كلمة عمان

ضرورة دراسة مؤشرات حوادث السير

28 أبريل 2018
28 أبريل 2018

مما لا شك فيه أن من الأشياء الطيبة والمهمة أيضا بالنسبة للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة ، أن تشير الإحصائيات الخاصة بحوادث السير في السلطنة خلال الربع الأول من هذا العام ، إلى تراجع عدد الحوادث بنسبة تتجاوز 33 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ، وهى نسبة تراجع كبيرة نهنئ شرطة عمان السلطانية بوجه عام والإدارة العامة للمرور فيها بوجه خاص بتحقيق هذه النتيجة ، التي تشير بوضوح إلى أن الجهود المبذولة على مدى الفترة الماضية ، تعطي ثمارها لصالح مستخدمي الطريق .

وفي ظل الحقيقة الأساسية المعروفة في هذا المجال والمتمثلة في أن الحد من حوادث السير ، وجعل استخدام الطريق أكثر يسرا وملاءمة وراحة لكل مستخدميه ، إنما هو أمر يتوقف ليس فقط على جهود أبنائنا وبناتنا منتسبي شرطة عمان السلطانية ، ولكنه يحتاج بالضرورة الى تعاون المواطنين والمقيمين وزيادة الوعي باستخدام الطريق وقراءة اللوحات الإرشادية عليه بالشكل الصحيح أيضا ، فإن التحسن في النتائج والأرقام الخاصة بحوادث السير وانخفاض أعدادها بشدة ، يشير إلى فاعلية الجهود وثمرة التعاون بين شرطة عمان السلطانية ومختلف الجهات المعنية ، فضلا عن مستخدمي الطريق أيضا ، والمؤكد أنه من الأهمية بمكان أن يستمر ويتسع ويتعمق هذا التعاون المثمر ، مدعوما كذلك بجهود مختلف الجهات القادرة على الإسهام في تنمية وتعميق الوعي المروري لدى كل الشرائح التي تستخدم الطريق ، وفي مقدمتها الشباب ، وكذلك أطفالنا في المدارس لغرس هذا الوعي الضروري لديهم .

وبينما أعلن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات انخفاض عدد حوادث السير في الربع الأول من هذا العام - أي من أول يناير حتى نهاية مارس 2018 - من 895 حادثا إلى 597 حادثا ، مما نتج عنه إصابة 684 شخصا ، وبلغ عدد الوفيات 155 حالة وفاة ، فإنه من الأهمية بمكان عدم الاكتفاء بعملية التصنيف لهذه البيانات والوقوف على عدد الحوادث ، وما نتج عنها من إصابات ووفيات ، في كل محافظة ، وأكثر الأوقات التي تقع فيها الحوادث ، وأكثر الشرائح تعرضا لها ، وتسببا فيها أيضا ، وهذه كلها ضرورية بالتأكيد ، نظرا لأن التعمق في دراسة المؤشرات المختلفة المرتبطة بحوادث السير ، وخاصة ما يتعلق بحالات السيارات التي سببت ، أو تعرضت للحوادث ، والدراسة الاجتماعية لسائقي المركبات الذين ارتكبوا الحوادث ، بما في ذلك الظروف الخاصة بكل منهم ، وكذلك طبيعة ومدى التغير في نمط الحوادث والنتائج المترتبة عليها ، بما في ذلك ازدياد إصابات شريحة معينة في وقت معين ، هذه كلها ضرورية بالتأكيد من أجل وضع وصياغة برامج أكثر تطورا وملاءمة للحد من حوادث السير ، وكذلك العناية بجوانب قد تكشف عنها مثل تلك الدراسة الأعمق لتلك المؤشرات ، ومع إدراك أن ذلك كله ليس بعيدا عن اهتمام المعنيين في شرطة عمان السلطانية والإدارة العامة للمرور ، ومتابعتهم ، فإن الدراسة العلمية لمختلف المؤشرات تسهم بالضرورة في رسم صورة أكثر وضوحا لكل الجوانب ذات الصلة بحوادث السير ، ثم كيفية احتوائها، أو الحد منها لتقليل الخسائر البشرية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة عليها .