نخيل عمان: «النغال» .. لا يستغرق انتقال سكريات تمرها في الدم ووصولها إلى أعضاء الجسم إلا دقائق معدودة

عددها يقارب 657498 نخلة موزعة على جميع ولايات السلطنة -

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

قال الله عز وجل: «يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون»، لقد ورد ذكر النخلة في القرآن الكريم عشرين مرة، كما تكرر ذكرها في السنة النبوية المطهرة ومنها ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلَّم جلوس، إذا أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من الشجر لَمَا بركته كبركة المسلم)، فظننت أنه يعني النخلة، فأردت أن أقول: هي النخلة يا رسول الله، ثُمَّ التفتُّ فإذا أنا عاشرُ عشرة، أنا أحدثهم فسكت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة).»

وعلميا يعتبر التمر من أغنى أنواع الفاكهة بالسكريات الطبيعية وأرخصها وأكثرها على مدار السنة.. والسكريات فيه (الجلوكوز) تصل إلى نسبة 70% من مكوناته.. وهي سريعة الامتصاص وسهلة التمثيل في الجسم، حيث تمدُّ الجسم بطاقة قدرها 3470 سعرًا حراريًّا لكل 1 كجم.. وذلك إثر تناوله بوقت قصير. للنخلة في السلطنة مكانة خاصة وما تجود به من تمر لذيذ يعتبر الفاكهة الدائمة على المائدة العمانية في مختلف المناسبات الاجتماعية.

أنواع عديدة وكثيرة من التمور توجد في السلطنة، نرصد بعضها من خلال (المديرية العامة للبحوث الزراعية-مركز بحوث النخيل-وزارة الزراعة والثورة السمكية).

ونود ان نشير من خلال ملحق (روضة الصائم) الى بعض من أصناف نخيل التمور في السلطنة وصنف اليوم (النغال).

يعتبر صنف النغال أحد أكثر تلك الأصناف انتشارا حيث يبلغ عدد الأشجار - حسب إحصاءات وزارة الزراعة والثروة السمكية 2017 - ما يقارب 657498 نخلة موزعة على جميع ولايات السلطنة مثل ولاية الرستاق (بما يقارب 60 ألف نخلة) وولاية عبري (54 ألف نخلة) ثم محضة (أكثر من 40 ألف نخلة). يبلغ متوسط إنتاج النخلة الواحدة حسب المصدر المذكور أعلاه 54.23 كجم، و بلغ إنتاج السلطنة منه 35655 طنا مما يمثل 9.88 % من مجموع إنتاج السلطنة من التمور.

يعتبر النغال من الأصناف التجارية المبكرة إذ تبدأ بشائره في الظهور خلال شهر مايو في بداية الصيف. يبلغ طول العرجون (العذق) في هذا الصنف 123 سم بينما يبلغ عدد الشماريخ في العذق 95 شمروخا ويبلغ طول الشمروخ 38 سم حاملا ما يقارب 21 زهرة لكل شمروخ.

ويكون لون ثمار النغال أصفر مخضرا خلال مرحلة البسر ثم يتحول تدريجيا إلى اللون البني الفاتح خلال مرحلة الرطب وأخيرا إلى البني الغامق خلال مرحلة التمر وشكل الثمرة بيضاوي مستطيل مع تحدب قليل والقمع مفصص منخفض أصفر اللون. يبلغ وزن الثمرة 9.2 جم وطولها 4.5 سم وعرضها 2.1 سم . أما بالنسبة لمتوسط وزن البذرة فيبلغ 1 جم والطول 3 سم والعرض 0.6 سم ويكون النقير وسطيا ويبلغ متوسط طول العرجون 110 سم.

يعتبر النغال من الأصناف الطرية فتمره يحتوي على السكريات الأحادية (الجلوكوز و الفركتوز) التي تشكل حوالي 83.7% من الوزن الجاف، و تعتبر السكريات الأحادية الأسهل امتصاصا والأسرع انتقالا للدم مباشرة، ولا يستغرق امتصاص هذه النوعية من السكريات وانتقالها في الدم ووصولها إلى أعضاء الجسم المختلفة إلا دقائق معدودة. كما يحتوي إضافة للسكريات عناصر غذائية أخرى مثل البروتين 2.38 - 4.3 % و الدهون (الليبيدات) 0.24 - 0.61% و البكتينات 2.76 - 5.64%.

يحتوي صنف النغال على نسبة رطوبة تبلغ 65.80% و نسبة 24.4% من المواد الصلبة الذائبة الكلية في مرحلة البسر بينما يحتوي على 44.08% من الرطوبة و 57.23% من المواد الصلبة الذائبة الكلية في مرحلة نصف الرطب و 38.80 % من الرطوبة و 68.15% من المواد الصلبة الذائبة الكلية في مرحلة الرطب الكامل. أما في مرحلة التمر فيحتوي صنف النغال على رطوبة تبلغ 20.16% و 84.32% مواد صلبة ذائبة كلية.

كما تحتوي ثمار صنف النغال على ما نسبته 1.72% من العناصر المعدنية (الرماد) مثل البوتاسيوم (720 - 920) و الفوسفور ( 5.05 – 62.1) و المغنسيوم (33.2 - 37.7) و الحديد (1.11 - 1.72) و الزنك (0.17 - 1.32 و النحاس (0.35 - 1.72) و المنجنيز (1.27 - 1.99) و الصوديوم (5.1 - 5.9 ) ملجم لكل 100جم من الوزن الجاف.