صحافة

اتـفـاق حـول البـريـكـست  

26 مارس 2018
26 مارس 2018

بعد مفاوضات مكثفة واجتماعات متعددة بين الخبراء الفنيين والقانونيين من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال الأيام القليلة الماضية توصل الجانبان إلى اتفاق مبدئي حول المرحلة الانتقالية لما بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي ستمهد الطريق للانفصال الكامل. وبموجب هذا الاتفاق ستبقى العلاقات قائمة بين الطرفين من دون تغيير يذكر حتى عام 2022، حفاظا على المصالح التجارية بينهما.

وفي تقرير نشرته صحيفة «آي» تحت عنوان «بريطانيا تخطو خطوة  كبيرة نحو البريكست» أشارت إلى تصريح كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع وزير البريكست البريطاني ديفيد ديفيس في بروكسل من أن وثيقة الاتفاق بين الطرفين هي «خطوة حاسمة» في حين قال ديفيس: إنها «صفقة جيدة بالنسبة للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ... وهي أقرب من أي وقت مضى».

ووصفت صحيفة «مترو» وثيقة الاتفاق بأنها «اختراق للبريكست»، وأشارت في تقريرها إلى ارتفاع قيمة الجنيه الاسترليني بسبب أنباء التنازلات التي قدمها الجانبان خلال الفترة الانتقالية. لكن الصحيفة أضافت أن الشكوك حول الحدود الأيرلندية ما زالت قائمة.

وكانت صحيفة «ديلي تلجراف» أقل إيجابية من صحيفتا «مترو» و«آي» تجاه وثيقة الاتفاق، حيث كتبت في عنوانها الرئيسي تقول «اتفاقية ماي حول البريكست حياة للصيادين»، مشيرة إلى ردة الفعل الغاضبة لصيادي الأسماك البريطانيين واعتبارهم هذه الجزئية في وثيقة الاتفاق «خيانة مقيتة» لهم، حيث ستظل المصائد في المملكة المتحدة خاضعة لسياسة الاتحاد الأوروبي المشتركة لمصائد الأسماك حتى نهاية عام 2020. وذكرت الصحيفة أن المتمردين على هذه الجزئية الخاصة بالمصائد في الاتفاقية سوف يقومون برمي الأسماك في نهر التايمز بالقرب من البرلمان البريطاني احتجاجا على ما ورد في وثيقة الاتفاق.

ونقلت صحيفة «الجارديان» عن رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي قولها إن الاتفاق حول ترتيبات المرحلة الانتقالية عقب «بريكست» من شأنه أن يضيف زخما لمحادثات الخروج، وأنه أصبح من الممكن في الوقت الراهن التوصل لاتفاق بشأن قضية الحدود الأيرلندية.

وقالت الصحيفة: إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الطرفين شهد تخلى بريطانيا عن موقفها المعارض لفرض الاتحاد الأوروبي قوانين جديدة على بريطانيا خلال فترة الانتقال، إلى جانب قبولها حق حرية الحركة الكاملة للمواطنين الأوروبيين الوافدين إلى بريطانيا قبل شهر يناير من عام 2021، وهو موعد انتهاء الفترة الانتقالية التي تعقب «بريكست».

ومن جهته خفف التكتل الأوروبي من حدة لهجته فيما يتعلق بالسماح لبريطانيا للتفاوض بشأن اتفاقاتها التجارية مع الدول الأخرى خلال فترة الانتقال.  وفيما يتعلق بجواز السفر البريطاني بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي ذكرت التقارير الصحفية أن بعضا من مؤيدي الخروج من الاتحاد دعوا للعودة إلى استخدام جوازات السفر الزرقاء التي كانت تصدر من عام 1920 حتى عام 1988. وقالت صحيفة «ديلي تلجراف»: إن شركة «جيمالتو» الفرنسية - الهولندية قد فازت بعقد قيمته 490 مليون جنيه استرليني لإنتاج جوازات السفر البريطانية الجديدة، مشيرة إلى أنه بدلا من جواز السفر ذي اللون الخمري المستخدم منذ عام 1988م سينتج الجواز باللون الأزرق والذهبي، ابتداء من أكتوبر 2019، وهو ما كان عليه سابقا قبل الدخول في الاتحاد الأوروبي. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» في تقرير كتبه جون ستيفنس بعنوان «ساندوا بريطانيا ولو لمرة واحدة»، إلى موجة الغضب التي انتابت المنتجين المحليين بعد اكتشاف إسناد وزارة الداخلية إنتاج جواز السفر البريطاني الجديد إلى شركة فرنسية. وقالت شركة «دي لا رو» البريطانية: إنها ستستأنف ضد قرار وزارة الداخلية منح عقد قيمته 490 مليون جنيه استرليني لإنتاج جوازات السفر للشركة الفرنسية الهولندية.

غير أن متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية صرحت بقولها: «لسنا ملتزمين بصنع جوازات السفر في المملكة المتحدة .. ويصنع جواز السفر حاليا في الخارج، ولا توجد أسباب أمنية أو تشغيلية تمنع من ذلك». وأضافت بقولها: «إن اتخاذ الوزارة هذا القرار سيوفر على دافع الضرائب البريطاني ما بين 100-120 مليون جنيه استرليني».