1333999
1333999
روضة الصائم

نبهان المعمري: نلت القبول بمدرسة الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي في نزوى 1947

19 مايو 2018
19 مايو 2018

درس القرآن على يد أخيه الأكبر وبرع في العديد من العلوم ولم يشتغل بالتأليف -

تنقل طلبا للعلم والرزق في بعض ربوع السعودية وعاد إلى عمان في 1961 ليعمل في التجارة -

أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي -

منذ فترة ليست بالقصيرة كان يراودني شغف الالتقاء بإحدى القامات العالية التي تربت في التربة العمانية المباركة التربية الرفيعة التربية القائمة على الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والعلم النافع الذي يجني منه صاحبه خيري الدنيا والآخرة تلك القامة تتمثل في الشيخ العالم اللغوي نبهان بن سيف بن سالم المعمري .. أحد تلامذة الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي ..

نسقت لهذا اللقاء عن طريق ابن أخ الشيخ ويسمى (هلال بن سليمان بن سيف المعمري)، وهو زميل قديم في المؤسسة؛ إذ خدم في المؤسسة قرابة 40 عاما..

طرقنا بيت عالمنا الجليل (المعمري) لنتشرف بلقائه والاستماع إلى حديثه وذكرياته، وما أفاض الله عليه من توفيق في طلب العلم الذي تلقاه بمشقة وتعب وعناء وبعد مسافة .. في ذلك الزمن الذي عاش فيه .. ما هي إلا لحظات حتى تلقانا بنفسه تكسوه حلل بيض مباركات عند باب بيته وصافحنا وطلب منا الدخول في مجلس منزل ابنه (يونس) المعلم بإحدى المدارس الحكومية في السلطنة.. وكما هي عادة كل عماني معتز بتقاليده وقيمه وأخلاقه ناشدنا عن (العلوم) وسألنا عن أسمائنا وجهة السكنى ..

بدأنا الحديث مع الشيخ اللغوي عن مشواره في طلب العلم، فأجابنا بأنه بعد وفاة والده وهو في سن الخامسة .. درس القرآن الكريم على يد أخيه الأكبر (سليمان) و(تلقين الصبيان وجوهر النظام) للإمام السالمي رحمه الله تعالى .. حيث كان يدرس القرآن في (الحيلين)، وذلك بعد أن توفي والده وهو في عمر الخامسة.

وهو في بداية (العقد الثالث) قصد وأخوه (علي) مدرسة الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي .. إذ خرجا من قرية الحيلين ميممين شطر نزوى مدينة العلم والتاريخ – كما وصفها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- في احتفال العيد الوطني الذي أقيم في تلك المدينة..

وذكر لنا الشيخ نبهان كيف كانت الطريق وعرة وكم من المسافات والجبال والوديان التي قطعوها وأخوه (علي) للوصول إلى مدينة العلم والتاريخ وكيف كان تعامل الناس الذين التقوهم وهم في الطريق من أهل البلدات التي مروا عليها ومساعدتهم لهم ووصف الطريق لهم حتى يصلوا إلى المكان الذي يستطيعون فيه الالتقاء بالإمام الرضي ليحظوا بشرف نهل العلم منه ..

بعد وصولهم إلى مبتغاهم وإيصال الفكرة الحقيقة لقدومهم إلى نزوى إلى أعوان الإمام رحمه الله، وهي طلب العلم بأنواعه، في مدرسة الإمام.. وبعد أن تم إكرامهم وإيواؤهم في بيت الضيافة.. واختبارهم بطريقة غير مباشرة لمعرفة مدى جدهم ومستواهم الفكري والذهني تم قبولهم..

فبدأ بنهل العلم عن الإمام الرضي الخليلي وكان ذلك (1373هـ - 1947م) وكان يسأله عن المشكل من المسائل .. كما تلقى العلم هناك عن عدد من العلماء فقد أخذ تلقين الصبيان عن الشيخ مرزوق بن محمد المنذري السعالي، والنحو عن الشيخ حمود بن زاهر الكندي، والفقه والميراث عن الشيخ سالم بن سيف البوسعيدي، والشيخ منصور بن ناصر الفارسي والشيخ أبي الحسن سفيان بن حسن..

ويذكر الشيخ المعمري أنه عاصر عددا من العلماء الفطاحل كالشيخ محمد بن سالم الرقيشي والشيخ خلفان بن جميّل السيابي، والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري..

ولم يفت الإمام الرضي الخليلي عليه رحمة الله الاستفادة من الشيخ المعمري إذ ولاه العديد من الوظائف، ومن بينها (جباية الزكاة) من بعض المحافظات كالداخلية والشرقية والظاهرة..

استمر الشيخ المعمري عند الإمام الرضي الخليلي حتى وفاة الإمام (الاثنين 29 شعبان 1373هـ - 1953م).

طلب العلم والرزق

بعد وفاة الإمام الخليلي سافر الشيخ المعمري إلى السعودية لمزيد من العلم فأناخ رحاله في الدمام، وبعدها توجه إلى الدراسة بمدرسة في الرياض يقوم عليها الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار النجدية آنذاك، واستمر أربعة أشهر ينهل من علوم الفقه والميراث والنحو وغيرها من العلوم ليحصل على شهادة دراسية..

بعدها توجه –كما قال– إلى مكة المكرمة، فأقام بها مجاورا بيت الله الحرام يتدارس العلم مع من كان برفقته.

بعد مدة من الزمن توجه الشيخ نبهان المعمري للعمل في بعض الأعمال الخاصة بسكك الحديد في (الخرج) شرق الرياض واستمر فيها مدة سنة ونصف.

بعدها انتقل إلى (الدمام) وفتح محلا تجاريا فيها، ثم انتقل إلى (الخبر) ومارس أيضا التجارة.

عودة إلى الوطن

رأى أن يعود إلى عُمان في (1381هـ/‏‏‏1961م)، واستقر في ودام الغاف بالمصنعة حيث أخوه الأكبر حمد، وعاود ممارسة التجارة التي كان قد خاض تجربتها في السعودية.

مع بداية النهضة في (1390هـ/‏‏‏1971م) عين مدرسا لمادة التربية الإسلامية في مدرسة (الإمام الصلت بن مالك)، وكانت أول مدرسة افتتحت في المصنعة في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، واستمر في مهنة التدريس مدة 18 عاما. وكان قد عرض عليه القضاء أكثر من مرة إلا أنه رفض ذلك تورعا. وفي (1409هـ/‏‏‏1989م) أحيل إلى التقاعد.

لدى الشيخ نبهان المعمري مكتبة عامرة في منزله بـ(ودام الغاف من أعمال المصنعة).

برع المعمري في العديد من العلوم، وتعمق في اللغة إلا أنه لم يشتغل بالتأليف.