صحافة

القدس: مسيرة العودة...الخيار السلمي المطلوب

06 أبريل 2018
06 أبريل 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب الدكتور ناجي صادق شراب مقالا بعنوان: مسيرة العودة...الخيار السلمي المطلوب،جاء فيه: لقد كشفت مسيرة العودة الكبرى التي شهدتها فلسطين في غزة عن أهمية الحراك الشعبي السلمي كاستراتيجية لها فعاليتها وحضورها وتأثيرها، وفيما يلي بعض الملاحظات:

الأولى أن الحراك السلمي يزداد فعالية وحضورا بحجم المشاركة، فلعل أحد أهم مقومات الحراك السلمي المشاركة الجماهرية الكبيرة.

الملاحظة الثانية: الالتزام بقواعد العمل السلمي، والنأي عن أي مظاهر العنف أو القوة لأنها تفقد المسيرة السلمية مضمونها وجوهرها.

الملاحظة الثالثة: تعميم المسار السلمي ليشمل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا وتوسيع دائرته على المستوى الإقليمي والدولي، والاستفادة من تواجد الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والصديقة في كافة الدول لإيصال رسالة وهدف المسيرة. والهدف هنا واضح أن هناك شعبا مثل بقية الشعوب، وأن هذا الشعب تحت الاحتلال والحصار، وأرضه تصادر، ومحروم وممنوع من العودة لأراضيه. وفي هذا السياق فإن الخطوة الأولى في هذا المسار السلمي التركيز على هدف العودة وماذا يعني.

وهنا الهدف الشمولي، الفلسطينيون في كل لحظة وفي كل وقت يمكن أن تصادر أراضيهم، وتدمر منازلهم ويطردوا منها ليعيشوا في خيام.

والسبب هو مصادرة الأراضي من قبل إسرائيل كدولة احتلال، وهذا المعنى ينبغي أن تصاحبه لغة الأرقام، التي تبين حجم الأراضي المصادرة، وحجم الاستيطان وسياسات التهويد في الأراضي التي اعترف العالم والأمم المتحدة بحق الفلسطينيين في قيام دولتهم بها. هذا هو المعنى المباشر للعودة، والتذكير بقضية النكبة واللاجئين وكيف أجبروا على ترك ديارهم. والخطوة الثانية التوافق والاتفاق على آليات وأساليب استمرار المسيرة في إطارها ومضمونها السلمي، والإبداع في هذه الأساليب من مقاطعة للبضائع، لاعتصامات مدنية، لإرسال رسائل بالهدف السلمي والمغزى السياسي للمسيرة بما فيها داخل إسرائيل. وهنا يمكن تفعيل والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه القاعدة نسميها قاعدة الإغراق الإعلامي، بمعنى جعل خبر المسيرة خبرا محليا في حياة المواطن أينما كان.

والخطوة الثالثة، تجنب الأعمال العسكرية من إطلاق للصواريخ، أو القيام بأي عمل عسكري لأن من شأن ذلك أن يجهض كل الجهود السلمية للمسيرة وتداعياتها. والخطوة الرابعة، تنويع الأنشطة المدنية وإبراز دور الطفولة والمرأة فيها، بعمل معارض ميدانية للرسم مثلا.

والخطوة الخامسة الحفاظ على الهوية الشعبية للمسيرة لتعلو على الروح الفصائلية والحزبية الضيقة. والخطوة السادسة الضغط في اتجاه إنهاء الانقسام السياسي والتسريع في عملية البناء السياسي لكل المنظومة السياسية الفلسطينية.

ولعل من الخطوات الهامة العمل ومن خلال لجان من الكتّاب والمفكرين والأكاديميين لصياغة ميثاق سياسي للمسيرة يكون ملزما لكافة القوى السياسية.

متضمنا الأهداف والغايات والوسائل، بما يضمن الاستمرارية والديمومة، فبقدر الديمومة بقدر تحقيق النتائج.

وبالتالي يكون الهدف المباشر للمسيرة العمل والضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

ومن المتطلبات الأساسية لإنجاح المسيرة في أهدافها البعيدة توسيع المشاركة السياسية في إدارتها بإتاحة الفرصة أمام الجيل الشاب من الجنسين لإدارة شؤونهم، وتدريبهم على اتخاذ القرارات المصيرية، والابتعاد عن الهيمنة والسيطرة الحزبية التقليدية.

المسيرة في حاجة لرؤية وطنية واستراتيجية شاملة، ولا تعمل بعيدا عن الإطار المؤسساتي السياسي، فهي لا تعمل بمعزل عن مؤسسات السلطة، ومؤسسات المجتمع المدني، لأنه في النهاية فإن المسيرة في حاجة لحاضنة سياسية وحاضنة ومجتمعية قادرة على إمدادها بالدعم الاستراتيجي الذي يقوي من عضدها وصب الدعم بكل أشكاله للمسيرة.

وهنا قد يبرز الدعم من قبل رجال الأعمال في الداخل وعلى المستوى العربي، وفتح صناديق دعم للمسيرة، كل هذه التصورات قد تضمن للمسيرة الديمومة والاستمرارية والنجاح، وفي النهاية المسيرة ليست بعدد الشهداء بقدر ما هي رسالة مدنية سلمية تحافظ على الدم الفلسطيني.