صحافة

الحياة الجديدة: مبادرة الرئيس أبو مازن للسلام في قمة الرياض العربية

13 أبريل 2018
13 أبريل 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب موفق مطر مقالاً بعنوان: مبادرة الرئيس أبو مازن للسلام في قمة الرياض العربية، جاء فيه: لا نريد للعالم تجاوز أو إغفال الرؤية الفلسطينية للسلام التي طرحها رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية أبو مازن، لأنه بذلك لا يساعد نفسه في التماس ورؤية استقرار واقعي وأمن وسلام في المنطقة.

منظور وزاوية رؤية السلام الفلسطينية كما وضعها الرئيس على طاولة مجلس الأمن الدولي، يتجاوز مقاسات الزوايا المعروفة في علم الهندسة والبصر، ذلك أنها رؤية دائرية في كل الاتجاهات والأبعاد، تمكننا من اعتبارها رسالة سلام الى الإنسانية مصاغة بأبجدية فلسطينية عربية، غير مسبوقة، خاصة أنها تعبير أمين ودقيق عن تطلع الشعب الفلسطيني لسلام يعم العالم، متجاوزا حدود وطنه فلسطين، فهذا الشعب يدرك أن مصيره مرتبط بمصير الإنسانية وقيمها، وأن التفاعل الحضاري يتطلب رؤى بعيدة المدى بانعكاسات متعددة المستويات، سيكون أولها إنجاز الفلسطينيين لاستقلالهم الوطني، وتحقيق الحرية التي ستمكنهم من المساهمة فعليا وعمليا في اللقاء والتكامل الثقافي والحضاري العالمي.

لو أجرينا مقارنة بسيطة بين الرؤية الفلسطينية للسلام، وبين مشاريع الدولة القائمة باحتلال فلسطين (إسرائيل) لتحقيق السلام، فإننا سنكون أمام صورة الماء (الفلسطينية) التي تستحيل الحياة بدونها، وبين النار (الإسرائيلية) الحارقة للأخضر واليابس، المدمرة لكياني الأرض والإنسان، أو صورة اخرى في شطرها الأول رموز ثقافة السلام والحرية برموزهما العالمية، وفي شطرها الآخر الإرهاب والعنصرية والاستيطان الاستعماري الإحلالي.

لا نبعد عن موعد انعقاد مؤتمر القمة العربية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية إلا أياما وفي خضم الأيام القادمة وحتى تاريخ انعقادها قد نشهد تطورات على الصعيد الوطني، وكذلك العربي والدولي، لكنها مهما كانت تأثيراتها الإيجابية أو السلبية من اعتبار الرؤية الفلسطينية ومبادرة الرئيس أبو مازن المحور الرئيس لأي حركة سياسية أو دبلوماسية أو قرارات ستتخذ تحت سقف القمة العربية، خاصة إذا أخذنا بالاعتبار ان المبادرة العربية التي هي في الأصل مبادرة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وان الرئيس أبو مازن قد اتخذها ركيزة في مبادرته المقدمة للعالم في مجلس الأمن الدولي في فبراير الماضي. ما بين انعقاد القمة العربية، والمجلس الوطني الفلسطيني، سيكون لدينا مدى أسبوعين ستمكن قيادتنا الوطنية من تجميع أوراقها، ووضع النقاط على الحروف، لنظم وإقرار برنامج المرحلة القادمة من النضال الوطني، وتحديد سبله ووسائله وان كنا على يقين لا يمسه الشك ان حكمة وعقلانية وواقعية وشجاعة وثبات وإخلاص ومصداقية الرئيس أبو مازن ستكون الموجّه الأول والناظم للمرحلة القادمة، فالهدف هو تحقيق الحرية والحياة بعزة واستقلال وكرامة على أرض الوطن، وليس أن نكون مجرد أسماء على شواهد قبور في جوفها، فنحن أقوياء بحياتنا عليها، حيث ستعجز آلة الحرب والدمار الاحتلالية الاستعمارية عن اقتلاعنا، ذلك ان كل ضربة تجذرنا اكثر في أعماق أعماق حقنا في أرضنا.

ستثبت الأيام القادمة نجاعة المقاومة الشعبية السلمية إن تم توظيف قدرات الجماهير الفلسطينية لخدمة الأهداف والثوابت الوطنية، وسيدرك الأشقاء العرب الذين سيجتمعون في الرياض أن مصير الأمة مرتبط بمصير الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين، وان استعادة القضية الفلسطينية الى مركزها الطبيعي، فيه من الانتصار لقضاياهم الوطنية والتحررية.