عمان اليوم

الإعلام وعمليات الانتخاب وحقوق الإنسان ثلاثية أساسية بالمشهد الديمقراطي

17 أبريل 2018
17 أبريل 2018

د. عبيد الشقصي: المناظرات الانتخابية يجب أن تُقيَّد بإجراءات تكفل الحياد وتكافؤ الفرص -

كتب - عامر بن عبدالله الأنصاري:-

واصلت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان تقديم دورتها التدريبية التي جاءت بعنوان «مراقبة دور وسائل الإعلام أثناء الانتخابات»، والتي تقدمها اللجنة بالتعاون مع الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.

وأكد الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي أمين عام اللجنة العمانية لحقوق الإنسان في الحلقة التي يقدمها مع نخبة من المتحدثين من السلطنة وخارجها، على الارتباط الأصيل والأساسي بين وسائل الإعلام وعمليات الانتخابات بشتى مجالاتها والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان المختلفة، مشيرا إلى أن هذا الارتباط هو المحور الأساسي للحلقة التدريبية، ويكمن دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في هذا الارتباط بمراقبة وتحليل عمليات الدعاية الانتخابية والنتائج ووسائل الإعلام ورصد مخالفاتها وتجاوزاتها القانونية.

كما أشار الدكتور عبيد الشقصي إلى الارتباط القديم بين الإعلام والانتخابات، والتي دخلت فيها مؤسسات حقوق الإنسان مؤخرا، وضرب الدكتور مثالا على بعض النماذج الإعلامية، منها المناظرات التلفزيونية بين المترشحين، حيث بدأت المناظرات كما أشار الدكتور في عام 1960 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوطن العربي قد بدأت في الأردن عام 2016، إلا أن بعض المشاركين أوضحوا بأن الجزائر قد سبقت الأردن بالمناظرات التلفزيونية ويرجع تاريخ ذلك إلى عام 1990.

ومن الأمور التي أوضحها الدكتور عبيد أن المناظرات يجب أن تُقيَّد بإجراءات تكفل الحياد وتكافؤ الفرص بين المترشحين، كما حدث في انتخابات الولايات المتحدة الأخيرة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، حيث اتسمت المناظرة بالصرامة، فقد وجه مدير الجلسة أو الإعلامي الجمهورَ بعدم التصفيق أو إبداء الاستياء أو الإعجاب والنداء بصوت مرتفع، كما وجههم بالصمت بعد أن سمح لهم بالترحيب بهما أول ما صعدا على المنصة، واتسمت المناظرة بالأسلوب المهني من خلال تحديد وقت للإجابة، وتوجيه نفس السؤال لكلا المتحدثين وإعطائهما مطلق الحرية بالرد دون التدخل في إجاباتهما.

كما أشار الدكتور الشقصي إلى أن المواد الإعلامية الصحفية ليست المكتوبة فحسب، بل كذلك للجانب البصري بُعد مهم، وضرب حول ذلك مثالا على فن الكاريكاتير، الفن الذي قد يكون معبرا أكثر من أي كلام مكتوب مهما كان حجمه ونوعه، إضافة إلى ذكر القوالب الإعلامية المقروءة منها والمرئية الأخرى ومدى تأثيرها على الرأي العام.

كما تخللت محاضرة الدكتور الشقصي العديد من النقاشات المثرية التي تفضل بها المشاركون من الحقوقيين والإعلاميين العرب في الحلقة التدريبية.

وتضمن اليوم الثاني من الحلقة التدريبية ورقة قدمتها «ماريون دسمرجر» من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وتطرقت في ورقتها إلى دور وسائل الإعلام وأنه يجب أن يراعى بها ثلاثة حقوق، أولا حق المترشحين، وثانيا حق الناخبين، وأخيرا حق وسائل الإعلام.

مشيرة إلى وجود خمسة مبادئ أساسية يجب على الإعلام أن يتقيد بها ويتمثل بها، وهي الاستقلالية، وعدم التحيز، والأمانة، والعدالة، والشمولية، ولكي تتحقق تلك المبادئ الخمسة أشارت إلى أن وسائل الإعلام بحاجة إلى تشريعات وقوانين، كما تحتاج إلى أن يكون أداؤها مراقبا.

وتحدثت عن حرية التعبير بالنسبة للانتخابات بأنها حرية ليست مطلقة، إنما يجب أن تراعي الضرورة والحاجة والنسبية، مؤكدة بأن هناك أهدافا نبيلة بالحد من هذه الحرية منها ضمان الحياد والشفافية وتكافئ الفرص.

وتحدثت بصورة عامة عن دور وسائل الإعلام والواجبات الملقاة عليها من خلال إبراز المترشحين وإعطاء مجال للحديث عن أنفسهم واستعراض جدولهم الانتخابي، وقالت إن دور وسائل الإعلام يمتد إلى فترات ما قبل الانتخابات، وأثناء الانتخابات، وما بعد الانتخابات، حيث تشمل المرحلة الأولى تعزيز ودفع الناخبين للمشاركة في التصويت، والمرحلة الثانية تكمن في إعلان النتائج الرسمية، والمرحلة الثالثة إبراز التظلمات والطعون في نتائج الانتخابات.

ومن الأمور التي تطرق إليها المشاركون جدلية مقاطعة الانتخابات ما بين حرية التعبير ومخالفة التحريض، وطال النقاش حول الموضوع، إلى أن اتفق المشاركون على أن مقاطعة الفرد للانتخابات أمر تكفله الحرية الشخصية، أو مقاطعة حزب ما للانتخابات أمر تكفله الحرية كذلك، إلا أن الدعوة العامة لمقاطعة الانتخابات تضع صاحب الدعوة في مخالفة التحريض، وهناك أمثلة على ذلك منها ربط مقاطعة الانتخابات بالوطنية أو الهوية كعبارة «إذا كنت مواطنا حقيقيا لا تصوت» فهذه الشعارات وما يشابهها مخالفة يعاقب عليها القانون، إضافة إلى العديد من النقاشات والتجارب التي خاضها المشاركون في بلدانهم.

جدير بالذكر بأن الحلقة التدريبية تختتم أعمالها اليوم الأربعاء بعد مضي ثلاثة أيام في أحضان فندق كومبنسكي الكائن في الموج مسقط، وتضمنت الأيام الثلاثة زيارات إلى مواقع سياحية في محافظة مسقط.