المنوعات

د. محمد المحروقي لـ«عمان» الثقافي: 25 ورقة محكّمة تتناول جوانب من حياته وفكره لباحثين مرموقين

08 أبريل 2018
08 أبريل 2018

ندوة علمية عن القاضي منصور الفارسي بجامعة نزوى -

نزوى - محمد الحضرمي -

تنظم جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، ندوة علمية حول الشيخ القاضي منصور بن ناصر بن محمد الفارسي (ت: 1976م)، تتناول جوانب من حياته وفكره، تقام الندوة في قاعة الشهباء بالجامعة خلال الفترة من 23 - 24 من هذا الشهر الجاري، بتعاون مشترك بين الجامعة وأسرة القاضي الراحل، حيث تم الإعداد لها مبكرا، لتخرج بالصورة اللائقة بهذه الشخصية الفقهية والأدبية، إذ يعد الشيخ منصور من بين أغزر المؤلفين العمانيين إنتاجا في التأليف وأكثرهم تنوعا وتعددا، تنوعت بين الشروحات الأدبية والمنظومات التعليمية والكتب الخاصة بعلوم العربية.

التخطيط للندوة أخذ سنتين

حول هذه الندوة القادمة تحدث لـ$ الثقافي الدكتور محمد بن ناصر المحروقي رئيس مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية المنظم للفعالية ويقول: إن التخطيط للندوة أخذ سنتين كاملتين، بدأ بفكرة طرحها ابنه الشيخ ناصر الفارسي وهو شاعر ومثقف، فرأت اللجنة العلمية للمركز أن الاحتفاء بهذا العلم العماني واجب لغزارة إنتاجه، وتبنت فكرة الاحتفاء به من خلال تقديم ندوة علمية عنه، وتم التنسيق مع أسرة الراحل ممثلا في نجله ناصر، بجمع المادة العلمية وتوفيرها للباحثين، وهي مادة معظمها بين مخطوطات ووثائق، ولم تكن بأيدي الدارسين، والمطبوع منها قليل فقط، وكان توفير هذه المخطوطات والوثائق تحديا للجنة التحضيرية للندوة، فقامت بتصويرها ونشرها إلكترونيا في موقع الجامعة، لتكون متاحة للباحثين، ووصلتنا دراسات من داخل السلطنة وخارجها، تغطي الإنتاج المعرفي للمؤلف والقاضي الراحل.

وأضاف د. محمد المحروقي إن طريقة الاختيار لورقات المحاضرين تمت بالاتصال المباشر مع الباحثين، من ذوي العلاقة بدراسة المرحلة التي عاشها الشيخ الفارسي، وبعضهم تمت الموافقة على تقديم ورقاتهم بطريقة الإعلان للفعالية وتلقي الملخصات، ودراسة ما ينوي الباحثون تقديمه خلال الندوة، ثم اجتمعت اللجنة العلمية وناقشت الملخصات التي وصلت إليها، وأقرت قبول عدد منها، ويمكننا القول: إن الدراسات التي ستقدم خلال يومي الندوة تبلغ 25 دراسة، من السلطنة ولبنان ومصر وتونس والجزائر.

مشاركات متميزة وفيلم وثائقي

وأكد الدكتور محمد أن هذه الندوة ستحظى بمشاركة سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة، الذي سيقدم تسجيلا صوتيا يتحدث فيه عن الشيخ منصور الفارسي، كما يشارك الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بورقة عنوانها: «الشيخ منصور بن ناصر الفارسي وزمانه»، ويقدم الشيخ عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا ورقة حول «القضاء عند الشيخ الفارسي وأحكامه على مستوى الممارسة»، إلى جانب تقديم فيلم وثائقي عن الشيخ الفارسي، ويتخلل حفل الافتتاح كلمات وقصائد شعرية.

ويؤكد د. محمد بن ناصر المحروقي في حوار خاص لعمان: إن الشيخ منصور الفارسي يعد من أبرز علماء عصره، وقد قال فيه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي (ت: 1954م): (منصور يا منصور)، ومن الناحية الفقهية الشرعية يكفيه شهادة الإمام الخليلي فيه، أما نتاجه الأدبي فله دواوين شعرية اطلعت على بعض من قصائده، ويمكنني القول إن شعره حسن السبك، أقرب إلى النظم من الشعر المجنح في عوالم الخيال، ولكن يبقى أن له جمالياته، كما اطلعت على شرحه لمقصورة أبي مسلم البهلاني، المسماة بالدرة المنثورة في شرح المقصورة، ويدل على المكنة اللغوية للشيخ الفارسي.

نشر ورقات الندوات في كتاب

وأضاف الدكتور المحروقي: إن المركز دأب على نشر ورقات الندوات التي يقيمها، بعد تحكيمها ومراجعتها، لتخرج في إصدار متكامل وتكون بين يدي القراء، ولا شك أن هذه الندوة ستخرج في كتاب مستقل بعد تحرير المادة وجمعها ومراجعتها.

وبمناسبة الحديث عن نشر ورقات الندوة، فإنني أود أن أبشر المهتمين بأن ورقات وبحوث الندوة الخاصة بالإمام الخليلي، ستصدر قريبا في كتاب، وهو الآن في المرحلة الأخيرة من التحرير النهائي، بعد أن خضع إلى المتابعة والتحرير، بعض المداخلات كانت شفهية، وكان لزاما رقن تلك المداخلات وصفّها لتنشر في الكتاب، وأخذ هذا جهدا كبيرا، ثم تعرض على الباحث نفسه حتى يجيزها، ويحدث أن يقدم الباحث إضافة جديدة على مداخلته، ويمكننا القول: إن الكتاب سيأتي ملما بحياة الإمام محمد الخليلي، وعن تلك المرحلة التي عاشها إماما منذ عشرينات القرن العشرين الماضي وحتى منتصفه.

وتحدث الدكتور محمد المحروقي عن مجلة جامعة نزوى للدراسات الأدبية واللغوية (الخليل)، بأنها مجلة محكمة نصف سنوية، تصدر عن مركز الفراهيدي، صدر منها 3 أعداد فقط، وخلال الفترة الماضية نظم المركز ندوة عن «اللهجات العمانية» بهدف توثيقها ودراستها، وهي ندوة خاصة بالمجلة، ستنشر في العدد الرابع القادم، وهو الآن في مرحلة التصميم.

تضافر الجهود لحماية التراث الثقافي

وأكد الدكتور في حديثه: إنه بحسب الباحثين في مجال المخطوطات، توجد في عمان 40 ألف مخطوطة، معظمها غير مصان، وفي بيئة معادية للمخطوطة، وهذا التراث لم يحقق بشكل جيد، من هنا ينبغي أن تتضافر له الجهود الرسمية وغير الرسمية، وعلى الجامعات واجب علمي بإخراج هذا التراث الثقافي والتعريف به داخل عمان وخارجها، ومركز الخليل الفراهيدي يدرك قيمة المهمة الملقاة على عاتقه، ويتمنى أن تسمح له الظروف ليقوم بهذا الدور المهم في الحفاظ على التراث وإخراجه، والكتب التي تخرج عن المركز وكذلك الندوات والمحاضرات التي يقيمها، جميعها تخدم في هذا الإطار الثقافي العماني، ولكن المركز يعاني من قلة الموارد البشرية والمالية، حيث لا يوجد به سوى موظفَيْن إداريين فقط، لذلك أتوجه بندائي للجهات الرسمية المعنية وإلى كل إنسان غيور، للتعاون على توفير الإمكانات المادية والبشرية، ليتمكن المركز من أن يؤدي الرسالة الملقاة على عاتقه على أكمل وجه.

من جانب آخر فإن للمركز حضورا خارجيا، حيث أقام علاقة مع «جامعة الشهيد بهشتي» في إيران، وزارنا مجموعة من طلبة الدكتوراه، بقوا في جامعة نزوى ثلاثة أسابيع، يتلقون محاضرات علمية، وتم التعاون معهم على جمع الدراسات والإنتاج العماني، وبعد عودتهم إلى إيران كتبوا 29 دراسة عن الأدب العماني المعاصر، ومعها ملخصات باللغة العربية، وعرضت عليهم أن تكون الملخصات لا تقل عن ألف كلمة، وسوف نخصص لها عددا من أعداد المجلة القادمة، هذا الكتاب سيخرج باللغتين العربية والفارسية بالاشتراك بين جامعة الشهيد بهشتي وجامعة نزوى. كما أقام المركز علاقة ثقافية مع جمعية التراث بالجزائر، وعلاقة مع العتبة العباسية المقدسة بالعراق، أما على مستوى علاقة المركز بالمؤسسات الثقافية في السلطنة، فقد أقام علاقة تعاونية مع 20 مؤسسة عمانية.

إقامة ثلاثة معارض وبرنامج ترفيهي

وعودة إلى الندوة المزمع إقامتها بعد أسبوعين، فإلى جانب الورقات المقدمة، سيصاحبها إقامة ثلاثة معارض تلتقي في قاعة واحدة، حيث سيتم عرض الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالشيخ منصور الفارسي يحتفظ بها ابنه ناصر، وتعرض هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الوثائق الخاصة بالمحتفى به، ومراسلاته وعلاقته بعلماء عصره، كما يعرض مركز الخليل مجموعة من الكتب التي صدرت عنه، وتبلغ 18 عنوانا في مختلف فنون المعرفة.

جدير بالذكر أن أيام الندوة تتخللها إقامة برنامج ترفيهي للمشاركين، يتم فيه زيارة قلعة الشهباء بنزوى والمدينة القديمة بولاية منح.