صحافة

القدس : القدس يجب أن لا تغيب عن المجلس الوطني

27 أبريل 2018
27 أبريل 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب راسم عبيدات مقالا بعنوان: القدس يجب أن لا تغيب عن المجلس الوطني، جاء فيه:

بداية نقول بأن التمثيل في المجلس الوطني الفلسطيني، خضع لمعادلة الداخل والخارج وثقل الثورة الفلسطينية، وكذلك لكون أي عضوية لفلسطينيي الداخل، المقصود هنا الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وليس أراضي الـ48 قبل اتفاقيات أوسلو ومجيء السلطة الفلسطينية، تعني الملاحقة والسجن من قبل الاحتلال، ولم تكن تلك المعادلة مقلقة لشعبنا الفلسطيني، ولكن في ضوء التطورات السياسية، وما نتج عن اتفاقيات أوسلو، ومرور أكثر من عشرين عاما على عقد آخر جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني، ووفاة اكثر من ثمانين من أعضاء المجلس، وتنمط وتكلس الهيئات القيادية للمنظمة، ولتصل الأمور حد فقدان النصاب في لجنتها التنفيذية، إذا ما تغيب عضو عن الحضور، فإننا على قناعة تامة بأن التجديد والتغيير في الهيئات القيادية ملح وضروري، ولكن بما يعزز ويدعم وحدة شعبنا وقواه السياسية والمجتمعية، وبما يفتح الطريق نحو وحدة وطنية شاملة، برؤيا واستراتيجية موحدتين، وبغض النظر عن الجدل الدائر حاليا عن المشاركة والمقاطعة ومكان عقد المجلس الوطني والآليات التي يجري فيها استبدال الأعضاء المتوفين، فنحن لن نناقش من هذه الزاوية، بل سينصب النقاش على حصة القدس من المجلس الوطني. فالقدس التي سجل أهلها وجماهيرها ومرجعياتها الوطنية والسياسية والدينية بوحدتهم وصمودهم وطول نفسهم وبسجاجيد صلواتهم، انتصارا مستحقا على دولة الاحتلال في يوليو من العام الماضي، في معركة البوابات الإلكترونية على أبواب الأقصى، في استهداف لفرض وقائع تقسيمية مكانية في المسجد الأقصى تمهيدا لهدم المسجد القبلي وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم، تستحق ما ينسجم مع مكانتها ونضالها من تمثيل في المجلس الوطني.

القدس الآن تتعرض لحرب شاملة من قبل الاحتلال، في كل المجالات والمستويات، حتى في التفاصيل اليومية للمقدسيين في شؤونهم الحياتية والمعيشية، ناهيك عن المزيد من القوانين والتشريعات والقرارات العنصرية، والتي تحمل أبعادا خطيرة في سياسات التطهير العرقي، وقلب الواقع الديموغرافي في المدينة بشكل كبير لصالح المستوطنين. العاصمة الفلسطينية يجب ان يتعزز دورها في القرار السياسي الفلسطيني وفي مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ونحن هنا لا نحاجج على أساس عقد المؤتمر في الثلاثين من الشهر الحالي أو تأجيل انعقاده، ولسنا بصدد طرح موقفنا السياسي من العقد وعدمه، بل النقاش من زاوية مبدئية، في جعل حصة للمدينة في المجلس الوطني، وبغض النظر عمن سيوافق على عقده أو لا يوافق، اتفق أو اختلف مع الموقف السياسي لهذا الفصيل أو ذاك، فالقدس زاخرة بالكفاءات السياسية الوطنية والمجتمعية والأكاديمية والتربوية والاقتصادية وغيرها، والتي تسهم بنقل صورة وحقيقة الأوضاع في المدينة المقدسة، وتمثيل القدس في هذا المجلس وبقية هيئات منظمة التحرير الفلسطينية بشخصيات وازنة من شأنه، أن يعيد الثقة للمقدسيين بالنظام السياسي الفلسطيني، وخاصة ان قطاعات واسعة منهم، ترى بأن هذا النظام السياسي يهمش القدس والمقدسيين، والتمثيل المطلوب هنا، ليس عبر شخصيات تحتل مواقع رسمية في السلطة، وليصبح من يشغل موقع أو منصب، يشغل منصبين أو ثلاثة، بل تمثيلا من خارج الأشخاص الذين يتبوؤون مواقع رسمية في السلطة، وأنا هنا لا أخص شخصا بعينه، وليس لي خلاف أو موقف مع ومن هذا أو ذاك.