عمان اليوم

مناقشة دراسة «إشكاليات التأريخ للأدب العربي» بجامعة السلطان قابوس

15 مايو 2018
15 مايو 2018

تمت في جامعة السلطان قابوس مناقشة رسالة ماجستير بعنوان «إشكاليات التأريخ للأدب العربي دراسة نقدية في فلسفة تاريخ الأدب» للطالب عيسى بن سعيد الحوقاني من قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية.

وعنيت الدراسة بإشكاليّات التأريخ للأدب العربيّ في مختلف مراحله الزمانيّة، إذ تناول الطالب عيسى الحوقاني قضايا النشأة والمفهوم، وكشف عن حظّ الأدب العربيّ من التأريخ في كتب التراث العربيّ، وعن جهود كلٍّ من العرب والمستشرقين في التأريخ للأدب العربيّ، كما تناول المنطلقات الفلسفيّة والأسس النظريّة التي يقوم عليها تاريخ الأدب، وكشف عن ست نظريّات فلسفيّة اتّكأت عليها مناهج التأريخ للأدب العربيّ، وهي: النظريّة البطوليّة، ونظريّة التطوّر (نظريّة النشوء والارتقاء)، ونظريّة الأعراق البشريّة، والنظرية الثقافية، ونظريّة الشّك، ونظريّة الأجناس الأدبيّة.

وقد تناولت الدراسة الإشكاليّات المتعلّقة بمناهج التأريخ الأدبيّ، فكشفت عن الإشكاليّات المتعلّقة بمختلف الأنماط التقسيميّة، وتناولت إشكاليّات التقسيم الزمنيّ بأنواعه الثلاثة: التحقيب الثلاثي (قديم ـ وسيط ـ حديث)، والتحقيب السياسيّ، والتحقيب الثقافيّ، وإشكاليّات التقسيم الفنيّ بأنواعه الثلاثة: التقسيم حسب الأغراض الفنية، والتقسيم حسب الأجناس الأدبيّة، والتقسيم حسب المذاهب أو المدارس الأدبيّة، كما تعرضت إلى إشكاليّات التقسيم الإقليميّ.

كذلك أولت الدراسة عنايةً بالإشكاليّات المتعلّقة بأطراف الخطاب، فكشفت عن الإشكاليّات المتعلقة بمؤرّخ الأدب كخرق أسس المنهج، وعدم تدقيق المعلومات التاريخيّة، وتقليد السابقين، وتغييب الوعي النقديّ، والذاتيّة والتحيّز بأنواعه: الدينيّ، والوطنيّ، والأدبيّ والفكريّ، كما كشفت عن خمسة أنواعٍ من الإشكاليّات المتعلّقة بالمادة المؤرّخة كعروبة النصوص وأدبيّتها وجنسها الأدبيّ، وانتمائها الزمانيّ، والمكانيّ، وتعرضت إلى الإشكاليّات المتعلّقة بالمتلقي فتناولت مظاهر التلقي في كتب تاريخ الأدب العربيّ، وتطرّقت إلى فكرة كتابة «تاريخ التلقّيات» التي نادى بها هانس روبيرت ياوس ومدى إمكانيّة تطبيقها في التأريخ لأدبنا العربيّ، وناقشت الرسالة درجة حضور المتلقي في هذا النمط التأليفيّ، ومدى مشاركته في إنتاج الخطاب.

وتوصلت دراسة الإشكاليّات التي اعترت تواريخ الأدب هذه إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل تجديد كتابة تاريخ الأدب العربيّ وفق تصوّرٍ جديدٍ يلتزم منهجًا واضحًا لا يحيد عنه إلّا إليه، ويبتعد عن التحيّزات الدينيّة والسياسيّة الإقليميّة والثقافيّة، ويلتزم أيضًا الدّقة في تحديد الامتدادين المكانيّ والزمانيّ للحقب التي يُؤرَّخ لأدبها، كما يراعي معايير دقيقةً في تصنيف الأدباء، وتجنيس النصوص، مع أن التاريخ الأدبيّ يشتمل على نصوصٍ مختلفةٍ في أساليبها واتّجاهاتها، وأن يترجم لأدباء متباينين في مستوى إنتاجهم، حتى يتمكّن التاريخ الأدبيّ من تقديم صورةٍ أقرب إلى واقع مسيرة الأدب العربيّ.

وقال عيسى الحوقاني «سعينا في هذه الدراسة إلى اقتراح الحلول في حذرٍ شديد، إذ إنّ الإشكاليّات ـ كما هو معلوم ـ لا توجد لها وصفاتٌ منهجيّةٌ تعالجها علاجًا تمامًا، ولا تعاويذ سحريّة تقضي على مسبّباتها قضاءً لا تقوم لها بعده قائمة، فإشكاليّات التأريخ للأدب العربيّ تبقى ماثلةً أمامنا ولا نملك لها حلولًا يقينيّةً» مشيرًا إلى أن هدف الدراسة لم يكن من اقتراحاتها إيجاد حلولٍ جذريّةٍ لجميع الإشكاليّات؛ وإنّما السعي إلى التخفيف من حدّتها قدر المستطاع.