صحافة

الاستقلال : اغتيال البطش والصراع المفتوح

27 أبريل 2018
27 أبريل 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب تيسير الغوطي مقالا بعنوان: اغتيال البطش والصراع المفتوح، جاء فيه:

تأتي حادثة اغتيال الشهيد فادي البطش في ماليزيا صباح السبت 21/‏‏4/‏‏2018 في سياق الرغبة الإجرامية الإسرائيلية للسيطرة والعلو والإفساد في الأرض كل الأرض، والتصدي لكل من يحاول الوقوف في وجه هذا العلو والإفساد حتى لو كان بالكلمة والبحث العلمي ناهيك عن استخدام الطلقة والرصاصة، لذا فهي تشكل دليلا إضافيا على مدى الإجرام الصهيوني ليس في حق الفلسطينيين فقط، بل وفي حق كافة الدول والشعوب التي يمارس الكيان الصهيوني إجرامه على أرضها منتهكا سيادتها وقبل ذلك الأعراف والقوانين الدولية، ومقدما في الوقت نفسه الدليل العملي على أن العلو والإفساد والإجرام الصهيوني لا يقتصر على أبناء الشعب الفلسطيني، بل يطال كافة شعوب الأرض وفي مقدمتها الشعوب الإسلامية، وهذا يؤكد صدقية وصوابية الأفكار التي تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية في بعدها الواقعي الذي يرى في الكيان الصهيوني خطرا على الأحرار في كل مكان وعلى كافة القيم الأخلاقية الإنسانية لتعارضها مع قيمه في العلو والإفساد والإجرام.

والمتتبع لتاريخ الاغتيالات الصهيونية يجد أنها تطال العلماء الأفذاذ من العرب والمسلمين في محاولة يائسة لمنع صعود وتقدم هذه الشعوب، وإبقائها في حظيرة العمالة والتبعية لمخططاتها الإجرامية، معتمدة في ذلك على فريق وطابور من الذين باعوا أمتهم وكرامتهم من أجل شهوة المال والسلطان.

وتشكل هذه الحادثة المؤلمة دليلا على أن الصراع مع الكيان الإسرائيلي هو صراع مفتوح وعلى كل الجبهات وفي كل الأوقات ما دام هذا الكيان قائما على الأرض، ولن ينهي هذا الصراع محاولات البعض الالتقاء معه في منتصف الطريق، حتى ولو كان ذلك بالتنازلات المؤلمة والمقدمة له تنازلا تلو الآخر، لأن هذا الكيان وقادته المجرمين لا يؤمنون إلا بساديتهم وأفضليتهم على الآخرين الذين خلقوا لخدمتهم كما يزعمون ويتصورون.

وفي حادثة الاغتيال للشهيد فادي البطش دليل إضافي على مدى تآمر أغلب دول العالم والرأي العام العالمي ضد الفلسطينيين، فالغالبية تلتزم الصمت والسكوت حتى عن بيانات الشجب والاستنكار، ولو كان المغدور من خارج دائرة فلسطين ودائرة الإسلام والمسلمين، أو كان المقتول صهيونيا مجرما لتعالت الأصوات الناعقة بالشجب والاستنكار والمطالبة بالثأر والقصاص وتحكيم العدالة وتدخل الجنائية الدولية.