humdah
humdah
أعمدة

بوفيه

29 أبريل 2018
29 أبريل 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

كنت أتأمل بإعجاب النظام السائد في مطعم الفندق الأنيق والهادئ أمام (بوفيه) الإفطار، الطعام في الأطباق كان يوضع بكميات قليلة جدا يتم زيادتها بقدر كل مرة، وعندما ينهي النزيل وجبته بالكاد يتبقى شيء في الطبق وتبقى الطاولة نظيفة كما كانت.

في اليوم الثالث انضم لي المشاركون الذين كان أغلبهم من دول عربية مختلفة، تغيرت أجواء ذلك الفندق الهادئ، صادف وصولهم عودتي من مشوار في المدينة، فوجئت بنفر من الناس عند موظفة الاستقبال الوحيدة التي كانت في حالة ربكة أشفقت عليها فيها، والكل يتكلم تقريبا في صوت واحد مستفسرا أو مطالبا بأمر ما.

صبيحة اليوم التالي ذهبت كالعادة للمطعم وجدت كثيرا من الصخب، الطاولات مليئة ببقايا الأطعمة، والنادلة التي نادرا ما لحظتها في الأيام السابقة كانت تركض هنا وهنا، في اضطراب ظاهر محاولة تنظيف الطاولات بأسرع ما يمكن لتهيئتها للضيف القادم، وفي الوقت ذاته خدمة الجمهور العربي الذي (يفضل) أن يأتيه طلبة على الطاولة.

في قاعة الفعالية جاء الإخوة بمستلزماتهم معهم، علب الحلويات الشرقية، والتمور بأنواعها، ترافق جهاز كهربائي لإعداد القهوة العربية، خلال دقائق ملأت رائحتها أرجاء الفندق، مختلطة بأصوات المشاركين التي كانت مثيرة للانتباه.

استوقفني هذا المشهد كثيرا، وأنا أراقب طوال الأيام السابقة ذلك الاهتمام منقطع النظير بالتفاصيل، وبمستوى الجودة في أقل شيء، وفي النظام الدقيق الذي كان يتبعه الجميع، والذي عبرت عنه عاملة الفندق في ردها على إحدى المشاركات التي طلبت منها التأكيد على سائق السيارة التي ستقلها للمطار قائلة: في هذا البلد نحن نحترم المواعيد.

كنت آخر من خرج من الفندق، قضيت بعض الوقت في البهو كوني سلمت الغرفة قبل الرحلة بساعات، مستمتعة بالهدوء الذي ساد المكان قبل أن أتفاجأ بالمشاركين العمانيين يدخلون الفندق بوجباتهم مصرين على تناولها في البهو رغم اعتراض موظفي الفندق، ألقيت نظرة قبل خروجي على الطاولة المتسخة ببقايا الأطعمة التي تركت مكانها وخرجت.