1323045
1323045
عمان اليوم

العمل على ﺗﻄﻮيـﺮ دﻟـيـﻞ ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻤﻨﺎهـﺞ ودﻋﻢ ﻧﻈﺎم اﻹﺑﻼغ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻄﺒـيـﺔ

30 أبريل 2018
30 أبريل 2018

«اتحاد المستشفيات العربية» يدعو إلى ﺗﻨﻔـيـﺬ برامج وطنـيـﺔ لسلامة اﻟﻤﺮيـﺾ -

د. أحمد السعيدي: تطور ملحوظ في المنظومة الصحية وانخفاض نسبة وفيات المواليد الجدد والأمهات -

كتبت- مُزنة الفهدية -

أوصى الملتقى التاسع عشر لاتحاد المستشفيات العربية الذي أقيم بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة من التاسع والعشرين وحتى الثلاثين من الشهر الماضي بتطوير دﻟـيـﻞ ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻤﻨﺎهـﺞ ﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ، على

أن يـﺸﻤﻞ الدليل التعليم ﻓﻲ طﺐ اﻷﺳﻨﺎن واﻟﻄﺐ واﻟﻘﺒﺎﻟﺔ واﻟﺘﻤﺮيـﺾ واﻟﺼـيـﺪﻟﺔ وﺗﺸﺠـيـﻊ وﺗﺴـهـيـﻞ ﺗﺪريـﺲ ﻣﻮاﺿـيـﻊ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ ﻟﻄﻼب اﻟﻄﺐ، وعلى اﻟﺪول اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ ﺗﻨﻔـيـﺬ ﺑﺮاﻣﺠـهـﺎ اﻟﻮطﻨـيـﺔ ﺑﺸﺄن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ، وﺗﻨﻔـيـﺬ ﻧﻈﺎم ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ في اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﺼﺤـيـﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑـيـﺔ، وﺗﻌﺰيـﺰ ﻣﻔـهـﻮم ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ ﻟدى جميع الجهات الصحية.

وأكد الملتقى على أهمية ﺗﻄﻮيـﺮ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻮطﻨـيـﺔ ﻟﻠﻤﺮيـﺾ واﻟﺠﻮدة اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ أهـﺪاف وﻏﺎيـﺎت واﺿﺤﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺳﻼﻣﺔ رﻋﺎيـﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻤـيـﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮيـﺎت واﻷﻧﺸﻄﺔ، وﺗﻮﺳـيـﻊ إﺳﺘﺮاﺗـيـﺠـيـﺎت وأﻧﺸﻄﺔ اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻓﻲ ﺟﻤـيـﻊ أﻧﺤﺎء ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺮﻋﺎيـﺔ اﻟﺼﺤـيـﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ، ودﻋﻢ ﻧﻈﺎم اﻹﺑﻼغ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻄﺒـيـﺔ، واﻋﺘﻤﺎد وﺗﻨﻔـيـﺬ ﺣﻠﻮل ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ، واﻋﺘﻤﺎد وﺗﻨﻔـيـﺬ اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﺪوﻟـيـﺔ واﻹﻗﻠـيـﻤـيـﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ، وﺗﺴـهـيـﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﻢ الإﺑﻼغ والمعلومات التي ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻤﻨـهـﺠـيـﺔ واﻟﺘﺤﻠـيـﻞ وﺗﺤﺴـيـﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺮﺿﻰ.

ﺑﻨﺎء القدرات

ودعا الملتقى كافة اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء إلى إﻧﺸﺎء ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﻤـيـّﺰ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ؛ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء ﻗﺪرات وﺗﺄهـيـﻞ ﻗـيـﺎدات ﺻﺤـيـﺔ ﻋﺮﺑـيـﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛـيـﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪريـﺐ، واﻟﺘﻌﻠـيـﻢ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺣﺘـيـﺎﺟﺎت وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ، وﺗﻄﻮيـﺮ إطﺎر يـﺤﺪد اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻘـيـﺎديـﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ وﺟﻮدة اﻟﺮﻋﺎيـﺔ، فضلا عن دﻋﻢ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺒﺤﺜـيـﺔ ﻟﺘﺤﺴـيـﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ، وﺗﻄﻮيـﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺤﻮث ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮيـﺾ ﻓﻲ ﺟﻤـيـﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺮﻋﺎيـﺔ اﻟﺼﺤـيـﺔ اﻷوﻟـيـﺔ بوزارة اﻟﺼﺤﺔ.

وعاهدت منظمة الصحة العالمية في بيانها على توفير سلامة جميع المرضى من خلال العمل مع البلدان لتنفيذ أنظمة السلامة والإجراءات والممارسات الخاصة بها لضمان توفير أكبر قدر من الرعاية الآمنة، حيث ان المنظمة وبقية البلدان تتقاسم الرؤية نفسها وهي عدم تضرر أو فقدان حياة أحدهم أثناء عملية تقديم الرعاية الصحية.

وأشادت المنظمة بالجهود الطيبة المبذولة والالتزام السياسي الكبير على أعلى المستويات الذي ساهم في توسع نطاق مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى بالسلطنة، إذ شملت المبادرة 26 مستشفى من مستشفيات القطاعين الحكومي والخاص بالسلطنة، وأحرز عدد قليل من دول المنطقة تقدما ملحوظا نحو توسيع مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى، وتوصي المنظمة بقية الدول على الاستفادة من تجارب بلدان المنطقة لتطبيق المبادرة بشكل ناجح.

وثمّن معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة الجهود التي بُذلت من قبل اللجنة المنظمة للملتقى، وأعرب عن شكره وتقديره لكافة المشاركين والحضور لما قدموه من أوراق عمل مثرية، مؤكدا التطور الملحوظ في المنظومة الصحية في السلطنة، وأشار إلى انخفاض نسبة وفيات المواليد الجدد والأمهات، وأن القطاع الصحي أصبح جزءا لا يتجزأ عن بقية القطاعات التنموية الأخرى.

مشروع«القيادة»

من جهته قال سعادة الدكتور درويش بن سيف المحاربي وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية: توجد لدى وزارة الصحة خطة «الصحة في عمان 2050 » وتسعى لتنفيذ معظم الخطط المدرجة حسب الإمكانيات المتاحة، مشيراً إلى أهمية القيادة في القطاع الصحي والاهتمام بالكادر البشري، والقيادة هي الأساس في عملية تحقيق أهداف المؤسسات.

واستعرض المحاربي تجربة الوزارة في تشكيل قيادات المستقبل، وقال: يعد «مشروع القيادة» من المشاريع الكبيرة وتعمل الوزارة عليه جاهدة للوصول إلى الأهداف المرجوة، وتمّ الوقوف على بعض الفجوات وتقنيين العمل بشكل عام، وأن الوزارة تعمل على تأهيل الخريجين وفق برامج تدريبية منتظمة داخل وخارج السلطنة ولا ننسى دور مجلس العماني للاختصاصات الطبية، وأشار إلى كيفية الاستفادة من فكر القيادة وتحويله للنظام الإداري ، وتطوير مدارك القائد كجزء من نظام العمل والاستفادة من الموارد لتحقيق الأهداف، مع الأخذ في الاعتبار أن كل فرد في العمل منتج وملم، ونسعى للبحث عن الظواهر القيادية اذا كانت سلبية وسبل التغلب عليها، واذا كانت إيجابية كيف يمكن تطويرها.

استفادة متبادلة بين المشاركين

وعبّر مجموعة من المشاركين عن انطباعهم الجيد حول الملتقى والمحاضرات التي قدمت فيه، حيث قال الدكتور اسماعيل محمد خير رئيس قسم دعم خدمات الرعاية الصحية الأولية بمحافظة ظفار: إن أهمية المشاركة في الملتقى التاسع عشر لاتحاد المستشفيات العربية في مسقط تشمل على العديد من المميزات من حيث الاستماع للخبراء كل في مجاله والاطلاع على تجارب ناجحة، بالإضافة إلى الاستفادة من تطوير العمل بتطبيق ما يمكن من توصيات المؤتمر.

وحول الشراكة بين القطاعات الصحية قال الدكتور اسماعيل: ان الشراكة هي العمود الأساسي الذي تقف عليه كل الخدمات التي تستهدف قطاع كبير من المجتمع، وفيها تخفيف من الأعباء وتبادل الأفكار من أجل تخطي العقبات».

وأوضح الدكتور أحـمـد محمد أبوعـباه المدير العام التنفيذي ــ مستشفى الملك عبدالله الجامعي ــ جامعة الاميرة نورة بالمملكة العربية السعودية أن مستشفى الملك عبدالله شارك في الملتقى بعدة محاور أبرزها المستشفى الذكي ، معربا عن سعادته بفوز المستشفى بجائزة التميز كمستشفى ذكي على المستوى العربي الذي تم تكريمه خلال هذا الملتقى.

وأكد الدكتور أحـمـد محمد أبوعـباه أحد المشاركين أن من أهم معالم التطور في المجال الصحي هو التميز في مجال تقنيات الصحة، والتركيز على سلامة المرضى والجودة والتحول الوطني في القطاع الصحي من خلال رؤية المملكة العربية السعودية على تطوير الخدمات وتطويرها من خلال خصخصة الخدمات والشراكـة مع القطاع الخاص.

أوراق عمل

وقد تضمن الملتقى في اليوم الثاني والأخير على عدد من أوراق العمل قدمها المتخصصون وهي ثقافة الجودة والسلامة في الرعاية الصحية وإدارة التكنولوجيا الصحية، وأهمية الرضاعة الطبيعية، وتعزيز الابتكار الطبي في العالم العربي، ودور الصناعة الدوائية العامة في تطوير الرعاية الصحية.

وتجول معاليه برفقة عدد من أصحاب السعادة حول المعرض العلمي المصاحب، والتعرف على آخر خدمات المستشفيات العربية وأصناف الدواء والمستلزمات الصحية.

يذكر أن الملتقى يعنى بتطوير الرعاية الصحية العربية بالتعاون بين المنظمات الصحية والمؤسسات العلمية ذات العلاقة بالأنظمة الصحية وقرارات مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الصحة العرب ومنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي من أجل سلامة المريض.