yesra
yesra
أعمدة

ربما: إنها السعودية

04 أبريل 2018
04 أبريل 2018

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

مدخل: ( والله إنك لأحب بقاع الأرض إلى قلبي) صدق رسول الله

في زيارة إلى المملكة العربية السعودية، وحيث قدّر لي الله سبحانه وتعالى أداء فريضة العمرة إذ ضجّت مكة بالملبين والمكبرين، ساحات الحرم المكي ملأى بالمصلين، جنسيات مختلفة، عوالم متعددة، أبيض.. أسود.. أحمر لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.

استووا.. ليقف الجميع صفا واحدا في مشهدٍ مهيب لا تجده إلا أمام بيت الله الحرام، نساء ورجال في طوافٍ عظيم حول الكعبة المشرّفة، الكل يحدث نفسه وربّه، حيث ليس بينك وبين دعوتك لله حجاب، ولا تحتاج إلى وسيط، بين دموع مذنب، واستغفار تائب، ومسلم موحّد، وداخل في الإسلام جديد، كل هذه التناقضات الجميلة لا نجدها إلا في مكة، أعداد مهولة من المعتمرين والزائرين إلى أطهر بقاع الأرض، كلهم يرجون رحمة الله وعفوه وغفرانه، كل أناس قد علموا مقصدهم، فشدوا الرحال إلى حيث الراحة النفسية التي لا تستبدلها بشيء.

كثيرة هي المشاهد والشواهد التي سجلها قلمي، ثقافات مختلفة، لغات متعددة، أشكال مختلفة، أمّة محمد عليه الصلاة والسلام، تجمعهم فقط (لا إله إلا الله.. محمدٌ رسول الله) جاؤوا بالحق إلى إله الحق، ليحيوا قلوبهم بالصلاة والذكر والقرآن، ويرووا ظمأهم بـ ( زمزم )، حيث إحدى عجائب الله في الأرض.

ولم ينسوا نصيبهم من الدنيا، المحال التي تجاور الحرم، التي يحمل معها الزائرون ذكرياتهم الطيبة من طيبة الطيبة ومكّة المشرّفة، بين سجادة صلاة، أو مِسباح ذكرْ، أو هدايا للصغار، أو تمور مكة، قهوة السعودية المميزة، وأنا مثلي كغيري، عدت منها أحمل معي أشياء كثيرة. أحلى ما حملته معي في هذه الرحلة، هي تلك الكاميرة الصغيرة التي كان يحضرها لنا معه والدي رحمه الله، تلك التي تقلبّها بصورٍ مختلفة للحرم المكي في صورته القديمة.

..

كلمة حق أودّ أن أسجلها بحق المملكة ورجالاتها حكومة وشعبا، قيادة وجيشا، لما لمسناه وشعوب الدنيا كلها من جهود مباركة ومقدّرة جداً، أثرها واضح في الأرض وأجرها باقٍ في السماء.

السعودية، المملكة.. التي حين احتاجت إليها بعض دول العالم كانت هي الـ (وامعتصماه) لهم ولم تتأخر، التي لو لم تكن تقدّم للعالم بأسره سوى خدمة الحجاج والمعتمرين لكفاها عزا وفخرا، وتقديرا وإجلالا من قبل الجميع، حيث تقدّم للعالم ما لا يستطيع غيرها فعله، وما لا يقوى عليه أحد لمثل هذه النُسك العظيمة.

بوركت الجهود

ودامت أرض الحرمين الشريفين

منارة هُدىً وعلمٍ وهداية

أبد الآبدين.