبادرات والبرامج وإن كانت صغيرة والأخذ بيد الشباب والإيمان بهم والاستثمار في الكادر الوطني.

وقالت مريم العامرية الرئيس التنفيذي لمؤسسة رؤية الشباب بأن برنامج “تقدر” كان قد فتح لهم العديد من الآفاق حول قضية الباحثين عن عمل، وساهم في تأسيس الطلبة الباحثين عن عمل من خلال تعزيز مهارات العمل التي يتطلبها السوق عبر التطبيق العملي وليس التلقين التقليدي فقط. وأضافت:” يملك برنامج “تقدر” القابلية للتطور والتوسع وأيضا التطبيق في الكليات والجامعات لإكساب الطلبة المهارات الضرورية لمواجهة تحديات سوق العمل”.

وأوصت العامرية الشركات والقائمين في قطاع العمل باعطاء الشباب العماني الفرصة لإثبات امكانياتهم وقدراتهم وبأن تضعهم موضع تحدي واختبار حتى في خارج دائرة معارفهم وتخصصاتهم ليروا ويرى الشباب أنفسهم حدود امكانياتهم وطاقاتهم اللامحدودة.

وحول الاسباب التي دفعت شركة بي. بي. عمان لدعم البرنامج، قالت شمسة بنت أحمد الرواحية مسؤولة برنامج الاستثمار الاجتماعي بالشركة: “يعكس برنامج “تقدر” سعي الشركة لإكساب الخريجين والباحثين عن عمل القدرات والمعارف التي تعزز فرص دخولهم سوق العمل بفاعلية واقتدار، وبالتالي دعم الجهود المتواصلة التي تبذلها السلطنة لتعزيز الفرص الوظيفية للباحثين عن عمل، ويجسد نجاح البرنامج إيماننا في الشركة بأهمية الاستثمار في مثل هذه المبادرات التي من شأنها تطوير الكفاءات الوطنية للقيام بدورها في مسيرة التنمية الشاملة في السلطنة، ونبارك لمؤسسة رؤية الشباب على النجاح الباهر الذي حققه البرنامج”.

الجدير بالذكر أن برنامج تقدر يأتي بالتعاون مع مركز التوجيه الوظيفي بجامعة السلطان قابوس والجمعية العمانية للموارد البشرية، وتهدف مؤسسة رؤية الشباب عبر برامجها المختلفة إلى إكساب الشباب مهارات تنمية الذات وتطويرها، وتسعى لإشراكهم في القضايا المجتمعية، وتوعيتهم بأهمية العمل الاجتماعي التطوعي من خلال تقديم برامج متخصصة بالتعاون مع مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص.