fatma
fatma
أعمدة

رأيها: مؤثرون

28 مارس 2018
28 مارس 2018

فاطمة الاسماعيلية -

في صورة كاريكاتورية مُعبرة تسأل إحدى الأمهات أما تجلس إلى جوارها- وهي ممسكة بكتاب تقرأ - ويجلس بجانبها طفلها الذي يقرأ أيضا، تسألها: كيف جعلت ابنك يحب القراءة؟ كانت تطرح تساؤلها وهي ممسكة بهاتفها النقال وابنها أيضا يمسك بالهاتف! لحظة تأمل في تلك الصورة تجعل الجواب واضحا وبديهيا، فالصورة اختصار لكل ما تعنيه القدوة في التربية من معنى، وتأثير الوالدين الكبير على الأبناء، والصورة نفسها أبلغ تعبير لمفهوم «القدوة» والذي قد نتجاهله أحيانا بطريقة بطريقة غير متعمدة في تصرفاتنا مع أبنائنا.

إن تأثير الوالدين والمدرسة والأصدقاء بلا شك أمور لها بالغ الأثر على سلوكيات الأطفال وألفاظهم، وأضف عليها اليوم تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وكل ما يبث فيها من خلال المشاهير أو ما يُعرفون بالمؤثرين على تلك المواقع. وكلما اتفق الوالدان على نقاط القوة التي يجب التركيز عليها لبناء شخصيات أبنائهم بطريقة سوية، كلما انعكس ذلك إيجابا في تعاملهم مع المجتمع الخارجي، خاصة إذا كانت الأسس والقيم التي انغرست بداخلهم في المنزل متينة، ومن النقاط المهمة في التربية السليمة تقليل فجوة الاختلافات بين الآباء أنفسهم، خاصة أمام أبنائهم، حتى يكونوا مؤثرين على أبنائهم .

وبالعودة لموضوع القدوة، نجد بالمجتمع نماذج لأطفال يمتلكون قدرات إبداعية عالية في القراءة والكتابة والتقديم، أو في الابتكارات العلمية المختلفة ومتفوقين أيضا دراسيا، ويركزون على هوايتهم المتعددة بطريقة جميلة ويحرصون على صقلها وتطويرها، ولا يشكل لهم الهاتف النقال أو الآيباد والألعاب الإلكترونية أي هاجس يُشغلون به وقتهم، كما نراه عند بعض الأطفال في جيل اليوم.

ويكمن السر والدافع وراء هؤلاء الأطفال هو وجود قدوة مؤثرة - خاصة إذا كان أحد الوالدين - يشجعان الطفل على التركيز على هواية معينة بصورة عملية في المنزل وتُترجم بعفوية كسلوك لدى الطفل، أضف إلى ذلك حس المسؤولية الذي يتمتع به بعض المؤثرين اجتماعيا بعرض موضوعات هادفة ومفيدة على المتابعين، كالحث على القراءة أو التشجيع على الأعمال التطوعية وغيرها.

ويبقى من وجهة نظري تأثير الوالدين هو الأكبر والأعمق على الأبناء، ويمكنهما من خلال مشاهدة تصرفاتهما أن يكونا أكثر تأثيرا بدلا من الاستماع لنصائحهما المستمرة فقط.