العرب والعالم

«العفو الدولية» تنتقد تزويد التحالف بالأسلحة في حرب اليمن

23 مارس 2018
23 مارس 2018

قتلى وجرحى في غارات على الحديدة وصنعاء -

صنعاء- «عمان» - جمال مجاهد -

قالت منظّمة العفو الدولية إن ثمّة أدلة كثيرة على أن تدفّق الأسلحة غير المسؤول إلى قوات التحالف أدّى إلى إلحاق أضرار هائلة بالمدنيين اليمنيين.

بيد أن ذلك لم يردع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرهما من الدول، ومنها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، من الاستمرار في شحن أسلحة تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات.

واعتبرت المنظّمة في تقرير أمس أن ذلك، إلى جانب تدمير حياة المدنيين، يجعل من «معاهدة تجارة الأسلحة» مدعاةً للسخرية.

ومنذ بدء حملة الضربات الجوية التي شنّها التحالف ضد جماعة «أنصار الله» المسلّحة في 26 مارس 2015، لاتزال منظّمة العفو الدولية توثّق كيف انتهكت جميع أطراف النزاع القانون الدولي بشكل متكرّر.

وقالت مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظّمة العفو الدولية، لين معلوف «بعد مرور ثلاث سنوات من النزاع في اليمن، لا تظهر أي علامات على تخفيف حدّته. وتستمر جميع أطراف النزاع في التسبّب بمعاناة رهيبة للسكان المدنيين.

فالمدارس والمستشفيات تحوّلت إلى أنقاض، وآلاف الأشخاص أزهقت أرواحهم، وملايين الأشخاص نزحوا عن ديارهم، وباتوا في حاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية». ويعيش اليمن حاليا إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج ما لا يقل عن 22.2 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وحيث يشتبه بإصابة أكثر من مليون شخص بمرض الكوليرا. على أن هذه الأزمة من صنع الإنسان، وتؤدّي الحرب إلى تعميق الأوضاع الإنسانية المتردّية وتفاقمها، كما أن جميع الأطراف تعرقل وصول المساعدات الإنسانية.

وعقب إطلاق قوات «أنصار الله» صاروخا استهدف بشكل غير قانوني مناطق مدنية في العاصمة السعودية الرياض في أواخر نوفمبر الماضي عمد التحالف إلى تشديد حصاره البحري والجوي غير القانوني على اليمن.

وعلى الرغم من تخفيف حدّة الحصار منذ ذلك الوقت، فإن التحالف استمر في فرض قيود على المساعدات والواردات التجارية للسلع الأساسية، بما فيها المواد الغذائية والأدوية والوقود.

وتدّعي قوات التحالف أن تلك القيود تعتبر تنفيذا لقرار الأمم المتحدة القاضي بحظر توريد الأسلحة لجماعة «أنصار الله»، ولكنها في الحقيقة تعمّق الأزمة الإنسانية، وتسهم في انتهاك الحق في الرعاية الصحية، وفي الحصول على مستوى معيشي لائق. وقال عاملون طبيون لمنظّمة العفو الدولية إن انعدام المواد الأساسية، والخطر الذي يمثّله القتال في المناطق القريبة، أرغما العديد من المرافق الطبية على إغلاق أبوابها أو تعليق عملياتها.

ميدانيا: أعلن المركز الإعلامي للقوات المسلّحة اليمنية «التابع للشرعية» بأن طيران التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، استهدف معسكرا لمسلّحي جماعة «أنصار الله» في منطقة باجل بمحافظة الحديدة، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى.

ونقل المركز عن مصدر عسكري أن المقاتلات أغارت على معسكر باجل الذي يستخدمه المسلّحون كنقطة لتجميع مقاتليهم ومنطلق لعملياتهم القتالية في جبهة الساحل الغربي، وأسفرت الغارات عن مقتل أكثر من 180 عنصرا من المسلّحين إضافة إلى عشرات الجرحى.

وكثّفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها على مواقع وتجمّعات وتحرّكات للمسلّحين في مختلف الجبهات وكبّدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات.

وشنّت مقاتلات التحالف العربي أمس غارة على حي ذهبان بصنعاء جوار مصنع العاقل، ما أدّى إلى مقتل خمسة من عمّال المصنع وإصابة آخرين.

وكان شخصان قتلا وأصيب ثالث بغارة لطيران التحالف على مديرية الجرّاحي بمحافظة الحديدة «غرب اليمن». وأوضح مصدر أمني أن الطيران استهدف بغارة ناقلة محمّلة بالحطب في الخط العام بمديرية الجرّاحي ما أدّى إلى مقتل شخصين وإصابة ثالث.

وأشار المصدر إلى أن الطيران شنّ أيضا غارتين على منطقة الجبّانة بمديرية الحالي، وغارتين على القاعدة البحرية. وطالت غارتان منازل مواطنين بمديرية صرواح في محافظة مأرب «شرق صنعاء».

كما اقتحم مسلحون، أمس مقر مؤسسة إعلامية يمنية مستقلة، في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن .

وقال سيف الحضري، مدير مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «إن مسلحين يتبعون الحزام الأمني وآخرين مجهولين اقتحموا مؤسسة الشموع الإعلامية وصحيفة أخبار اليوم (التي تصدر عنها) واختطفوا عددا من العاملين فيها، واقتادوهم إلى جهة مجهولة». وأشار إلى أن المسلحين قدموا على متن ثلاث دوريات عسكرية واقتحموا مبنى المؤسسة الكائن في المدينة الخضراء بمديرية دار سعد، شمال عدن.

وأوضح الحضري أن المؤسسة وصحيفة أخبار اليوم ومطابعها تعرضت للنهب، محملا الحزام الأمني وأمن عدن «مسؤولية المساس بممتلكات المؤسسة». ورفضت مصادر أمنية في عدن التعليق على الخبر، في حين لم تصدر قوات الحزام الأمني وإدارة أمن عدن أي تعليق على هذا حتى الآن.

يذكر أن مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم تعرضت مطلع الشهر الجاري لعملية اقتحام مسلح وإحراق مطابعها من جانب مسلحين مجهولين، ما أدى إلى توقف إصدار الصحيفة.