الروسية: مــــدفيديـــف وبوتين والثقة المطــــلقــــة

كتبت يومية «صدى موسكو» الروسية أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة توليه الرئاسة الروسية للمرة الرابعة، أقسم اليمين الدستورية في الكرملين بحضور خمسة آلاف ضيف. في خطاب القسم تحدث الرئيس الروسي عن انطلاقة جديدة للمجتمع المدني الحر. المفارقة تكمن في أنَّ السلطات الأمنية الروسية اعتقلت ألفاً وخمسمائة شخص بحجة التظاهر من دون ترخيص.

الجريدة تشير إلى أنَّ الرئيس الروسي اقترح أن يكون ديميتري مدفيديف مجدداً رئيساً للوزراء في روسيا. تعتبر الجريدة أن خيار الرئيس بوتين مفهوم ومنطقي. لقد كان ديميتري مدفيديف الرجل الثاني في روسيا على مدى سنوات واستمر بصفته السياسي الوحيد الذي يمكنه أن يحل محلَّ الرئيس بوتين أو يمثله. الشعب الروسي بمجمله أيضاً لا ينظر إلى ديميتري مدفيديف على أنَّه رئيسٌ للوزراء فقط بل على أنَّه البديل المنطقي للرئيس فلاديمير بوتين. هذا الوضع مهم جداً بالنسبة للرئيس الروسي بوتين ولرئيس وزرائه المقترح مدفيديف، مع العلم أنَّ في روسيا شخصيات عديدة يمكنها أن تتولى الريادة الحكومية في روسيا تقنياً وسياسياً. لكن ما يهم الرئيس بوتين بالوقت الحاضر وما هو أوَّلي وأساسي، هو أن يوكِلَ السلطة الروسية، الى شخصية يثق بها بشكل مطلق، لأن في هذه السلطة «حقيبة تحتوي على المفاتيح النووية».

الرئيس بوتين يريد إحاطة نفسه بالأوفياء وديميتري مدفيديف، عندما كان رئيساً ورشَّح فلاديمير بوتين للرئاسة، برهن منذ عام 2001 عن أهليَّة للثقة التامة وتخلَّى عن منصب الرئاسة في حين كان بإمكانه الاستمرار في هذه المسؤولية التي في يدها مفاتيح الحقيبة النووية.