1336874
1336874
العرب والعالم

الاحتلال يهدد بارتكاب مجزرة جديدة بذكرى النكبة ويحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية

13 مايو 2018
13 مايو 2018

قوات خاصة تعتدي بوحشية على حراس وسدنة الأقصى -

رام الله - عمان - نظير فالح:

هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة جديدة، خلال قمعه لأحداث مسيرات العودة الكبرى عند السياج الأمني الفاصل لقطاع غزة، بادعاء أن المتظاهرين السلميين يستعدون لتجاوز الشريط الحدودي بدعوة من فصائل المقاومة، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني ونقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل لمدينة القدس المحتلة.

وبدأت قوات الاحتلال بالانتشار المكثف وتعزيز تواجدها على طول السياج الأمني مع قطاع غزة، استعدادًا لقمع فعاليات مسيرة العودة التي انطلقت في 30 مارس الماضي وتستمر للأسبوع الثامن على التوالي. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءا من يوم أمس الأحد، 11 كتيبة على طول السياج الأمني مع غزة، والتي تعتبر أكثر بثلاثة أضعاف من أعداد قوات الاحتلال المنتشرة «في ظروف طبيعية» في محيط القطاع المحاصر، حيث يتوقع أن تبلغ مسيرات العودة ذروتها في ذكرى «النكبة» (14و 15 مايو).

ويبرر الاحتلال لمجازر قد يرتكبها خلال قمعه للمسيرات السلمية، والتي من المتوقع أن تشهد مشاركة ما لا يقل عن 100 ألف متظاهر، وسط دعوات فلسطينية لمشاركة مليونية، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية للقدس واعتراف الولايات المتحدة بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل.

ويستعد الاحتلال لسيناريو مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وتم إعداد خطط لتعزيز قوات الاحتلال واستدعاء عناصر إضافية من المدارس العسكرية والوحدات القتالية مع إمكانية استدعاء جزئي لقوات الاحتياط، وذلك بالإضافة إلى الآلاف من الجنود وقوات الشرطة المنتشرة أمام سياج قطاع غزة، في الوقت الذي تتحضر فيه قوات الاحتلال الجوية، والتي أعدت خططا لضربات جوية واسعة، إذا ما تدهورت الأوضاع في قطاع غزة، بحسب المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هرئيل.

ونشر الاحتلال قناصته على طول الشريط الحدودي ممهدا لاستهداف المتظاهرين الغزيين السلميين، إذ يروج الاحتلال إلى سيناريو يتقدم خلاله عشرات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين إلى الشريط الأمني محاولين تجاوزه، فيما «يندس» بينهم مقاتلو القسام ويحاولون عبور السياج من نقاط أخرى وتنفيذ عمليات في صفوف الجيش الإسرائيلي. وأشار محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أليكس فيشمان، إلى التخوفات الإسرائيلية، من نجاح عناصر المقاومة الفلسطينية من عبور الحدود وتنفيذ عملية خطف جنود أو اقتحام المستوطنات المحيطة بالقطاع، ولمنع ذلك نشر الاحتلال قواته بالقرب من التجمعات الاستيطانية، وسط تعليمات واضحة: «إطلاق النار أسفل جسد كل من يحاول الاقتراب من السياج، وقتل كل من يحاول تجاوزه».

وشنت طائرات الاحتلال الحربية، مساء أمس الأول، غارات على مواقع في قطاع غزة، وزعمت أنها فجرت نفقًا «هجوميًا» في منطقة معبر بيت حانون «إيرز» بين إسرائيل وقطاع غزة، فيما اعتبرت حماس أن القصف الإسرائيلي «محاولة بائسة وفاشلة لمنع شعبنا المشاركة في مسيرات العودة الكبرى في 14 مايو الجاري».

ويتجمهر فلسطينيون، بشكل يومي، عند 5 نقاط قرب الحدود بين غزة وإسرائيل، في إطار مسيرات «العودة» التي بدأت منذ 30 مارس الماضي، ومن المقرر أن تبلغ ذروتها في ذكرى «النكبة» (14و 15 مايو). ويطالب المتظاهرون بعودة الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.

ويقمع الاحتلال الإسرائيلي تلك الفعاليات السلمية بالقوة؛ ما أسفر عن استشهاد 51 فلسطينياً بينهم 6 أطفال، وإصابة الآلاف. في سياق متصل حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، بفعل الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي اتخذتها،عشية احتفال الاحتلال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وصادف أمس الأحد، الموافق الثالث عشر من مايو ما يسمى بـ«يوم القدس»، وهو يوم احتلال ما تبقى من مدينة القدس في العام 1967، وتوحيد شطري المدينة كعاصمة لكيان الاحتلال.

ولفتت مصادر محلية، إلى أن استعدادات واسعة لتأمين مشاركة المستوطنين بما يسمى «مسيرة الأعلام» التي تخترق البلدة القديمة، والقادمة من الشطر الغربي من القدس، وتشمل رقصات بأعلام دولة الاحتلال في محيط سور القدس، خاصة في باحة باب العامود، وما يصاحبها من اعتداءات على المواطنين المقدسيين وممتلكاتهم في البلدة القديمة، والهتاف بشعارات عنصرية تدعو إلى قتل العرب وطردهم من القدس. وذكرت مصادر محلية أن إجراءات الاحتلال شملت تسيير عشرات الدوريات العسكرية والشرطية الراجلة والمحمولة والخيالة بمحيط سور القدس، وعلى طول الشوارع والطرقات الواصلة بين شطري المدينة، ودوريات راجلة ومكثفة داخل البلدة القديمة لتأمين عربدات المستوطنين خلال ذهابهم وإيابهم من وإلى باحة حائط البراق «الجدار الغربي للأقصى»، فضلا عن إطلاق منطاد راداري استخباري وطائرات مروحية بسماء المدينة.

وقد شهد الأقصى اقتحامات غير مسبوقة من المستوطنين، منذ ساعات الصباح، استجابة لدعوات «منظمات» الهيكل المزعوم، لتحقيق أرقام قياسية في عدد المقتحمين للأقصى هذا العام.

ويشهد الأقصى والبلدة القديمة ومحيطهما أجواء شديدة التوتر بفعل إجراءات الاحتلال، والاقتحامات الواسعة للأقصى وما يصاحبها من محاولات متكررة لإقامة طقوس وصلوات تلمودية في مرافقه.

وكانت اعتدت قوات الاحتلال الخاصة بصورة وحشية على حراس وسدنة المسجد الأقصى، صباح الأحد، بعد اعتراضهم على أداء المستوطنين لصلوات جماعية وعلنية في باحات المسجد، خاصة في منطقة باب السلسلة. وقال المنسق الإعلامي بدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، إن المستوطنين أدوا صلوات تلمودية جماعية وعلنية غير مسبوقة في المسجد.

ولفت إلى توتر شديد يسود الأقصى بفعل الاقتحامات الجماعية الواسعة والتي تأتي تزامنا مع احتفالات مبكرة لعصابات المستوطنين بما يسمى بـ«يوم القدس» (ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة)، تخللها الغناء الصاخب، والهتافات العنصرية في زقاق، وشوارع القدس القديمة، خاصة بالقرب من باب السلسلة، بعد انتهائهم من اقتحام الأقصى.