1287791
1287791
مرايا

لها إيجابياتها وسلبياتها - ضرورة التحكم في استخدام أبنائنا للأجهزة الذكية

28 مارس 2018
28 مارس 2018

استطلاع - سعاد بنت ناصر السنانية :-

للأجهزة الإلكترونية فوائد عديدة فقد أصبحت لا غنى عنها في كل منزل فهي أداة اتصال فعالة مثل الهاتف النقال، واستخدام الإنترنت في البحث عن المعلومة والاطلاع على ثقافات الآخرين، وكذلك تستخدم لحفظ البيانات وتخليص المعاملات والمراسلات وغيرها الكثير في حالة استخدامها إيجابيا.

ولكن مثلما لها إيجابيات فلها الكثير من السلبيات إذا لم تستخدم بالشكل الصحيح والإيجابي خاصة الأطفال، حيث نشاهد ونسمع الكثير عن طفل أصيب أو احترق بسبب انفجار الهاتف، وكذلك نسمع ابتزاز المراهقات والأطفال بسبب الهاتف النقال وبرامج التواصل الاجتماعي، وكذلك توجد ألعاب إلكترونية أخرى بها بعض الألعاب الخطرة، وتؤثر هذه الأجهزة كثيرا على صحة الأطفال بسبب الجلوس عليها مدة طويلة، وتؤدي إلى ضعف النظر وبعض المشاكل القلبية وآلام الرقبة وغيرها، وكذلك تلهيهم عن الصلاة وأدائها في أوقاتها، وإهمال واجباتهم المنزلية ومتابعة الدروس، وأيضا إكسابهم عادات سيئة من الثقافات الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي من بعض الألعاب.

حول إيجابيات ومساوئ هذه الأجهزة التقت مرايا مع آمنة بنت علي الغمارية أخصائية اجتماعية بمدرسة الغدير للتعليم الأساسي حلقة أولى، حيث تقول: تمتاز الألعاب الإلكترونية بنواح إيجابية، فهي تنمي الذاكرة وسرعة التفكير، كما أنها تطور حسن المبادرة والتخطيط، وهذا النوع من الألعاب يسهم في التآلف مع التقنيات الجديدة. فالطفل عندما يلعب في الغالب قد يكون بمفرده، ولكن لإيجاد الحلول وحل الألغاز فهو يحتاج للاستفسار من أصدقائه ومن الآخرين عن الألعاب قبل شرائها، ويحتاج إلى طرح الأسئلة والحصول على شرحها وتبادل المعلومات، وهذا الجانب مهم جدا حتى لو كان الأهل لا يلاحظونه.

وعن سلبيات الألعاب الإلكترونية قالت: بالرغم من الفوائد التي قد تتضمنها بعض الألعاب الإلكترونية إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، لأن معظم الألعاب التي يستخدمها الأطفال والمراهقون لها سلبيات تؤثر عليهم في جميع مراحل النمو لديهم. وأضافت قائلة: إن تعلق الأطفال والمراهقين بالألعاب الإلكترونية قد يلهيهم عن أداء بعض العبادات الشرعية وبالذات الصلوات الخمس في أوقاتها، كما أنها قد تلهيهم عن طاعة الوالدين والاستجابة لهم وتلبية طلباتهم، وتؤثر الألعاب الإلكترونية أيضا على صحة الطفل والمراهق، كإصابته بضعف النظر وآلام الرقبة نتيجة استخدامه للأجهزة لفترات طويلة والجلوس بطريقة غير صحيحة.

بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم والاعتداء عليهم بدون وجه حق، وتعلم الأطفال والمراهقين أساليب ارتكاب الجريمة وكيفية التخطيط لها وتنمي عقولهم في قدرات ومهارات العنف والعدوان. لهذا أنصح كل أسرة بمراقبة ما يشاهده أبناؤهم من الألعاب والوعي بمخاطر هذه الألعاب على أبنائهم ويفضل اختيار ما يناسب لهم.

ويقول عبد العزيز بن مسعود السناني باحث تربوي بمكتب الإشراف التربوي بقريات: طبعا للأجهزة الإلكترونية إيجابيات وسلبيات، فإيجابياتها الاطلاع على الثقافات المختلفة والانفتاح على الغير، واكتساب الخبرات الفنية في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية، والقدرة في الحصول السريع على المعلومات، وإمكانية تحسين التحصيل الدراسي عن طريق التعلم الشبكي، والتسامح والتعاطف المكتسب من التعامل مع الغير، وتعلم لغات مختلفة. حيث نتج عن هذه الأجهزة انفتاح على العالم، ولا يوجد أي حدود لأي ثقافة أو معلومة تمنع الوصول إلى المستخدم للأجهزة الإلكترونية. أما بالنسبة لسلبيات هذه الأجهزة فهو ضعف العلاقات الاجتماعية، والتأثير على المستوى الدراسي، والتأثر بأفكار وثقافات غريبة، والانشغال الدائم بهذه الأجهزة، والتأثير السلبي على الصحة الجسدية والنفسية للطفل.

طبعا هناك دور للأخصائي الاجتماعي في المدرسة يتلخص في تنفيذ برامج توعوية للطلاب حول آثار وأضرار وسلبيات استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتنفيذ حصص إرشادية حول التوعية ببرامج التواصل الاجتماعي، والتواصل مع أولياء الأمور حول أية مشكلة قد تطرأ بسبب التعامل مع هذه الأجهزة في المدرسة؛ ولذلك نحث أولياء الأمور على متابعة ومراقبة ما يشاهده أبناؤهم ومع من يختلطون، وتوعية وتثقيف الأبناء بأخطار هذه الأجهزة، والاقتراب من الأبناء وفتح قناة مستمرة معهم من الحوار والمناقشة.

طرق تجنب السلبيات

والتقينا مع الأستاذ محمد بن سالم السيابي مشرف أمن بمكتب الإشراف التربوي بقريات حيث قال: تعتبر المنطقة العربية من أسرع اﻷسواق نموا في مجال اﻷلعاب الإلكترونية، ومن أهم الفئات التي تستقطب هذه الألعاب هي فئة الأطفال والفتية، فقد سلبت تلك الألعاب الاهتمامات السابقة للأطفال كإقبالهم على الألعاب الشعبية والألعاب الرياضية، وألعاب الذاكرة وتنشيط الفكر، أو الاستماع للقصص المسلية، ولأن الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين، فلها سلبيات وإيجابيات، ومن الإيجابيات أنها تحفز عمليات الإبداع، وتدعم القدرة على اتخاذ القرارات، وتحسن الفهم بشكل عام، وتعمل على تحسين المهارات الإدراكية، وبينت بعض الدراسات أن الذين يخصصون جزءا من وقت فراغهم في اللعب بألعاب الحاسوب والفيديو يتخذون قرارات حاسمة بنسبة 25% أسرع من أولئك الذين لا يلعبون الألعاب، كما أنها تساعد على قوة التركيز على عدة أشياء مرة واحدة، فالطفل الذي يلعب بالألعاب الإلكترونية يطور مهارة الاستماع إلى الأصوات المختلفة والانشغال بعدة أشياء في نفس الوقت وتنمي الألعاب الإلكترونية الذاكرة وسرعة التفكير، كما تطور حس المبادرة والتخطيط والمنطق. فالألعاب الإلكترونية مصدر مهم لتعليم الطفل؛ إذ يكتشف الطفل من خلالها الكثير، وتشبع خيال الطفل بشكل لم يسبق له مثيل، كما أن الطفل أمام الألعاب الإلكترونية يصبح أكثر حيوية ونشاطا، وأسهل انخراطا في المجتمع، كما أن هذه الأجهزة تعطي فرصة للطفل أن يتعامل مع التقنية الحديثة، مثل الإنترنت وغيرها من الوسائل الحديثة، وعن سلبيات الألعاب الإلكترونية قال: على الرغم من الفوائد التي تتضمنها بعض الألعاب الإلكترونية إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها؛ لأن معظم الألعاب التي يستخدمها الأطفال والمراهقون ذات مضامين سلبية تؤثر عليهم في جميع مراحل نموهم، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم والاعتداء عليهم بدون وجه حق، مما ترسخ في ذهنه حب الانتقام والعنف، كما تعلم الأطفال والمراهقين أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها، وتنمي في عقولهم قدرات ومهارات العنف والعدوان ونتيجتها الجريمة، وهذه القدرات تكتسب من خلال الانخراط في ممارسة تلك الألعاب، ومن مضارها أيضا أنها تتسبب في عزلة الطفل، بالإضافة إلى أنها تصنع طفلا عنيفا؛ وذلك لما تحويه من مشاهد عنف، كما أنها تصنع طفلا أنانيا لا يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة، كما أنها قد تعلم الأطفال أمور النصب والاحتيال، فالطفل يحتال على والديه ليقتنص منهما ما يحتاج إليه من أموال للإنفاق على هذه اللعبة، ويتسبب الجلوس لساعات عديدة أمام الحاسوب أو التلفاز بعدة آلام، كآلام الرقبة والعمود الفقري.

وأشار قائلا: كما تؤثر الألعاب الإلكترونية سلبا على نظر الأطفال، إذ قد يصاب الطفل بضعف النظر نتيجة تعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات التلفاز أو الحاسب، كما أن حركة العينين تكون سريعة جدا أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية؛ مما يزيد من فرص إجهادها، وهذه بدورها تؤدي إلى حدوث احمرار بالعين وجفاف وحكة وزغللة، وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحيانا بالقلق والاكتئاب. كما أن بقاء الأطفال في المنازل في ساعات النهار لممارسة الألعاب الإلكترونية، وعدم الخروج للتعرض لأشعة الشمس والحصول على الفيتامينات المطلوبة لنمو العظام يتسبب في المستقبل بإصابتهم بنقص فيتامين «د»، ويؤدي إلى إصابتهم بهشاشة في العظام بصورة مبكرة عن غيرهم، وآلام في الظهر وفي الركبتين قد تتطور إلى التهابات في المفاصل، كما تصبح مناعتهم ضعيفة. وتابع مضيفا: وكذلك من أضرار الألعاب الإلكترونية الإصابة بسوء التغذية والبدانة، فالطفل لا يشارك أسرته في وجبات الغذاء والعشاء فيتعود على الأكل غير الصحي في أوقات غير مناسبة للجسم، وأيضا في ظل غياب أجهزة الرقابة الرسمية على محلات بيع الألعاب الإلكترونية وعدم مراقبة الأسرة؛ لما يشاهده أبناؤهم من الألعاب وعدم الوعي بمخاطر ذلك تروج الألعاب الإلكترونية لأفكار وألفاظ وعادات تتعارض مع تعاليم الدين وعادات وتقاليد المجتمع وتهدد الانتماء للوطن، كما تسهم بعض الألعاب في تكوين ثقافة مشوهة ومرجعية تربوية مستوردة، وبعض الألعاب تدعو إلى الرذيلة والترويج للأفكار الإباحية الرخيصة التي تفسد عقول الأطفال والمراهقين على حد سواء، ومحتويات ومضامين بعض الألعاب الإلكترونية، بما تحمله من سلبيات وطقوس دينية معادية ومسيئة للدين الإسلامي قد تؤثر سلبا على الطفل، كما أن تعلق الأطفال والمراهقين بالألعاب الإلكترونية قد يلهيهم عن أداء بعض العبادات الشرعية، وبالذات أداء الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة في المسجد، كما أنها قد تلهيهم عن طاعة الوالدين والاستجابة لهم وتلبية طلباتهم، وحول كيفية تجنب سليبات الألعاب الإلكترونية قال: الحد من استخدام الأطفال للهواتف الذكية والحاسبات المحمولة، فينصح التربويون بإغناء غرفة التلفزيون بالكتب والمجلات التي تجذب نظر الأطفال، وأيضا تجنب وضع التلفزيون في غرفة نومهم، وعدم ترك جهاز التحكم في أيديهم، وعلى الآباء انتقاء البرامج المفيدة والتعليمية التي توسع مدارك أطفالهم وتكسبهم ثقافة مبنية على الأخلاق والقيم الراقية، فضلا عن تنبيه الأطفال إلى أن هذه الشخصيات الإلكترونية ليست إلا مجرد رسوم غير حقيقية ينبغي عليهم عدم تقليدها كي لا يضروا أنفسهم، ويفضل تعويد الطفل منذ الصغر على ممارسة التمارين الرياضية التي تحافظ على رشاقة جسمه، كما تخرج الطاقة الكامنة بداخله في شيء مفيد عن تخريجه في لعبة عدوانية، ومن الممكن أيضا مشاركة الطفل في رسم لوحة، فالرسم يخرج طاقة الطفل الكامنة كما يساعده على التخيل والإبداع، أو مشاركته في مركز ثقافي لممارسة الهواية التي يفضلها، مع إمداده بالأدوات والتشجيع المستمر.

دور ولي الأمر

ويوضح يونس بن سعيد الهوتي مشرف مصادر تعلم بمكتب الإشراف التربوي بقريات قائلا: الأجهزة الإلكترونية هي سلاح ذو حدين، فبالرغم من إيجابياتها المتعددة في مواكبة العالم والتطور العلمي وسرعة الحصول على المعلومات، فإنها لا تزال تؤثر بالسلب في ذكائنا الاجتماعي والحد من التنمية العقلية وغيرها من الأمور، أما الإيجابيات فهي استخدام الإنترنت في مجال الدراسة والتعلم، حيث تتوفر الكثير من الموسوعات والمراجع تشكل لهم مصدرا هائلا للمعلومات لكتابة الأبحاث والواجبات المدرسية، وتنمية مهارة الأسلوب التفاعلي والمشاركة بالمعلومات والآراء والتجارب والتعليم والتعلم الاستكشافي المفتوح والمشوق وممارسة الألعاب الجماعية، وأقصد هنا الألعاب التعليمية وألعاب الذكاء كالشطرنج، بحيث تنمي فيهم روح المنافسة، واكتساب أصدقاء على مستوى العالم من خلال المحادثة والمراسلة، وتعلم مهارات التواصل والحوار مع الجنسيات المختلفة، وتعزيز اللغة العربية قراءة وكتابة حين يستخدم المواقع العربية، وكذلك تقوية لغته الإنجليزية، والتسلية والترفيه والمتعة فبإمكانهم الحصول على الصور والموسيقى والأفلام، وإمكانية استفادة ذوي الاحتياجات الخاصة من الإنترنت، فللمكفوفين مثلا أجهزة ملحقة بالكمبيوتر تحول النصوص إلى مواد سمعية. وتابع مضيفا: وكما أن لها إيجابيات لها أيضا عدة سلبيات منها: إضاعة الوقت في حالة أنه لا يوجد رقابة ومتابعة من قبل ولي الأمر، والانطواء والعزلة عن الآخرين، ولعل السبب الساعات الطويلة التي يقضيها الطفل ويلهو بها عن القيام بالواجبات المنزلية (التعاون داخل البيت) ويلهو عن المذاكرة للطلاب، وقد ينجر الأطفال للإعلانات ويدخل في مواقع مشبوهة، والإدمان على التصفح والإبحار في عالم لا ينتهي، وانتشار الأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة. وعن دور ولي الأمر قال: يقع على ولي الأمر دور كبير، ففي البداية لا بد لولي الأمر أن يعي مسألة الهدف من امتلاك ابنه لهذه الأجهزة، فهل هي للتسلية أم للتعليم أم من أجل التواصل الاجتماعي، ولا بد من الرقابة والتوعية، وتتم من خلال الإرشاد بطريقة الاستخدام، ولا بد أن تكون هذه الأجهزة جزءا من العائلة ولا تستخدم بانفراد، ومثال عليها أن يشاركني ولدي المطالعة معي على الشاشة الإلكترونية ومنها سيتعلم أن أشاركه ما يشاهده، وعدم تركهم لتمضية ساعات طويلة أمامها، وذلك بأن يصطحبوا الأبناء في رحلات خارج المنزل، وتحديد أوقات للأبناء للجلوس أمام هذه الأجهزة مع ضرورة مراقبتهم جيدا، وإيجاد بدائل أخرى غير الأجهزة، كإشراك الأبناء في الأنشطة الرياضية والأنشطة المختلفة التي تدعمها المدرسة وتنظيم مسابقات على مستوى الأسرة، وتعزيز الجانب الديني واصطحاب الأبناء للمسجد ولا يترك فريسة للغزو الفكري.

والتقينا بالطفلة زها بنت عبد الرحمن السنانية، حيث قالت: استخدام الجهاز الإلكتروني للاستفادة والدخول في مواقع مفيدة تنمي عقلي من خلال البحث عن المعلومة الصحيحة التي تفيدني في منهجي الدراسي، وأيضا استخدام الألعاب المفيدة مثل لعبة الشطرنج التي تنمي ذكائي خلال فترة الإجازات الطويلة مثل إجازة الأعياد ونصف العام والإجازة الصيفية، وأما في وقت الدراسة فيأخذ أبي الجهاز ويحتفظ به عنده ويمنعني من استخدامه، فاستخدام جهاز والدتي للبحث عن المعلومة التي أحتاجها ثم تأخذه مباشرة مني، فدائما أهلي يقومون بتوجيهنا أنا وأخواتي عن كيفية استخدام الأجهزة ودخول الإنترنت، وأن نختار ما هو مناسب ومسموح والابتعاد عما يلهي.