1318367
1318367
تقارير

الكوريون الجنوبيون يتطلعون للسلام أكثر من الوحدة

25 أبريل 2018
25 أبريل 2018

قبل قمة مع الشمال -

سول - (رويترز): بينما تستعد الكوريتان لقمة بينهما يوم غد تعد الأولى منذ أكثر من عشر سنوات قلل كثير من الكوريين الجنوبيين مستوى توقعاتهم منذ القمتين السابقتين آملين في تحقيق السلام بدلا من إعادة توحيد شبه الجزيرة سريعا.

ويسعى الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن في هذه الجولة من الانفراج بين الكوريتين إلى السلام والمصالحة باعتبارهما الأهداف الأكثر واقعية.

وسيلتقي مون بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في قرية بانمونجوم الحدودية خلال القمة التي ستعقد غدا. وعقدت القمتان السابقتان بين البلدين في عامي 2000 و2007.

وبالنسبة للكثيرين في كوريا الجنوبية ازدادت فكرة تحقيق الوحدة صعوبة ما لم تكن بعيدة المنال في نظرهم على مدى 65 عاما مضت منذ انتهاء الحرب مع كوريا الشمالية بهدنة. وخلف إرث الحرب الدامية بين الكوريتين وعشرات السنين من الاستفزازات والتهديدات العسكرية وسعي بيونج يانج لامتلاك أسلحة نووية، انقسامات عميقة.

ولا توجد أي فكرة في الأذهان عن كيف سيتأقلم الزعيم الكوري الشمالي الاستبدادي ونظامه في كوريا موحدة. ومن ناحية أخرى فقد شهدت كوريا الجنوبية نموا لتصبح رابع أكبر اقتصاد في آسيا مما خلف شعورا لدى الكثير من مواطنيها بأن ما قد يخسرونه نتيجة الاندماج مع كوريا الشمالية الفقيرة قد يكون أكبر من المكسب.

وقال باك جونج-هو (35 عاما) وهو موظف في سول «تقف كوريا الجنوبية الآن جنبا إلى جنب مع الدول المتقدمة بعد أن تبدلت أوضاعها من واحدة من أفقر الدول في العالم بفضل دم وعرق جيل آبائنا»، وأضاف باك «بعد الوحدة سيعود كل شيء لما كان عليه عندما كنا بلدا ناميا».

ولا يمكن تحديد شعور الناس في كوريا الشمالية المنعزلة إزاء القمة. لكن صحيفة رودونج سينمون الكورية الشمالية الرسمية قالت الأسبوع الماضي: إن هناك «إرادة فولاذية لتحقيق الوحدة»، ووصفت كيم بأنه «الرجل العظيم الفذ الذي يقود دفة التاريخ ويوجه ميول العالم».

وقالت سوجي لي (31 عاما) وهي موظفة أخرى في سول: إن الوحدة لن تجلب لكوريا الجنوبية سوى الدمار الاقتصادي، وإن حال الكوريتين أفضل كبلدين منفصلين، وردا على سؤال عن أول ما يطرأ على ذهنها عند التفكير في الوحدة قالت: إنها «العزلة والضرر».

وقالت جامعة سول الوطنية في تقرير سنوي بشأن رأي الكوريين الجنوبيين في الوحدة: إنهم منقسمون مناصفة تقريبا بشأن ما إذا كانت الوحدة ضرورية، ولكن نسبة من يؤيدون الأمر بقوة تراجعت باطراد منذ صدور التقرير لأول مرة في 2007.

وفي العام الماضي قال 53.8% ممن شاركوا برأيهم: إن الوحدة «ضرورية» مقارنة بأكثر من 63% في 2007.

نفس الانتماء العرقي

قال التقرير: إن حقيقة انتماء الكوريين في جانبي شبه الجزيرة الكورية لنفس العرق كانت السبب الأكبر وراء تأييد الوحدة، لكن هذا التأييد تراجع مع مرور السنين. وفي 2007 عزا 50.7% من الكوريين الجنوبيين الذين أيدوا الوحدة هذا الرأي إلى الهوية العرقية باعتبارها السبب الأكبر، بينما كان هذا رأي 40.3% في 2017.

وأفاد استقصاء أجرته جامعة سول الوطنية أن الحد من التوترات العسكرية كان سببا لتأييد الوحدة في نفس الفترة الزمنية.

وأظهر استطلاع فصلي أجراه المجلس الاستشاري الوطني للوحدة في كوريا الجنوبية في مارس أن 50.3% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن نزع السلاح النووي يجب أن يكون البند الذي يحظى بالأولوية في القمة تليه تهدئة التوترات العسكرية بنسبة 36.8%.

وكانت نسبة من توقعوا تحقيق الوحدة خلال السنوات العشر المقبلة 23.5%، تلتها نسبة من يتوقعون ألا تتحقق الوحدة أبدا وبلغت 18.3%. وتوقع باقي من شاركوا في الاستطلاع تحقيق الوحدة خلال فترات زمنية أخرى.

وقال دانييل هان (37 عاما)-يعمل في شركة تابعة للدولة- : إنه يدعم الوحدة بسبب الفرص الاقتصادية التي قد تتاح لكوريا الموحدة، وأضاف «هناك مخاوف كثيرة تتعلق بتكلفة الوحدة لكن عند النظر إلى المعجزة التي تحققت عند نهر الراين بألمانيا أو الموقع الجيوسياسي لشبه الجزيرة الكورية، فإن للوحدة منافع أكثر من الخسائر».

ويميل كبار السن في كوريا الجنوبية أكثر إلى الوحدة بين الكوريتين إذا إنهم ما زالوا يذكرون ما كان عليه الحال عندما كانت الكوريتان بلدا واحدا. وقال كيم يونج-تشول (89 عاما)، وهو من قدامى المحاربين: «إننا شعب واحد. نتحدث نفس اللغة ونبدو بنفس المظهر. بالطبع علينا أن نتحد»، وأضاف: «لم يجب أن نعيش، ونحن شعب واحد، كأعداء؟ كل ما علينا فعله أن نتسامح قليلا».