مرايا

قلعة «قايتباي» بنيت مكان منارة الإسكندرية القديمة

09 مايو 2018
09 مايو 2018

من المعالم المشهورة في مدينة الإسكندرية المصرية، قلعة قايتباي التي شيدت في مكان منارة الإسكندرية القديمة التي تهدمت سنة 702هـ إثر زلزال مدمر، وتقع القلعة في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882 هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ.

والقلعة شكلها مربع ويحيط بها البحر من ثلاث جهات، وتحتوى على الأسوار والبرج الرئيسي في الشمال الغربي بارتفاع 17 مترا مربعا، وتم تحصينها بالأحجار الضخمة من خلال سورين كبيرين، وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي، فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور، باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود، ويبلغ عرض السور الخارجي مترين وبارتفاع 4 أمتار.

وتتكون القلعة من ثلاثة طوابق رئيسية، الأول عبارة عن مسجد وممرات للجنود تستخدم خلال الدفاع عن القلعة، أما الطابق الثاني فيحتوي على حجرات وقاعات تستخدم من قبل القائمين على القلعة، وأخيراً الطابق الثالث الذي يتكون من قاعة كبيرة فيها مجلس السلطان يستخدمه خلال زيارته للمدينة، كما يحتوي الطابق الثالث على طاحونة للحبوب، ومخبز لتزويد الجنود بالمؤونة.

وتعد قلعة قايتباي بالإسكندرية من أهم القلاع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فقد اهتم بها سلاطين وحكام مصر على مر العصور التاريخية، ففي العصر المملوكي اهتم السلطان قانصوه الغوري بهذه القلعة اهتماما كبيرا وزاد من قوة حاميتها وشحنها بالسلاح والعتاد، ولما فتح العثمانيون مصر استخدموا هذه القلعة مكانا لحاميتهم واهتموا بالمحافظة عليها، وجعلوا بها طوائف من الجند المشاة والفرسان والمدفعية ومختلف الحاميات للدفاع عنها، ومن ثم الدفاع عن بوابة مصر بالساحل الشمالي.

ولما ضعفت الدولة العثمانية بدأت القلعة تفقد أهميتها الإستراتيجية والدفاعية نتيجة لضعف حاميتها، فاستطاعت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الاستيلاء عليها وعلى مدينة الإسكندرية سنة 1798 م، ولما تولي محمد على باشا حكم مصر عمل على تحصين مصر وبخاصة سواحلها الشمالية، فقام بتجديد أسوار القلعة وإضافة بعض الأعمال بها لتتناسب والتطور الدفاعي للقرن التاسع عشر الميلادي. ثم تعرضت القلعة لبعض التخريب في عام 1882 بدخول الاحتلال الإنجليزي إلى مصر وحدثت بها بعض التصدعات، وتم ترميمها من خلال لجنة حفظ الآثار العربية عام 1904 بعمل العديد من الإصلاحات بها والقيام بمشروع لعمل التجديدات بها استنادا على الدراسات التي قام بها علماء الحملة الفرنسية والمنشورة في كتاب وصف مصر، وأيضا التي قام بها الرحالة كاسيوس في كتابه سنة 1799 م.