العرب والعالم

بريطانيا ترفض اقتراح روسيا بإجراء تحقيق مشترك بشأن تسميم «سكريبال»

04 أبريل 2018
04 أبريل 2018

موسكو تطرد دبلوماسيا بلجيكيا ومجريا على خلفية القضية -

عواصم -(وكالات): أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن الأمل في أن «تسود الحكمة» في قضية الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال التي تسببت بأزمة دبلوماسية خطيرة بين روسيا والدول الغربية.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي في أنقرة «نأمل بأن تسود الحكمة وأن يتم الكف عن إلحاق هذا الضرر الهائل بالعلاقات الدولية».

إلى ذلك هاجمت بريطانيا أمس اقتراحا روسيا لإجراء تحقيق مشترك في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال واعتبرته محاولة لتحويل الانتباه عن القضية، وذلك خلال اجتماع طارئ لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي لمناقشة الحادث.

وقال الوفد البريطاني إلى المنظمة في تغريدة على تويتر «إن اقتراح روسيا لإجراء تحقيق مشترك بريطاني/‏‏روسي في حادث سالزبري هو محاولة لتحويل الانتباه»، مضيفا انه أيضا أسلوب للتضليل يهدف إلى التهرب من القضايا التي على السلطات الروسية أن تجيب عنها».

ويعقد المجلس التنفيذي للمنظمة اجتماعه غداة إقرار مختبر بريطاني بانه لا يملك دليلا على أن روسيا هي مصدر المادة التي استخدمت في تسميم سكريبال.

ورد نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي جورجي كالامانوف الذي يشارك في اجتماع المنظمة كما نقلت عنه السفارة الروسية في هولندا على موقع تويتر، «نحن مستعدون للتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وكذلك داخل المنظمة».

وأضافت السفارة الروسية أن «14 دولة عضوا أيدت البيان المشترك الذي أصدرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في ما يتعلق بحادث سالزبري: نعتبر أن من الضروري الحرص على حل هذه المشكلة في الإطار القانوني الدولي».

ودعت موسكو لاجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة، المسؤول عن اتخاذ القرارات، لمواجهة اتهامات بريطانيا بأن روسيا تقف وراء تسميم سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس الماضي باستخدام غاز أعصاب يُستخدم لأغراض عسكرية في مدينة سالزبري الإنجليزية.

وقال الوفد البريطاني في تغريدة إن فكرة روسيا «خبيثة، وهي أسلوب لتشتيت الانتباه، والتضليل يهدف إلى التهرب من الأسئلة التي يتعين على السلطات الروسية الإجابة عليها».

ورفض الاتحاد الأوروبي أيضا الاقتراح ويقول دبلوماسيون إن من المستعبد الموافقة عليه بأغلبية الثلثين المطلوبة في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي يضم 41 دولة.

وتقول روسيا إن 14 دولة تدعمها.

وأبلغ ألكسندر شولجين ممثل روسيا لدى المنظمة الاجتماع قائلا: «نعتقد أن المهم ضمان حل هذه المشكلة داخل الإطار القانوني باستخدام كامل قدرات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» وفق ما نقلته وكالة تاس الروسية للأنباء.

وخلص علماء في مختبر بورتون داون للأسلحة البيولوجية والكيماوية في إنجلترا إلى أن المادة السامة كانت ضمن فئة من غازات الأعصاب التي يطلق عليها نوفيتشوك والتي تنتمي إلى الحقبة السوفييتية، بيد أنه لم يتمكن حتى الآن من تحديد ما إذا كان جرى تصنيعها في روسيا. وتنفي موسكو ضلوعها في الهجوم بأي شكل من الأشكال وتتهم بريطانيا بإثارة حملة من الهستيريا مناهضة لروسيا في الغرب.

وحصلت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على عينات من موقع هجوم سالزبري ومن المتوقع أن تقدم نتائج اختبار العينات في مختبرين متخصصين الأسبوع المقبل.

وقال شولجين في وقت سابق إنه إذا مُنعت موسكو من المشاركة في اختبار عينات المادة السامة بهجوم سالزبري، فإنها سترفض نتائج البحث الذي تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

ويقول دبلوماسيون إن اقتراح روسيا إجراء تحقيق ثان لن يتم تمريره عبر المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يتم انتخاب الأعضاء فيه من بين الدول الأعضاء بالمنظمة البالغ عددها 192 دولة والذي يضم دولا كبرى كروسيا وإنجلترا والولايات المتحدة.

وإلى ذلك أبلغت السلطات الروسية أمس بلجيكا بأنها قررت طرد أحد دبلوماسييها من موسكو ردا على طرد السلطات البلجيكية دبلوماسيا روسيا على خلفية قضية تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في المملكة المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البلجيكية إن «السلطات الروسية أبلغت سفارتنا في موسكو بان احد الدبلوماسيين شخص غير مرغوب فيه ردا على القرار الذي اتخذ الأسبوع الماضي».

وكانت بلجيكا قررت في 27 مارس الماضي طرد دبلوماسي من البعثة الروسية. وأضاف المتحدث «انه إجراء يندرج ضمن مبدأ المعاملة بالمثل كما حصل مع الدول الأوروبية الأخرى».

وقالت الخارجية البلجيكية في بيان أن وزير الخارجية ديدييه ريندرز «تبلغ قرار السلطات الروسية» و«يأسف لرد الفعل هذا من روسيا». وأضافت أن «الدبلوماسي البلجيكي المعني عليه أن يغادر روسيا خلال 14 يوما. وستتأكد الخارجية من أن تتم هذه العودة في أفضل الظروف».

كذلك، أعلنت موسكو طرد دبلوماسي مجري ردا على قرار بودابست طرد دبلوماسي روسي.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أعقب استدعاء سفير المجر في موسكو انها «ردا على الإجراء غير الودي للمجر والذي لا أساس له يعلن الجانب الروسي أن أحد موظفي السفارة المجرية شخص غير مرغوب فيه». وكانت المجر قررت في 26 مارس الماضي طرد احد أفراد البعثة الدبلوماسية الروسية.

وتتسمك الحكومة الألمانية بالاشتباه في أنه على الأرجح أن روسيا وراء واقعة تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا على الرغم من نقص الأدلة على ذلك.

وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكا ديمر أمس بالعاصمة برلين إن ألمانيا تشارك بريطانيا تقييمها في أن هناك احتمالية كبيرة في مسؤولية روسيا في الواقعة، مؤكدة بقولها: «لم يتغير شيء في ذلك».