1340352
1340352
العرب والعالم

كوريا الشمالية تهدد بإلغاء القمة مع أمريكا وواشنطن تأمل بانعقادها

16 مايو 2018
16 مايو 2018

سول وصفته بالقرار الـ«مؤسف» وبكين تطالب بمواصلة جهود السلام -

عواصم-(وكالات): أكد البيت الأبيض أمس أن واشنطن لا تزال «تأمل» بانعقاد القمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، رغم تهديدات بيونج يانج بإلغائها.

وفي عودة مفاجئة إلى خطابها التقليدي بعد اشهر من تقارب دبلوماسي في شبه الجزيرة الكورية، هددت بيونج يانج أمس بإلغاء القمة المرتقبة إذا ضغطت واشنطن عليها من أجل التخلي عن ترسانتها النووية في شكل أحادي.

وقال نائب وزير الخارجية كيم كي غوان، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، «إذا ما حاولت الولايات المتحدة التضييق علينا وإرغامنا على التخلي عن السلاح النووي من جانب واحد، فلن نبقى مهتمين بحوار من هذا النوع».

كما ألغت كوريا الشمالية لقاء رفيع المستوى مع كوريا الجنوبية احتجاجا على المناورات العسكرية السنوية التي تجريها سيول وواشنطن، معتبرة أنها «استفزاز».

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز ان واشنطن لا تزال تأمل بانعقاد القمة. وقالت لشبكة فوكس نيوز، «لا يزال لدينا أمل بأن اللقاء سيعقد ونواصل التحرك في هذا الاتجاه، لكن في الوقت نفسه نحن مدركون أن المفاوضات قد تكون صعبة». وأضافت :الرئيس جاهز في حال انعقاد الاجتماع.

وإذا لم يتم ذلك فسنواصل ممارسة حملة الضغوط القصوى التي نطبقها». وتطالب واشنطن بتخلي كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية «في شكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه». غير أن بيونج يانج لم تفصح حتى الآن عن التنازلات التي تقترحها باستثناء التزامات بشأن نزع السلاح النووي في «شبه الجزيرة الكورية»، وهي صيغة تحمل تفسيرات مختلفة.

وقال نائب الوزير الكوري الشمالي «أعربنا بشكل واضح عن استعدادنا لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، وأعلنّا مرارا أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تضع حدا لسياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية ولتهديداتها النووية، كشروط مسبقة».

وكانت بيونج يانج طالبت بانسحاب القوات الأمريكية المنتشرة في كوريا الجنوبية، وبإزالة واشنطن مظلتها النووية عن حليفتها.

كما هاجم نائب الوزير الكوري الشمالي بشدة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الذي تحدث عن «النموذج الليبي» لنزع السلاح النووي في الشمال.

وقال إنّ هذه «محاولة مغرضة لإخضاع (كوريا الشمالية) لمصير ليبيا والعراق» وأضاف «لا يمكنني أن أكبت غضبي» مبديا «تشكيكا حيال صدق» الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، رفض كيم جونج اون عرض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي زار بيونج يانج مرتين واقترح تقديم مساعدة أمريكية لكوريا الشمالية لقاء نزع سلاحها النووي.

ويرى محللون أن بيونج يانج تسعى بموقفها الجديد إلى إعادة تحديد شروط المحادثات. وقال الأستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية الوطنية الكورية كيم هيون ووك إنه تكتيك دبلوماسي».

وأضاف «يبدو أن كيم جونج أون أرغم على الموافقة على المطالب الأمريكية بـنزع السلاح أولا وأنه يحاول الآن تغيير موقفه بعد تطبيع علاقاته مع الصين».

وقال :«عادت دبلوماسية الحبل المشدود الكورية الشمالية التقليدية، بين الولايات المتحدة والصين». من جهتها أعلنت سول أنها تبلغت بإلغاء المفاوضات الرفيعة المستوى المقررة أمس واصفة هذا القرار بأنه «مؤسف». وأبلغت واشنطن أنها تواصل الإعداد للقمة بين كيم وترامب وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت «سنستمر في التخطيط للقاء». لكن نويرت نفت أن تكون المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية استفزازا، مشيرة إلى أن «كيم جونغ اون قال إنه يتفهم أهمية هذه المناورات». وقالت وزارة الوحدة في بيان إن قرار كوريا الشمالية «مؤسف» ولا «يتفق مع روح وهدف الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين زعيمي البلدين» ، حسبما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء. وأضاف البيان أن حكومة سول لا تزال ملتزمة بإعلان بانمونجون الذي تم التوصل إليه في قمة الكوريتين الشهر الماضي ، وحثت بيونج يانج على العودة إلى المحادثات «في أقرب وقت ممكن». وأوضحت الوزارة في بيان صادر باسم المتحدث باسمها أمس أن « تأجيل كوريا الشمالية المحادثات رفيعة المستوى متعللة بإجراء المناورات العسكرية الجوية المشتركة السنوية بين القوات الكورية الجنوبية والأمريكية بصورة أحادية الجانب، لا يتناسب مع الروح الأساسية لإعلان بانمونجوم الذي اتفق عليه زعيما البلدين يوم 27 أبريل الماضي.

إلى ذلك طلبت الصين من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية احترام الجهود المفرحة الأخيرة الرامية إلى تخفيف التوترات على شبه الجزيرة الكورية ولقاء بعضهما البعض في منتصف الطريق، بعد ساعات من تهديد زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون بإلغاء قمة مرتقبة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وقال المتحدث باسم وزارة خارجية الصين، لو كانج، أمس«عندما تواجه عملية التسوية السلمية، في شبه الجزيرة الكورية فرصة مهمة، يتعين أن تلتقي جميع الأطراف المعنية، لاسيما كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ببعضهما البعض في منتصف الطريق وتظهر المودة والاخلاص لبعضها البعض، والعمل معا على تهيئة الظروف الملائمة والمناخ لاجتماع الزعيمين».