1337594
1337594
روضة الصائم

اجتماع على مائدة الإفطار فرصة عظيمة لبناء الشخصية المسلمة المثالية في نفوس أولادنا

18 مايو 2018
18 مايو 2018

أهمية الوقت لأولادنا في رمضان -

إعــــداد: مروة حسن -

لقد أودعنا الله تعالى نعمة من أجل النعم وأعظمها ألا وهي الذرية «الأولاد» وهي هبة من المنعم سبحانه وتعالى ما أعظمها وما أجلها، وقد جبل الإنسان على حب هذه النعمة من أولاد وذرية، لذا يجب على من رزقه الله تعالى بهذه النعمة أن يرعاها حق رعايتها، وأن يؤدي حقها عليه، فيجعل من أولاده ذرية طيبة، ينتفع بهم المجتمع والوطن والأمة جمعاء، ولا يتحقق هذا النفع إلا إذا بذل الوالدان أكبر جهد وطاقة ليخرجا من أبنائهما هذا النموذج الطيب للمجتمع، وذلك من خلال حسن التربية والتعليم، فهما أهم مسؤولية ملقاة على عاتقهما، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، ...»، وأولى هذه المراحل بل أهمها أن يشارك الأبوان أبناءهما معهما في العبادة والطاعة، وبالأخص المواسم منها، كشهر رمضان المبارك،، وأول ما يجب أن يتعلمه الطفل في هذا الشهر الفضيل ، أهمية الوقت وعن هذه القيمة المهمة يحدثنا الشيخ محمود عدلي الشريف (إمام جامع محمد الأمين) قائلا: مما لا شك فيه أن كل مسلم يهتم بوقتين أساسيين في شهر رمضان ألا وهما وقت الإفطار ووقت الإمساك، وما يفرق بين الإمساك والإفطار إلا ثانية واحدة، إذن فالفرق بين الإمساك والإفطار وقت قليل جداً، ولا شك أن أبناءنا يشاركونا هذه اللحظات الحاسمة كل يوم، من هنا يمكن لنا أن نعلمهم أهمية الوقت في حياتهم، عملا بقول نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم فيما جاء عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ. خاصة ونحن نعيش هذه الطفرة العلمية التي جعلت بين أيدي أبنائنا أجهزة الهواتف الحواسيب وغيرها مما يشغلهم عن واجباتهم، وقد تشغلهم عن والديهم، بل وعن أنفسهم أحيانا، وبدلا من أن تصبح هذه الأجهزة نعمة تتحول حينها إلى نقمة.

ويضيف إمام جامع محمد الأمين الشيخ محمود عدلي: إذن في شهر رمضان المبارك نخرج من هذه الأزمة لتعليم أبنائنا قيمة الوقت وأهميته، وأن كل ثانية تمر على الإنسان في ما لا فائدة فيه وما لا جدوى منه، فهو مسؤول عنها ومحاسب عليها بين يدي الله عز وجل كما سبق في الحديث ولا نقصد من وراء ذلك أن نلقي بهذه النعم عرض الحائط، أو أن نحرم أولادنا من تقدم علمي يستفيد منه البشر، بل لا إفراط ولا تفريط، وقد حرص الرسول- صلى الله عليه وسلم- في تربيته لأصحابه على التوسط بإعطاء كل شيء حقه، فالنفس لها حظها من العبادة والطاعة ولها حظها من الترويح والراحة، لذلك وجب على الآباء أن يجعلوا أبناءهم في مسايرة دائمة لتقدم العصر، شريطة أن لا يزحزحهم ذلك عن ثوابت دينهم وعقيدتهم، عملا بما يرضي الله واقتداء برسوله الكريم صلي الله عليه وسلم، وخاصة أهم شيء في حياتهم وهو الوقت الذي نعيش أهميته عمليا في شهر الصيام، فأنت أيها الأب، ويا أيتها الأم إن لم تعلما أولادكما في شهر رمضان أهمية الوقت وعدم تضييعه، فمتى تعلمانهم؟ مستغلين تلك السمة الخاصة والميزة المعينة لشهر رمضان من الحرص على اجتماع الجميع على مائدة الإفطار هذا لا شك هو فرصة عظيمة لبناء الشخصية المسلمة المثالية في نفوس أولادكما .

سؤال وجواب

  • س: ما هي أطول آية في القرآن؟

    ج: آية الدين الموجودة في سورة البقرة وهي الآية رقم 282.