مرايا

تتاح زيــارة منـــــزل كريستـوفـر كـولومبـوس - بورتو سانتو .. جنة للاستجمام في المحيط الأطلنطي

09 مايو 2018
09 مايو 2018

تعد جزيرة بورتو سانتو بمثابة جنة للاستجمام في المحيط الأطلسي؛ حيث تتمتع الجزيرة البرتغالية بشواطئ ساحرة ومناظر طبيعية خلابة وتسودها أجواء الهدوء بخلاف شقيقتها الكبرى ماديرا. كما يمكن للسياح ممارسة رياضة الجولف وزيارة منزل البحار الشهير كريستوفر كولومبوس.

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فقد نشأت جزيرة بورتو سانتو قبل 14 مليون سنة، وتظهر أصولها البركانية عند سفح جبل بيكو دي آنا فيريرا؛ حيث كانت الحمم البركانية تفور في هذه المنطقة خلال العصور القديمة، وبعد ذلك بردت هذه الحمم البركانية وخلفت ورائها هذه الأعمدة الحجرية الغريبة.

وقد وصل البحارة البرتغاليون إلى الجزيرة منذ 600 عام خلال 1418، وتشير الحكايات الخاصة باستكشاف الجزيرة إلى أنهم أرادوا الوصول إلى الساحل الغربي لإفريقيا، غير أن الرياح الشديدة دفعت مراكبهم الشراعية في المحيط الأطلسي، حتى وصلوا إلى أرض الجزيرة، والتي سميت المرفأ المقدس أو بورتو سانتو.

وتعرف جزيرة بورتو سانتو حاليا باسم الأخت الصغرى لجزيرة ماديرا، على الرغم من اختلاف المناظر الطبيعية بينهما؛ حيث تمتاز جزيرة ماديرا بالأزهار والمساحات الخضراء المورقة، في حين تظهر التكوينات الصخرية الغريبة بجزيرة بورتو سانتو، التي تقع على مسافة 42 كلم إلى الشمال من جزيرة ماديرا، كما يظهر في المشهد عدد قليل من الأشجار المتفرقة.

جزيرة الذهب

وبمجرد أن تلقي الشمس بأشعتها على الجبال الجرداء بجزيرة بورتو سانتو تلمع المنحدرات باللون الذهبي، وأوضحت صوفيا سانتوس، التي تبلغ من العمر 32 عاما، أن السكان يطلقون على هذه الجزيرة الصغيرة اسم “إلها دورادا” أو جزيرة الذهب، وتقوم صوفيا باصطحاب السياح بواسطة سيارات الجيب على الدروب الصخرية من أجل مشاهدة المنحدرات ذات المناظر الطبيعية الخلابة.

وينطبق اسم “إلها دورادا” بالطبع على الشاطئ الرملي باللون الذهبي، والذي يعتبر عنصر الجذب الأساسي لمعظم السياح، الذين يسافرون إلى هذه الجزيرة البركانية، ويعد شاطئ “كامبو دي بايكسو” واحدا من أكبر الشواطئ الرملية في أوروبا؛ حيث يمتد بطول 9 كلم وبعرض يصل إلى 50 م، بمحاذاة الساحل الجنوبي، حيث منطقة الأمواج المثيرة. وتتلألأ مياه المحيط الأطلنطي باللون الأزوري، وقد تصل درجة حرارة المياه في الصيف إلى 24 درجة مئوية تقريبا.

وقد اكتشف العلماء من جامعة أفيرو البرتغالية وجامعة أوسلو تأثيرات علاجية لحبيبات الرمال الغنية بعناصر الكالسيوم والمغنيسيوم والسترونشيوم والفوسفور والكبريت، وبفضل هذه المزايا الخاصة تعمل هذه الرمال على تخفيف أعراض الأمراض الروماتيزمية والعضلية والجلدية.

كريستوفر كولومبوس

ويعيش معظم سكان جزيرة بورتو سانتو، البالغ عددهم 5500 نسمة، في عاصمة الجزيرة فيلا بالييرا، وقد سكن في هذه الجزيرة العديد من الشخصيات الشهيرة؛ حيث عاش كريستوفر كولومبوس في جزيرة بورتو سانتو قبل 500 عام، وقد تزوج البحار الشهير خلال عام 1479 من ابنة حاكم الجزيرة، وهناك مبنى يعود إلى القرن الخامس عشر يضم متحف كريستوفر كولومبوس، والذي يعتبر أحد المعالم السياحية في الجزيرة البرتغالية.

ويمكن للسياح من عشاق لعبة الجولف الاستمتاع باللعب في ملعب 18 حفرة من تصميم البطل الإسباني العالمي سيفيريانو باليستيروس، وتتناسب المساحات الخضراء مع المناظر الطبيعية البديعة فوق التلال، مما يوفر للسياح فرصة للاستمتاع بإطلالة رائعة على الساحل الشمالي والجنوبي من الجزيرة، ويحتضن هذا الملعب العديد من البطولات الأوروبية، ويعد واحدا من أجمل الملاعب في أوروبا.

وتشهد الجزيرة ذروة الموسم السياحي في الفترة من يونيو إلى أغسطس، وتعد جزيرة بورتو سانتو من الوجهات السياحية للبرتغاليين أنفسهم، والذين يأتون من اليابسة أو من جزيرة ماديرا المجاورة، والتي تخلو من الشواطئ تقريبا. وتستقبل الجزيرة آلاف السياح خلال الموسم السياحي، غير أن المرشدة السياحية صوفيا سانتوس أكدت على أنه ليس هناك رغبة لدى سلطات الجزيرة في استقبال السياحة الجماعية طوال العام؛ لأنه من المهم أن تحافظ الجزيرة على تراثها والأجواء الهادئة بها.