French President Emmanuel Macron attends a Defence Council meeting at the Elysee Palace in Paris
French President Emmanuel Macron attends a Defence Council meeting at the Elysee Palace in Paris
غير مصنف

السعودية وقطر تؤيدان ومصر قلقة جداً ولبنان يرفض والجزائر تستنكر الضربات

14 أبريل 2018
14 أبريل 2018

14-4-2018 وكالات - أعربت السعودية وقطر اليوم عن تأييدهما للضربات التي نفذتها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ضد أهداف في سوريا، واعتبرتا انها جاءت ردا على هجمات النظام السوري ضد المدنيين.

وحمّل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية النظام «مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية»، متّهما المجتمع الدولي بالتقاعس عن اتخاذ «الإجراءات الصارمة» ضد هذا النظام.

وأعربت السعودية السبت عن «التأييد الكامل» للضربات، معتبرة انها جاءت ردا على «جرائم» النظام السوري.

في الدوحة، رأت وزارة الخارجية ان «استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية والعشوائية ضد المدنيين» يتطلب قيام المجتمع الدولي «باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دولياً».

وكتب وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدة «أسرف النظام في جرائمه، (..) ولا بد أن يحاسب ويُردع».

في دمشق، نددت وزارة الخارجية السورية بدعم قطر للضربات الغربية عبر سماحها باستخدام قاعدة العديد الاميركية قرب الدوحة لشن الهجوم على منشآت عسكرية في محيط دمشق ووسط البلاد.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية، وفق تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا»، إن سوريا «تعرب عن الاشمئزاز من الموقف المخزي لحكام مشيخة قطر بدعم عدوان الثالوث الغربي الاستعماري على سوريا والسماح باطلاق حمم العدوان الحاقد من قاعدة العديد الاميركية في قطر».

ولم يؤكد اي مصدر آخر استخدام هذه القاعدة الواقعة على بعد 30 كلم جنوب غرب الدوحة، وهي القاعدة الأميركية الأكبر في المنطقة وتشكل مقرّ القيادة الاميركية الوسطى (سنتكوم) المسؤولة عن المهام العسكرية الاميركية في منطقة الشرق الاوسط.

ورأت البحرين ان العملية العسكرية كانت «ضرورية لحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية ومنع استخدام أي أسلحة محظورة»، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

وجاءت الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت على أهداف للنظام في سوريا ردا على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في دوما قرب العاصمة السورية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن مراكز الأبحاث والمقرات العسكرية التي طالتها الضربات كانت خالية تماماً الا من بضع عناصر حراسة، جراء تدابير احترازية اتخذها الجيش السوري مسبقاً.

كما أعربت مصر عن «قلقها البالغ» حيال الوضع في سوريا بعد أن شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجرا ضربات عسكرية طاولت مواقع للنظام السوري ردا على هجوم كيميائي مفترض في دوما بالغوطة الشرقية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك «تعرب (مصر) عن قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر».

وأكدت القاهرة «رفضها القاطع لاستخدام أي أسلحة محرمة دولياً على الأراضي السورية، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية».

ودعت المجتمع الدولي والدول الكبرى «لتحمل مسؤولياتها في الدفع بالحل السلمي للأزمة السورية بعيداً عن الاستقطاب، والمساعدة في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضررين من استمرار النزاع المسلح».

واستهدفت الضربات المشتركة «مواقع مرتبطة بقدرات الديكتاتور السوري بشار الاسد في مجال الاسلحة الكيميائية»، على ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ونددت سوريا بهذه الضربات ووصفتها بـ»العدوان البربري الغاشم» على أراضيها.

وأوردت وزارة الخارجية السورية في بيان ان «توقيت العدوان الذي يتزامن مع وصول بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى سوريا.. يهدف أساساً الى إعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح اكاذيبهم وفبركاتهم».

من جانبه أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن ما حصل فجر اليوم السبت في سورية لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة ، مشددا على رفض بلاده أن تتعرض أي دولة عربية لاعتداء خارجي.

وقال عون ، في بيان صادر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، إن ما حصل فجر اليوم في سورية « لا يساهم في ايجاد حل سياسي للازمة السورية التي دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري».

وأكد أن «لبنان الذي يرفض أن تُستهدف اي دولة عربية لاعتداءات خارجية بمعزل عن الاسباب التي سيقت لحصولها، يرى في التطورات الأخيرة جنوحاً الى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة السورية، مع ما يترك ذلك من تداعيات».

وأضاف عون أن ما حصل فجر اليوم» قد يضع المنطقة في وضع مأزوم تصعب معه إمكانية الحوار الذي بات حاجة ضرورية لوقف التدهور وإعادة الاستقرار والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة تعقيداً».

من جانبها ، أدانت وزارة الخارجية اللبنانية القصف الصاروخي والغارات الجوية التي استهدفت سورية ، واعتبرت أن ما حصل يمثّل «اعتداءً صارخاً على سيادة دولة عربية شقيقة وانتهاكاً للمواثيق والأعراف الدولية».

وقالت الوزارة ، في بيان صحفي اليوم ، «كان من الأحرى إجراء تحقيق دولي شفاف وموضوعي من قبل الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، ومن ثم استصدار قرار أممي شرعي عن المؤسسات الدولية قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية».

وأشارت إلى أن « موقف لبنان المبدئي كان ولا يزال مع حظر استعمال السلاح الكيماوي من أي جهة، وضرورة معاقبة مستعمليه، وكذلك منع استخدام وامتلاك كافة أنواع اسلحة الدمار الشامل لا سيما السلاح النووي والذي تملكه اسرائيل تحديداً، ومنع استعماله في أي نزاع عسكري».

كما أعربت وزارة الخارجية الجزائرية، عن أسفها واستنكارها للتصعيد العسكري الذي عرفه الوضع في سورية، على خلفية الهجوم الثلاثي الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فجر اليوم السبت على مواقع في هذا البلد.

وقال عبد العزيز بن علي شريف المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان مكتوب « أي تصعيد عسكري مهما كان طبيعته لن يزيد الوضع إلا تعقيدا ويؤخر فرص تحقيق الحل السياسي والسلمي للمأساة التي يعرفها هذا البلد الشقيق (سورية)».

وأضاف البيان « الجزائر تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وأنها مقتنعة بأنه لا بديل عن الحل السياسي المتفاوض عليه، الوحيد القادر على وضع حد لمعاناة الشعب السوري، والحفاظ على الوحدة الترابية وسيادة سورية».

وأشار بن علي شريف، أنه إزاء هذه التطورات، فإن الجزائر تذكر بضرورة احترام قواعد القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الإنساني من طرف الجميع وفي جميع الظروف.

وكان رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيي، قال في مؤتمر صحفي اليوم، إن هذه الضربات «ستزيد من تعقيد الوضع»، وإن « الجزائر ثابتة على موقفها بخصوص الأزمة السورية، وهو أن الحل لن يكون إلا سياسيا».

وأشار أويحيي، إلى أن الجزائر كانت تأمل في «ترك المجال أمام لجنة التحقيق الدولية بشأن الاتهامات الموجهة للسلطات السورية باستعمال أسلحة كيماوية».