«الخدمة المدنية» تناقش تعزيز الوعي والإدراك وتحفيز الإبداع المؤسسي بأحدث النظريات

استعراض العمل الوظيفي فـي «إثراء الأداء» وتحقيق أفضل معايير التقييم -

كتب – محمد بن حمد الصبحي -

ناقش مؤتمر«إثراء الأداء» أمس في عدد من الجلسات الحوارية تعزيز الوعي والإدراك لجميع جوانب إدارة الأداء، وتقديم أحدث النظريات والممارسات في مجالات إدارة الأداء وكيفية تحفيز الإبداع والابتكار المؤسسي، ونماذج التميز وأثرها في إثراء الأداء وتعزيز تنفيذ السلوكيات التي من شأنها الوصول إلى التفوق في إدارة الأداء، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية، صباح أمس 2 أبريل 2018م مؤتمر «إثراء الأداء»، والذي يستمر يومي 2 و 3 أبريل بمقر فندق كراون بلازا وتنفذه وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع شركة الرعاية الأولى.

وقال المرهون إن إنجاز المعاملات بدقة وسرعة هو هدف ينبغي على الجميع تحقيقه لتطوير الأداء، باعتباره لب الأساس في تحقيق رضا المستفيدين من الخدمات، والركن الرئيسي لتحقيق متطلبات الإجادة العملية، مؤكدا على أنه من الأهمية بمكان استمرار الجهود الرامية لتعزيز هذا الجانب لدى الموظفين ونشر ثقافة الإجادة التي تركز بالدرجة الأولى على تحقيق هذه المضامين.

وأضاف إن إقامة مثل هذه المؤتمرات تأتي في إطار هذا السياق، فمحاور المؤتمر تركز على سبل إثراء الأداء الوظيفي وتحقيق الموظفين لأفضل معايير تقييم الأداء وبما يكفل زيادة معدلات رضا المستفيدين من الخدمات التي تقدمها مختلف الجهات، عبر أوراق عمل يلقيها عدد من المسؤولين والخبراء من القطاعين العام والخاص من داخل وخارج السلطنة، وسيستعرض تجارب عملية وتطبيقية تركز على سبل تعزيز الأداء الوظيفي، بما يكفل إثراء النقاشات وتعزيز مخرجات المؤتمر. وأشار المرهون إلى أن إقامة هذا المؤتمر تعكس الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مثل هذه المبادرات والفعاليات الداعية لتطوير العمل وتنمية الموارد البشرية.

الفكر الإداري

من جهته قال زكريا بن سعيد الغساني رئيس مجلس إدارة شركة سيرابيس الدولية إن تطور الفكر الإداري أصبح في سباق مع العصر من خلال الارتقاء والابتكار في الممارسات الإدارية في المؤسسات المختلفة وقد أسهمت دراسات وبحوث عدد كبير من المفكرين والمختصين في إثراء المعرفة الإدارية ووضع نماذج ونظريات ومعايير كلها تنصب في إثراء الأداء وهذا الأمر أصبح صميم اهتمام الباحثين والدارسين والممارسين لمفهوم فنون الأداة الناجحة.. وتعتبر إدارة الموارد البشرية وظيفة مهمة من وظائف الإدارة، حيث تركز على العنصر البشري والذي يعتبر أثمن عناصر الإدارة وأكثرها تأثيراً في الإنتاجية. ويوما بعد يوم يزداد دور الأفراد تأثيراً في كفاءة الأداء الوظيفي والإداري، فعلى مقدار كفاءة الموظف وقدراته وخبراته وحماسه للعمل تتوقف كفاءة الإدارة ونجاحها في الوصول إلى الأهداف.

وأضاف: «إن مؤتمر إثراء الأداء الذي انطلقت أعماله، حرصنا مع شركائنا في شركة الرعاية الأولى “أي إي بي بي دي “ (AIPPD )، ومع المعنيين بوزارة الخدمة المدنية، والذين كان لهم فضل المساهمة والدعم والتوجيه للخروج من خلال العمل المشترك لإفراز ما يحتاجه العمل الإداري الناجح، لاستثمار أحدث النظريات والممارسات في مجالات إدارة الأداء، والتطرق إلى كيفية تحفيز الإبداع والابتكار المؤسسي، إضافة إلى عرض نماذج التميز وأثرها على الأداء.. كما يركز المؤتمر على تعزيز السلوكيات التي من شأنها تعزيز إدارة الأداء، كما يعرج المؤتمر على القيادة وفنونها في ابتكار.

الرؤية الثاقبة

وقال إن الرؤية الثاقبة من خلال تنمية رأس المال البشري، بتوظيف أحدث الأساليب التقنية التي تخدم العمل المدروس المنظم المبني على اتخاذ القرارات الصائبة التي تبحر بإثراء الأداء نحو تحقيق الأهداف المرجوة لخدمة المصلحة العامة على المستوى البعيد، ومن أهم ما ركز عليه في المؤتمر العالمي، هو استشراف آفاق حكومة المستقبل ومفاتيح النجاح للمؤسسات الرائدة والتحول الرائد إلى الإجادة في الأداء وتطويرها، ويصاحب المؤتمر عدد من حلقات العمل تركز على مواضيع متصلة بمسرعات ومؤشرات الأداء، واستثمار القائد الناجح لقدراته في الابتكار والتنافسية من خلال تطبيق معايير التميز وتنوع المهارات، وشارك في المؤتمر أكثر من 150 مشاركاً من القطاعين العام والخاص من داخل وخارج السلطنة.

وقال نايف بن أحمد بن سعيد الشنفري رئيس مجلس إدارة شركة الرعاية الأولى لتنظيم الندوات والمؤتمرات وان رسالتنا في هذا المؤتمر «نقل المعرفة والمتابعة المستمرة لرصد ممارسات إدارة الأداء على النطاق الدولي»، ويُعد المؤتمر حلقة وصل بين الخبراء والمستشارين والمشاركين والمحاورين، من شتى القطاعات، ومن كافة المستويات الإدارية لمناقشة محاور المؤتمر والخروج بتوصيات بنّاءة قادرة على التطبيق والتركيز على الأداء كمرحلة أساسية للوصول إلى الأهداف المنشودة.

التحديات

من جهته قال سعادة الدكتور بدر بن عثمان مال الله مدير عام المعهد العربي للتخطيط إن هناك العديد من التحديات التي تواجه التنمية البشرية منها التحديات المتعلقة بالمسار المالي والاقتصادي، والاستثمار الأمثل للموارد المتوفرة، وتحديات متعلقة ببناء المؤسسات القابضة.

وتضمن أمس جلستين رئيسيتين، الأولى بعنوان القيادة: «اللاعب الاستراتيجي في تحقيق نجاح المؤسسات» ترأسها سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري، تضمنت الجلسة عددا من المحاور أهمها «القيادة ذات الرؤية الثاقبة» قدمتها هلا التركي مؤسس وشريك معهد تاءات لتطوير القادة، «وفاعلية تنمية رأس المال» قدمها الدكتور شفيند اميري رئيس IAPPD – أوروبا، «وأحدث المنهجيات في تدريب الكفاءات وفق نظام «ADDIE» قدمها نيراج ديشباندي مستشار ورئيس إصدارات الاعتمادات الهندية، أما الجلسة الثانية فقد كانت بعنوان «أدوات قياس الأداء « KPI›s هي أساس تطوير المنظمة وترأسها الشيخ سيف بن هلال الحوسني مدير عام Microsoft عمان والبحرين، وتضمنت الجلسة عددا من المحاور الهامة أهمها «مؤشرات الأداء الرئيسية – أهداف المنظمة بعيدة المدى KPI›s « قدمها ياسر النسور مدير عام شركة المقارنات المعيارية للاستشارات، «وتكامل نظام إدارة الأداء بأنظمة الموارد البشرية (مخرجات ومدخلات) قدمها شفيند اميري رئيس IAPPD – أوروبا».

حكومات المستقبل

ويتضمن اليوم جلستين رئيسيتين الجلسة الأولى بعنوان: «حكومات المستقبل» يرأسها سعادة الدكتور بدر عثمان مال الله مدير عام المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت الشقيقة، وتتضمن الجلسة عددا من المحاور أهمها «استشراف آفاق حكومة المستقبل» يقدمها زياد الطروانة مدير عام شركة كارير ومستشار معتمد للإبداع والابتكار، «والتقنية الرقمية وأهمية البيانات في إدارة الأداء» يقدمها الاستاذ الدكتور عز الدين حطاب رئيس جامعة الدار بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة، «ومفاتيح النجاح للمؤسسات الرائدة» يقدمها سامي الأشرفي مدير عامM.armalade.Fish ومستشار تطوير الأداء لكبرى الشركات العالمية.

والجلسة الثانية ستكون بعنوان «نماذج الإجادة» يرأسها محمد جميل الطويل مدير عام شركة الرعاية الأولى والمدير الإقليمي IAPPD، وتتضمن الجلسة عددا من المحاور أهمها نماذج الإجادة وتطوير الأداء يقدمها السيد نصر بن بدر البوسعيدي مدير دائرة الجودة بوزارة البيئة والشؤون المناخية، «والتحول الرائد الى الإجادة في الأداء» يقدمها ياسر النسور مدير عام شركة المقارنات المعيارية.

حلقات عمل

كما يتخلل المؤتمر أربع حلقات عمل هي مسرعات الأداء تقدمها الاستاذة هلا التركي، وطرق عملية لتحديد مؤشرات الأداء يقدمها ياسر النسور وتناقش الحلقة بطاقات الأداء المتوازن والخريطة الاستراتيجية ومؤشرات الأداء وسلسلة النتائج وضوابط اختيار المؤشرات وتصنيفها حسب النوع ووحدة القياس وحسب التسلسل (مخرجات وممكنات ) ومراحل تطوير مؤشرات الأداء، وحلقة عمل عن الاستثمار الابتكاري والتنافسية يقدمها المهندس زياد الطراونة وتتضمن الحلقة مفهوم التنافسية، وعرض عدة نماذج للتنافسية منها نموذج بورتر وتشاو والمنتدى الاقتصادي العالمي والكفاءة التنافسية مفهومها ومخططها وكيفية تحسين الموقع التنافسي من قبل الجهات الحكومية والإبداع التنافسي ومفهومه وكيفية الاستثمار الابتكاري في الأجيال، بالإضافة الى حلقة عمل عن تطبيق معايير الإجادة واستخدام أداة الرادار يقدمها الاستاذ شريف الشرفاء وتتضمن مبادئ التميز وفق النموذج الأوروبي EFQM والترابط بين مبادئ التميز والمعايير وكيفية التحول الى نماذج الإجادة (منطق تقييم الرادار) وعرض عناصر التقييم (المنهجية والتطبيق والتقييم) ودليل العلامات وكتابة تقرير التقييم.

حضر حفل افتتاح المؤتمر عدد من أصحاب السعادة الوكلاء والمسؤولين من داخل وخارج السلطنة.