nasir-90
nasir-90
أعمدة

في الشباك: سلعة تجارية

07 مايو 2018
07 مايو 2018

ناصــر درويش -

[email protected] -

أصبحت الرياضة عندنا سلعة تجارية لا يحصل عليها إلا من يدفع ثمنها وهذه الحقيقة المرة التي نعيشها الآن وأصبحت واقعا وجب التدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة وان أنديتنا واتحاداتنا أصبحت تعيش على هذا الواقع المؤلم واصبح كل شيء بثمنه وانتهى مبدأ العمل التطوعي في المجال الرياضي واصبح اللاعب والإداري والمدرب سلعة تباع وتشترى لمن يدفع اكثر وهي قضية خطيرة تحتاج إلى وقفة خاصة أن هذه الظاهرة الخطيرة ليست في الأندية فقط إنما حتى في الفرق الأهلية التي دخلت هذا السوق من أوسع أبوابه وبدون عائد يذكر

نحتاج خلال الفترة القادمة إلى إعادة صيغة وضعنا الرياضي من خلال إعادة هيكلة الأندية التي تعيش وضعا صعبا وبعضها تجاوز حتى القوانين المعمول بها في تنظيم شؤونها وأسهمت الجمعيات العمومية في الأندية إلى الوضع الذي وصلت إليه ولعل أبرزها اعتمادها تقارير مالية في الوقت الذي ترزح هذه الأندية تحت طائلة الديون وتتسبب في إيقاف الدعم السنوي المقدم لها .

إعادة هيكلة الأندية ومعها الاتحادات الرياضية أصبحت أمرا ضروريا بحيث تتضمن الإدارة التجارية والقانونية والتسويق، وكذلك إعداد قيادات وطنية مؤهلة قادرة أن تتحمل مسؤولياتها لمستقبل افضل والاستفادة من الطاقات الشبابية المبدعة في الأندية مع ضرورة إنشاء صندوق جديد لدعم الرياضة بالتعاون بين الوزارة والاتحادات واللجنة الأولمبية والقطاع الخاص بحيث يتم استثمار المبالغ المقدمة من القطاع الخاص من واقع مسؤولياتها الاجتماعية بحيث تذهب هذه المبالغ للصندوق بدلا من توزيعه على الأنشطة.

كما أن الاستفادة من استراتيجية الرياضة العمانية بمحاورها الثلاثة لصياغة مستقبل رياضي مشرق من خلال الاهتمام بالعنصر البشري أولا من خلال تأهيله وتدريبه والاستفادة من الطاقات العلمية والتكنولوجية لخدمة القضايا التنموية ذات الأولوية الاقتصادية التي تسهم في النهوض بالأندية وكذلك بالرياضة المدرسية ومخرجاتها لإيجاد قاعدة عريضة من الممارسين للتعلم من خلال الممارسة واعتبار الرياضة أسلوب حياة والتربية البدنية للياقة والصحة و لاستثمار وقت الفراغ

في المقابل فإن الاتحادات الرياضية بالتعاون مع الوزارة واللجنة الأولمبية يجب أن تفكر جيدا في إيجاد الاستراتيجية الوطنية لانتقاء الموهوبين بهدف وفق معايير علمية سليمة وتكون لدينا قاعدة شاملة لجميع الألعاب الرياضية وليس للعبة واحدة.

لابد أن تحرك وزارة الشؤون الرياضية المياه الراكدة من واقع الوضع القائم ودراسته بما يكفل إعادة صياغة الوضع الرياضي إلى الأفضل وإيقاف بعض الظواهر السلبية التي سيكون لها تأثير في المستقبل.